تُعتبر آيات القرآن الكريم بمثابة نور يضيء لنا الأرض والسماء، وهي منارات للهداية والصلاح للبشرية. يُمثل القرآن الكريم الطريق نحو الحق والإيمان، وهو الكتاب الإلهي الذي لا يُضاهى عبر العصور والأزمان، فهو النبراس الذي يهدي المسلمين.
لفهم آيات القرآن بشكل أفضل، من الضروري نُشير إلى تفسير آية “إن شانئك هو الأبتر”.
ما هي سورة الكوثر؟
- سورة الكوثر هي سورة مكية وتُعد واحدة من أقصر السور في القرآن الكريم.
- تتواجد هذه السورة في الجزء الثلاثين من المصحف الشريف.
- ويبلغ عدد آياتها ثلاث آيات، وترتيبها هو 108 في المصحف.
- تعتبر هذه السورة الأقصر في القرآن الكريم.
- تحتوي السورة على عشرة كلمات واثنين وأربعين حرفًا، وهي السورة الخامسة عشر من حيث ترتيب النزول.
- نزلت سورة الكوثر بعد سورة العاديات.
- حثّ الله تعالى المسلمين على قراءة القرآن والتأمل في آياته، حيث إن ذلك يمثل جوهر العبادة وله فضل عظيم في إرساء المعرفة بالدين.
- تركز السورة على فضائل الله تعالى تجاه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث وهبه نهرًا في الجنة يُعرف بالكوثر.
- يُقال إن نهر الكوثر يحيط به الذهب، ومجراه يتكون من اللؤلؤ والياقوت، وماؤه أحلى من العسل وأشبه بصفاء الثلج.
- تأتي الكلمة “الأبتر” في اللغة العربية بمعنى أن الشخص الذي لا ولد له يُعتبر أبتر، وأيضًا تخص الدواب التي لا ذيل لها، حيث يشير البتر إلى القطع.
تفسير “إن شانئك هو الأبتر”
- عند تأمّل الآية: (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) من سورة الكوثر، نجد أن هذه الآية جاءت كجواب على الإساءة التي لاقاها النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- لقد جاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم كسيد الخلق ومعلم للإنسانية.
- في تفسير هذه الآية، فهم بعض العلماء أنها رسالة من الله إلى النبي، مفادها أن الذي يبغضك أو يتحدث عليك بسوء هو الأبتر، أي هو الأذل.
- يُروى أن السورة نزلت في حق عقبة بن معيط وفي أبي لهب وعكرمة.
- فقد ذهب أبو لهب إلى المشركين بعد وفاة ابن النبي، وأخبرهم بوفاة محمد.
- وعن ابن عباس، يُقال أن الآية نزلت في أبي جهل، في إشارة إلى أن عدوه هو الأبتر، أي من ينقطع ذكره.
- اعتقد بعض المشركين أن وفاة أبناء النبي سيؤدي إلى انقطاع ذكره، لكن الله أبقى ذكره باقيًا.
- يؤكد هذا الفهم أن تدبّر القرآن يعطينا دروسًا عن الأمم السابقة وعن ما سيتبعها من أحداث.
- من يحث قلبه على القرآن الكريم، يُفتح له صدره وينور طريقه.
سبب نزول آية “إن شانئك هو الأبتر”
تعددت المواقف التي ذُكرت فيها كلمة الأبتر:
- عندما ذكر العاص بن وائل السهمي أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم خرج من المسجد والتقى ببني سهم.
- عندما دخل العاص المسجد، قال أحدهم له: “من الذي تتحدث معه؟”، فأجابه: “ذاك الأبتر” في إشارة إلى النبي.
- تحدث محمد بن إسحاق عن كيفية قول العاص بن وائل إنه إذا مات النبي، سيتقطع ذكره.
- وأشار عكرمة عن ابن عباس أنها نزلت في كعب بن الأشرف وجماعة من قريش، عندما قارنوا مقام النبي بفضلهم.
مقاصد سورة الكوثر
- نزلت سورة الكوثر لتُبين تكريم الله تعالى لنبيه، حيث أعطاه نهرًا في الجنة.
- تبدأ السورة بإخبار النبي عن فضله، وأن كل من يشرب من هذا النهر لن يظمأ أبدًا.
- أمر الله نبيه بإقامة الصلاة وعبادته وذكره، مما يعكس أهمية العبادة.
- تُظهر الآية (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) العقوبة التي ستحل على المشركين.
- المشركون الذين أهانون النبي وقاموا بشتمه ستنقطع أسماؤهم بعد موتهم.
- تعتبر السورة برهانًا على قوة الإيمان ورفعة مقام النبي.
- يتحدث أنس بن مالك عن فرحة النبي عندما نزلت عليه السورة.
الدروس المستفادة من سورة الكوثر
تحتوي سورة الكوثر على العديد من الدروس الربانية التي تُعلم عباد الله الخير. وسنستعرض بعض الدروس المستفادة:
- تشير السورة إلى مكانة النبي الكبيرة، فهي بشارة له ولمن عاداه.
- تُظهر السورة حسن فضل الله على عباده، ورزق النبي بنهر الكوثر.
- تحث على العمل الصالح والسعي نحو الخير.
- تُبرز أهمية العبادة والطاعات في إدخال الجنة.
- تشير إلى أن العبادة يجب أن تُخلص لله وحده.
- تؤكد على أهمية محبة الرسول، وأن إهانته تُعاقب، لأن عقاب الله شديد على ذلك.
