تُعتبر اضطرابات اللغة والكلام من الاضطرابات النفسية والسلوكية التي تشكل عائقاً كبيراً أمام التواصل بين الأفراد المصابين بها والمحيطين بهم. لذا، من الضروري التعرف على تعريف هذه الاضطرابات.
الفرق بين الصوت والكلام واللغة
- يخطئ الكثيرون عند اعتقادهم أن الصوت والكلام واللغة لها نفس المعنى، لكنها في الحقيقة عناصر مختلفة تحتاج إلى توضيح قبل الخوض في تعريفات اضطرابات اللغة والكلام.
- الصوت هو النتيجة الناتجة عن تفاعل الهواء المار في المجاري التنفسية وحركة الأحبال الصوتية في الحنجرة، وهو ما يُنتج أصواتاً مختلفة تُستخدم للتعبير عن الوجود.
- أما الكلام، فيعني قدرة الفرد على تنظيم الكلمات في جمل مفيدة، حيث يكتسب الطفل هذه الكلمات من خلال الاستماع إلى المحيطين به خلال سنواته الأولى.
- يستلزم تنظيم الجمل والتحكم بها استخدام مجموعة معقدة من العضلات المتعلقة بالتنفس، مما يسهل التواصل الفعال.
- تُعتبر اللغة الأداة الأساسية لتبادل المعرفة والمعلومات بين البشر من خلال استخدام الكلمات وبناء جمل تتماشى مع قواعد اللغة والنحو.
اضطرابات النطق عند الأطفال
- تعتبر اضطرابات النطق عند الأطفال دليلاً واضحاً على عدم قدرتهم على نطق الحروف بشكل سليم، مما يؤثر على قدرتهم على التعبير عن أنفسهم وفهم الآخرين.
- تطور مهارة النطق بحيث تكتسب ارتباطاً مباشراً بالتعلم المستمر، ويتبع نمطاً زمنياً محدداً يتناسب مع عمر الطفل لتصل إلى النطق السليم نتيجة لتطوير الجهاز العصبي.
- يمكن تصنيف اضطرابات النطق إلى اضطرابات تتعلق باللغة، حيث تُعرف بصعوبة فهم الطفل لمعاني الكلمات التي يسمعها، وغالباً ما تظهر هذه الاضطرابات بين سن ثلاث إلى خمس سنوات، أي قبل ذهابهم إلى المدرسة.
- تظهر الأعراض من خلال عدم قدرة الطفل على استيعاب ما يقوله الآخرون، مما يؤدي إلى عدم استجابته لبعض الأوامر أو ملاحظات الأهل، فضلاً عن صعوبات في التعبير عن احتياجاته.
- كما يواجه صعوبة في سرد القصص أو حفظ الأغاني أو عد الأرقام، إضافة إلى تداخل في الاتجاهات.
- أما اضطرابات الكلام، فهي تتمثل في صعوبات ملاحظتها في نطق الأصوات الصحيحة واستخدامها بشكل سليم، ومن أكثر الأمثلة شيوعاً على ذلك التأتأة، التي تظهر كاستقطاعات أثناء النطق.
- تحدث هذه الاضطرابات في أوقات زيادة التوتر، مثل التحدث إلى غرباء أو أمام مجموعات كبيرة، وإن تمت معالجة هذه الحالة مبكراً، يُمكن تجنب تفاقمها إلى مرحلة المراهقة.
- تعود مسببات اضطرابات النطق إلى عوامل عديدة، منها الاضطرابات السمعية، مشكلات الجهاز العصبي المركزي، مشاكل البصر، وأكثرها شيوعاً؛ الوراثية، بالإضافة إلى تأثير سوء التغذية والعوامل النفسية والاجتماعية.
- تشكل التكنولوجيا أيضاً عاملاً مؤثراً في تطور هذه الاضطرابات حالياً.
تأخر النطق عند الأطفال
- يعتبر تأخر النطق لدى الأطفال من العلامات التي يتعين على الوالدين ملاحظتها بدقة، مما يستدعي زيارة الطبيب لتحديد العلاج المناسب قبل تفاقم الوضع.
- تتعدد أسباب تأخر النطق حيث تشمل مشكلات الفم، ضعف النمو واضطرابات السمع، مجمل صعوبات التعلم، والضغوط النفسية الناتجة عن مشاكل أسرية كطلاق الوالدين.
- علاج تأخر النطق يتم غالباً من خلال تقويم نفسي وأخصائي تخاطب، يقومون بفحص الطفل لتحديد الأسباب ووضع خطة العلاج المناسبة.
- يتبع ذلك دور أخصائي تعديل السلوك، الذي يدرس سلوك الطفل ويقوم بتشخيصه لتحديد كيفية العلاج الملائم له وفقاً لعمره.
أخصائي الإرشاد النفسي
يكون أخصائي الإرشاد النفسي طبيباً استشارياً يُساعد الطفل في تجاوز الضغوط النفسية، ويُوجهه إلى طرق التعامل السليمة مع مشاكله الحياتية.
طبيب التخاطب
يُعتبر طبيب التخاطب مختصاً في تصحيح نطق الطفل، حيث يعمل على معالجة أي مشاكل لغوية في مرحلة مبكرة قبل أن تصبح دائمة وصعبة العلاج مع تقدم العمر.
أخصائي تعديل السلوك
- أخصائي تعديل السلوك هو طبيب استشاري يركز على تصحيح سلوك الطفل، فيكون مهمته هو معالجة الأسباب النفسية للاضطرابات عند عدم وجود مشكلات عضوية، حيث يُعتبر هذا التعديل هو الحل الأنسب.
- من الضروري عرض الطفل على الأخصائي خلال جلسات منتظمة لتحديد الأسباب الدقيقة للاضطرابات وسبل علاجها.
تعريف اضطرابات اللغة والكلام
- يُعرف اضطراب اللغة بأنه حالة يكون فيها مستوى التواصل لدى الشخص أقل من المستوى العمري المتوقع، مما يؤدي لضعف في قدرته على فهم الآخرين.
- يمكن أن تتجلى أشكال اضطراب اللغة في إضافة حروف لكلمات، تبديل او حذف حروف، والخلط في طريقة نطق الكلمات، مما يُصعب على المتحدثين الآخرين فهم ما يقوله.
- لحسن الحظ، يمكن علاج هذه الاضطرابات بسرعة من خلال تدخل مختص التخاطب الذي يقوم بتعليم الطرق الصحيحة للنطق أو علاج الأسباب العضوية إذا كانت موجودة.
- بينما يتمثل اضطراب الكلام في عدم القدرة على إصدار الأصوات الصحيحة لكل كلمة على حده، مما يصعب فهم الحديث، ويؤثر سلباً على التواصل.
- تظهر صور واضطرابات الكلام من خلال عدم إنجاز الأوامر السمعية بشكل مناسب، والتهتهة، والخرس التام، بالإضافة إلى صعوبات النطق.
- يمكن علاج اضطرابات الكلام عبر تصحيح طرق النطق ومعالجة أي مشاكل عضوية قائمة.
اضطرابات الصوت
- تشير اضطرابات الصوت إلى تلك الحالات التي تؤثر على نبرة وجودة الصوت، وقد تنجم هذه الاضطرابات من تفشي مشاكل في الحنجرة مثل التهاب الحبال الصوتية أو الكتل الصوتية.
- تشمل هذه الاضطرابات أيضاً العقيدات الصوتية والتشنجات الصوتية وغيرها من المشاكل التي تؤثر على جودة الصوت وكفاءة النطق.
الطريقة الصحيحة لتعامل الوالدين
- يتوجب على الوالدين فهم طرق التعامل الصحيحة مع أطفالهم لتجنب هذه الاضطرابات، من خلال الحديث إليهم بكلمات واضحة وصحيحة منذ الصغر، سواء فهموها أو لا.
- يجب استجابة الأهل للأصوات التي يصدرها الطفل والتفاعل معها، بالإضافة إلى أهمية النظر في عينيه لتشجيعه على التواصل الفعّال، ومنحه الوقت الكافي للرد.
- من الجيد مناقشة أحداث اليوم مع الطفل وتحفيزه على سرد ما قام به خلال يومه، بالإضافة إلى تشجيعه على تلخيص القصص التي تُروى له.
- ينبغي تجنب توبيخ الطفل عند صعوبات النطق أو استخدام الكلمات بشكل غير صحيح، بل يُفضل استخدام الألفاظ السليمة أمامه ومساعدته في التفاعل مع أقرانه.
- لا ينبغي إجبار الأطفال على الحديث بشكل مفرط، بل يُفضل تعليمهم من خلال الأغاني المناسبة لأعمارهم والحد من وقت الشاشة لتعزيز التواصل الفعّال.