المنطق الصوري هو علم يتسم بالنظام، يهدف إلى حماية الذهن من الأخطاء الفكرية. يُعتبر هذا العلم معيارًا أساسيًا للمعرفة الصحيحة والتفكير السليم.
ما هو المنطق الصوري؟
- يُعرف المنطق الصوري أيضًا بالمنطق الأرسطي، وسُمّي بهذا الاسم لأن تقييم صحة الاستدلالات يندرج ضمن أربعة أشكال تم استكشافها في هذا العلم.
- يركز البحث في هذا المجال على الصياغات والتراكيب المنطقية بدلاً من المضمون في القضايا.
- كما أن أرسطو لم يولي اهتمامًا كبيرًا بالإمكانية الواقعية للتحقق من صحة الاستدلالات في العالم الحقيقي.
- عرّف أرسطو المنطق بأنه آلة للمعرفة وأداة للبحث والتعلّم.
مؤسس علم المنطق الصوري
- يعتبر أرسطوطاليس، المعروف بأرسطو، من أوائل العلماء الذين قاموا بتدوين أسس المنطق الصوري.
- وُلِد أرسطو في عام 384 قبل الميلاد وتوفي في عام 322 قبل الميلاد، وكان من تلامذة أفلاطون.
- أرسطو هو مؤسس فلسفة المشائين، حيث اجتمع أفلاطون مع تلامذته لنشر المبادئ الأساسية لهذا العلم في كتاب يُعرف باسم “الأرجنون”.
- هذا الكتاب يتضمن قضايا وجدليات ومقولات، بالإضافة إلى تناول استدلال المغالطات.
أقسام علم المنطق
ينقسم المنطق إلى قسمين رئيسيين، وهما:
1- المنطق المادي
- يتركز المنطق المادي على دراسة الطرق التي يمكن عبرها للعقل الوصول إلى الحقيقة، مع تجنب الأخطاء.
- لا يقتصر هذا المنطق على دراسة التصورات الذهنية بل يمتد ليشمل المواد الخارجية.
- يضع قواعد تهدف لمطابقة الأفكار مع الواقع، مما يعزز الدليل القوي في التفكير.
- تتضمن طرق المنطق المادي الملاحظة، والفرضية، والتجربة، والاستقراء، وغيرها من الأساليب العلمية.
2- المنطق الصوري
- يركز المنطق الصوري على دراسة التصورات والأفكار من حيث الشكل وليس المحتوى.
- يهتم المنطق الصوري بالتناسق الفكري الذاتي دون النظر إلى مدى مطابقته للواقع.
- يندرج تحت هذا النوع المنطق الرمزي، وهو المنطق الحديث المعبر عن الأفكار باستخدام الرموز والعلامات بدلاً من الكلمات.
- يُعرف أيضًا بالمنطق الرياضي أو منطق الجبر أو الأنظمة الرمزية.
ما هي المنطقية؟
- تشير المنطقية إلى توجيه الأولوية للمنطق في الدراسات الفلسفية، مما يساعد على تحويل العلاقات إلى علاقات منطقية تعالج الأمور بأسلوب عقلاني.
- تتجاهل هذه المنطقية الجوانب النفسية والأخلاقية.
- تعتبر المنطقية أن المنطق مستقل عن علوم النفس، وتستند إلى الواقع العقلي.
- تسعى لرفع منزلة المنطق مقارنةً بغيره من العلوم.
معنى المنطقية المطلقة
- تعني المنطقية المطلقة القناعة بإمكانية تأسيس وجود حقيقي بوسائل عقلية وقوانين منطقية مباشرة.
- وقد أطلق الفيلسوف الألماني هيغل هذا المصطلح على رؤيته بأن الوجود الحقيقي هو الوجود المنطقي.
قوانين العقل في المنطق الصوري
قام أرسطو بتحديد أربعة قوانين فكرية أساسية تُعتبر مبادئ المنطق، وسندرسها فيما يلي:
1- قانون الهوية
- يشير قانون الهوية إلى ضرورة الحفاظ على جوهر الأشياء رغم التغيرات التي قد تتعرض لها.
- على سبيل المثال، كلمة “بحر” تدل على كيان دائم من المياه.
- الأشياء لها هوية ثابتة تُظهر وضوح الذات.
2- قانون عدم التناقض
- ينص قانون عدم التناقض على أنه لا يمكن لشيء أن يكون هو نفسه ونقيضه في آن واحد.
- ويدل أيضًا على أنه لا يمكن الجمع بين السلب والإيجابية في نفس الوقت.
- على سبيل المثال، الشيء لا يمكن أن يتواجد في حالة الوجود والعدم في ذات اللحظة.
3- قانون الوسط الممتنع
- يُفهم قانون الوسط الممتنع على أنه يُلزِم الشيء بأن يتصف بصفة أو نقيضها دون وجود وسط بينهما.
- يمكن تقسيم الأمور إلى إيجابيات وسلبيات، دون وجود خيار ثالث.
- بالتالي، يجب أن تكون أي قضيتين إما صحيحتين أو خاطئتين معًا.
أهداف علم المنطق
- يدرس طرق التفكير ويهدف إلى تجريدها من الأخطاء.
- يسعى إلى استنباط القوانين الفكرية التي توجه العقل نحو اليقين.
- تستخدم الحدود والدلالات في اللغة الفكرية كوسائل منهجية للبحث والمعلومات.
- يعمل على تقديم الوضوح في المعاني ويُبرز الحقيقة بطرق واضحة وفعالة.
- يرفض المنطق التطرف المعرفي ويعتمد على الانفتاح العقلي في المناقشات.
- كما يشير ابن خلدون إلى دور المنطق في حماية العقل من الأخطاء وتمييزه عن الصواب.
