المغرب
المملكة المغربية هي واحدة من الدول العربية الواقعة في أقصى شمال غرب قارة إفريقيا. تعتبر المغرب مملكة برلمانية دستورية، وقد كافح شعبها لعقود عديدة من أجل الحصول على استقلالهم السياسي من السيطرة الاستعمارية. شهدت المملكة تحولاً تاريخياً كبيراً نظرًا لتاريخها الغني، حيث استوطنها الإنسان منذ العصور القديمة وتعددت الحكومات والدول التي تعاقبت على حكمها.
الأنظمة الحاكمة في المغرب
الحكم الروماني
استطاع الرومان السيطرة على المغرب بعد انتصارهم على الحكم الأمازيغي في المنطقة، وذلك حوالي عام 40 قبل الميلاد. عرفت المغرب آنذاك فترة من الانفتاح التجاري مع دول حوض البحر المتوسط، وغادرت القوات الرومانية البلاد في أوائل القرن الخامس الميلادي.
دولة نكور
دخل الإسلام إلى المغرب خلال عصر الدولة الأموية، حيث كانت نكور أول دولة مستقلة عن الحكم الأموي، واتبعت المذهب السني، مما ميزها عن باقي الدويلات في تلك الفترة، وقد تم ذلك في عام 123 هـ، أو 744 م.
دولة برغواط
كونت برغواط مملكة إسلامية قوية ومستقلة، حيث حكمت منطقة تامسنا لأكثر من ثلاثة قرون، واستطاعت التصدي لهجمات المرابطين رغم الأزمات التي مرت بها.
دولة الأدارسة
يعود الفضل في تأسيس دولة الأدارسة إلى قبيلة آوربة الأمازيغية التي استضافت إدريس الأول، مؤسس هذه الدولة، حيث لجأ إليها هروبًا من مكة. وبفضل دعم تلك القبيلة، استطاع إدريس الأول تأسيس مركزه في مدينة وليلي وضم مناطق فزاز وتلمسان، ورغم اغتياله على يد الخليفة العباسي، نجح ابنه إدريس الثاني في بناء مدينة فاس وتوسيع نفوذه في مناطق واسعة من المغرب.
دولة المرابطين
في القرن الحادي عشر الميلادي، قام عبد الله ياسين بتوحيد قبيلتي لمتونة وجدالة على أساس ديني، وأسس دولة المرابطين بعاصمتها مراكش، حيث تمكن المرابطون من توحيد المغرب بأكمله وبعض المناطق في الجزائر وأندلس تحت حكم يوسف بن تاشفين.
دولة الموحدين
تعتبر دولة الموحدين الوريثة لدولة المرابطين، حيث اتخذ المهدي بن تومرت من جبال الأطلس قاعدة لإعادة تنظيم قبائل مصمودة لإسقاط دولة المرابطين. ومع نجاح الموحدين في هذا المسعى، أسسوا أكبر دولة في شمال إفريقيا منذ الحقبة الرومانية.
الدولة المرينية
تعود أصول الدولة المرينية إلى قبائل الأمازيغ من قبيلة زناتة، حلفاء الدولة الأموية في قرطبة. بدأت نشأتهم في شرق المغرب وحكموا البلاد بعد انهيار الدولة الموحدية، حيث استمر حكمهم من القرن الثالث عشر حتى الخامس عشر.
الدولة الوطاسية
تعود أصول الدولة الوطاسية إلى البدو الرحل من قبيلة زناتة، وهم أحفاد المرينيين. انتقلوا من مرتفعات منطقة المغرب الأوسط، المعروفة حاليًا بالجزائر، إلى المغرب الأقصى، واستقروا في منطقة الريف بعد ضعف الدولة المرينية.
الدولة السعدية
مع احتلال الإسبان والبرتغاليين لبعض المدن الساحلية المغربية، ظهرت مجموعة من الشرفاء السعديين للوقوف في وجههم. وقد استطاعت هذه القوة، التي تحولت تدريجياً إلى جيش، تحقيق انتصارات سريعة بسبب ضعف العدو، حيث دخلوا مراكش وهزموا البرتغاليين في معركة وادي المخازن، معلنين تأسيس دولتهم، لكنهم لم يحكموا طويلًا، حيث انهارت الدولة بعد أقل من عشرين عامًا.
الدولة العلوية
استمر النزاع السياسي بعد سقوط الدولة السعدية لمدة ستون عامًا، انقسمت خلالها المغرب إلى كيانات صغيرة. ومع بداية حملة عسكرية من قبل المولى رشيد لتوحيد البلاد وتأسيس سلطة مركزية، شهدت المغرب ظهور حكم السلطان العلوي، الذي أسس نظامًا سياسيًا مركزيًا جديدًا وقويًا.