تاريخ العلاقة بين الدولة العباسية وسلجوقيان

الدولة السلجوقية

تعود أصول الدولة السلجوقية إلى سلجوق بن تقاق، الذي كان تابعًا للملك التركي، قبل أن يهاجر مع قبيلته إلى البلاد الإسلامية وينضموا إلى الدين الإسلامي الذي اعتنقوه. يُعتبر السلطان طغرلبك المؤسس الحقيقي للدولة السلجوقية، حيث عُرف بذكائه وحكمته. قسم السلاجقة الأراضي الشاسعة التي انتزعت من أيديهم فيما بينهم، وتم اختيار طغرلبك ليكون ملكًا عليهم جميعًا. لم يكن لديه أبناء، وتولى إدارة مدينة الري كمقر لحكمه.

العراق في عصر الدولة البويهية

تمسكت الخلافة العباسية بالمذهب السني، غير أنه مع سيطرة الدولة البويهية، أصبح المذهب الشيعي هو المهيمن على مجريات الأمور في الخلافة. كانت الأوضاع في العراق تعاني من الاضطرابات، كما وقعت الخلافة تحت تأثير السيطرة التركية، مما أدى إلى تفاقم عجزها عن حل القضايا الداخلية في العراق.

نظراً لسوء الأوضاع في العراق، بدأ الناس في التطلع إلى الدولة البويهية النشطة، حيث قام القادة في بغداد بإرسال رسائل إلى أحمد بن بويه لطلب المساعدة في السيطرة على مدينة بغداد. دخل أحمد بن بويه المدينة بعد طرد الأتراك، ولقاه الخليفة المستكفي بالله بحفاوة. ولكن بعد فترة قصيرة، اشتدت الأزمات الاقتصادية في بغداد، ووصل الجوع بالناس إلى حد أكل الميتة والسنور والكلاب.

نتيجة للنزاعات بين الأمراء البويهيين، ضعفت سلطتهم بشكل ملحوظ، بينما ازداد نفوذ القوات التركية، التي تدخلت في قرارات عزل وتعيين سلاطين بني بويه، ممارسين نفوذهم عليهم. مع بروز الدولة السلجوقية على الساحة، كانت السلطة البويهية قد تزعزعت، مما سهل على الدولة السلجوقية دخول بغداد عام 447 هـ وإسقاط الدولة البويهية.

تحالف طغرلبك مع الخليفة العباسي

قام السلطان طغرلبك بإنقاذ الخلافة العباسية من قيد البويهيين، كما حمى الخلافة من تهديد الفاطميين. آنذاك، كان الخليفة العباسي رمزًا ليس إلا، يحكم سلطان البويهي دون أي احترام. لذا، كان من الضروري أن تستند الخلافة العباسية إلى دعم السلطان طغرلبك، الذي أظهر ولاءً واحترامًا كبيرين للخلافة.

ازدادت الروابط الوثيقة بين السلطان طغرلبك والخليفة العباسي، حيث تطورت إلى علاقة مصاهرة، إذ تزوج الخليفة من ابنة أخ طغرلبك، بينما تزوج السلطان من ابنة الخليفة العباسي القائم بالله. لكن لم يعش طغرلبك طويلاً، فقد توفي ليلة الجمعة عام 455 هـ.

بعد وفاته، تولى السلطنة السلطان محمد ألب أرسلان بن سلجوق. كان عهده عهد ازدهار ونمو في الدولة السلجوقية، إذ لم يعتمد فقط على القوة العسكرية، بل أيضاً على العلم. فقد أسس نظام الملك المدارس النظامية في بغداد عام 458 هـ، حيث درس فيها شيخ الشافعية البارز، الشيخ الإمام أبو إسحاق الشيرازي.

السلاجقة وإزالة الخطر البويهي

قدمت الدولة السلجوقية الدعم للخلافة العباسية في بغداد، وحافظت على المذهب السني في وجه التوسع الشيعي البويهي في إيران والعراق. استطاع السلطان طغرلبك من إسقاط الدولة البويهية في عقر دار الخلافة ببغداد عام 447 هـ، وأزال من على أبواب المساجد سب الصحابة الكرام، كما أعدم شيخ البويهين لجرائمه البشعة ضد أهل السنة.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *