البلاغة العربية
تستند اللغة العربية إلى أسلوبين رئيسيين من أساليب البلاغة، وهما الأسلوب الخبري والأسلوب الإنشائي. يلعب كل منهما دوراً في التعبير عن الأفكار وإيصالها، ولهما تعريفات واستخدامات وأغراض محددة في سياقات معينة. في ما يلي توضيح شامل لكل منهما.
الأساليب البلاغية
الأسلوب الخبري
يعتبر الأسلوب الخبري ذلك النوع من الأساليب الذي يقبل الصدق أو الكذب، باستثناء ما يتعلق بقضايا قرآنية، أو أحاديث نبوية، أو حقائق مثبتة علمياً. ويستخدم الأسلوب الخبري في مجموعة من الأغراض، وفقاً المعنى المراد من الكلام، ومنها:
- الاسترحام: كأن يناجي العبد ربه بالرحمة، مثل قول: إلهي أنت أدرى بما فيّ.
- المدح: كأن يقوم شخص بمدح آخر بقوله: فإنك القمر والباقي نجوم.
- الفخر: حيث يعبر الفرد عن فخره بشخص آخر أو بنفسه، كما يقول: أنا ابن هذه العائلة، أو كما قال الشاعر: أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي مَن به صممُ.
- التوبيخ: مثلما يوبخ الفرد آخر بقوله: أنا أعلم ما سيحل بك.
- إظهار الضعف والخشوع: ويمكن رؤية هذا الغرض في العديد من الآيات القرآنية، مثل قوله تعالى: “قال ربّي إني وهنَ العظمُ مني”.
- التحسر: كما في قول الله تعالى في سورة آل عمران: “فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ”.
- التحذير: ويستخدم للتحذير من خطر ما، مثل الحديث الشريف: “أبغض الحلال إلى الله الطلاق”.
- التعبير عن الفرح: حيث يكشف الكلام عن مشاعر الفرح، مثل: جاء أخي، أو مثل: زهق الباطل.
- إظهار النصح: حيث يكون الهدف تقديم نصيحة، مثل قول الشاعر: “إن شرّ الجناة في الأرض نفسٌ تتوقى قبل الرحيل الرحيلا”.
الأسلوب الإنشائي
أما الأسلوب الإنشائي فيتميز بأنه لا يمكن الحكم عليه بالصدق أو الكذب، لعدم احتوائه على معلومات محددة. وينقسم هذا الأسلوب إلى قسمين، هما الأسلوب الإنشائي الطلبي وغير الطلبي. وأغراض كل منهما كثيرة ومتنوعة، ومن أمثلتها:
- الأمر: مثل حين يدعو المرء ربه بقوله: “اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”.
- النهي: كما في قوله تعالى: “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ”.
- الاستفهام: كما في السؤال: “متى تحضر المائدة؟”.
- النداء: مثل قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا”.
- التمني: وغالباً ما يتم استخدام أداة التمني “ليت”، مثل قول الشاعر أبي فراس الحمداني: “فليتُكَ تحلو والحياةُ مريرةٌ** وليتكَ ترضى والأنامُ غِضابُ”.
فيديو الأساليب البلاغية في اللغة العربية
للتعرف على الأساليب البلاغية في اللغة العربية، يمكنك مشاهدة الفيديو التالي:
