الإمبراطورية الفرنسية
تُعَدّ الجمهورية الفرنسية واحدة من الدول الأوروبية التي تقع في وسط القارة، وعلى الرغم من حجمها المحدود، إلا أنها تمكنت من تشكيل إمبراطورية عظيمة ذات أراضٍ واسعة امتدّت عبر جميع أنحاء العالم. كانت الإمبراطورية الفرنسية تُعتبر الثانية من حيث القوة ومساحة الأراضي بعد الإمبراطورية البريطانية الشهيرة التي لا تغيب عنها الشمس. وعند الحديث عن تاريخ فرنسا الاستعماري، يصبح من الضروري التطرق لتاريخ بريطانيا أيضًا، نظرًا لتنافسهما المستمر في الفترة الزمنية نفسها. فقد كانت الدولتان تُعتبران القوى العظمى على مستوى العالم حتى قبل الحرب العالمية الأولى، ورغم اندلاع الحروب بينهما في بعض الأحيان، إلا أنهما اتفقتا على ضرورة تقاسم السيطرة على الشعوب الضعيفة. في الفترة السابقة للحرب العالمية الأولى، بَرزت قوة جديدة تُنافس الدولتين الكبريين، وهي ألمانيا، التي تفوقت من حيث الصناعات العسكرية وامتلكت جيشًا قويًا ومدربًا تدريبًا جيدًا، مما زاد من قوتها التحالفات التي أبرمتها مع بعض الدول الأخرى، مثل: الإمبراطورية العثمانية وإيطاليا، والتي أسهمت في تشكيل تحالف قوي يُنافس كل من بريطانيا وفرنسا، مما أفضى إلى بداية الصراعات التي أدت في النهاية إلى الحرب العالمية الأولى.
الدول المستعمرة من قِبَل فرنسا
نجحت فرنسا في السيطرة على مناطق شاسعة من الأراضي في مختلف قارات العالم، مما ساهم في تشكيل إمبراطورية واسعة، حيث كان أكبر عدد من المستعمرات في قارة آسيا وأفريقيا، ومن بين هذه الدول:
- شمال إفريقيا: تونس، المغرب، موريتانيا، الجزائر.
- وسط إفريقيا: بنين، بوركينا فاسو، ساحل العاج، غينيا، توغو، مالي، النيجر، السينغال.
- أفريقيا الاستوائية: الكاميرون، جمهورية إفريقيا الوسطى، تشاد، الغابون، الكونغو.
- أفريقيا الجنوبية: جزر القمر، مدغشقر.
- قارة آسيا: سوريا، لبنان، شمال العراق، الأناضول.
- الهند الصينية: فيتنام، كمبوديا، لاوس.
تراجع قوة فرنسا
انضمت فرنسا إلى الحرب العالمية الأولى جنبًا إلى جنب مع بريطانيا ودول أخرى كجزء من الحلفاء، بينما كانت ألمانيا وحلفاؤها تمثل دول المحور. في البداية، تمكنت ألمانيا وحلفاؤها من احتلال معظم الدول الأوروبية بما فيها فرنسا وإقامة حكومة موالية لها. ومع ذلك، أدى تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب إلى جانب الحلفاء إلى تغيير مجرى الأحداث، حيث هُزمت الجيوش الألمانية تحت ضغط القوة الأمريكية، مما ساهم في تحرير أوروبا من قبضة الاحتلال الألماني وحلفائه. وبذلك ظهرت قوى جديدة على الساحة العالمية، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وجمهوريات الاتحاد السوفيتي، بينما تراجع دور كل من بريطانيا وفرنسا. بعد الحرب العالمية الثانية، حصلت معظم الدول التي كانت تحت الاستعمار الفرنسي على استقلالها، في حين أن بعض هذه الدول لا تزال مرتبطة باتفاقيات تسمح لفرنسا بالتدخل في شؤونها الداخلية. كما تظل بعض الجزر في المحيط الهادئ تحت السيطرة الفرنسية.