الاحتشام في الملابس
يعتبر الاحتشام تعبيرًا عن الستر في الملابس وفقًا لمبادئ الشريعة الإسلامية، حيث يُعد الستر أمرًا مطلوبًا يحفظ للمسلم كرامته وعفته. وقد حدد الإسلام قواعد تحافظ على ستر العورات، وهذا يتجسد في مفاهيم مثل الاستئذان واحترام الخصوصية، مما يسهم في صيانة الأعراض. الاحتشام لم يقتصر على المرأة فقط، بل يشمل الرجل أيضًا، وهو ما يتضح من النقاط التالية:
الاحتشام في لباس المرأة
يمكن تقسيم الاحتشام في ملابس النساء إلى جانبين رئيسيين: الأول هو الاحتشام أمام غير المحارم، والثاني هو الاحتشام أمام المحارم. وقد أقر العلماء شروطًا لضمان الاحتشام في كلا الحالتين، وتفصيلها كما يلي:
- احتشام المرأة أمام غير المحارم
تتضمن الشروط التي وضعها الفقهاء لتحديد ملابس النساء المحتشمة ما يلي:
- أولاً: يجب أن يكون اللباس ساترًا لكل الجسم، وأن يُخفي العورة ولا يُظهر الزينة، كما ينبغي أن يكون واسعًا بما يكفي ليخفي تفاصيل الجسم.
- ثانيًا: يجب أن يكون اللباس محتشمًا، فلا يجذب أنظار الرجال؛ ويمكن أن يكون جميلاً ولكن ينبغي أن لا يكون زينة في حد ذاته، مما يضمن أن يظل ملابس المرأة محتشمة.
- احتشام المرأة أمام المحارم
لقد اعتنى الإسلام أيضًا بملابس النساء أمام المحارم، مثل الأخ والأب والعم والخال، إذ لا وجوب للحجاب أمامهم، ولكن هناك حدود للاحتشام يجب على المرأة الالتزام بها. فلا ينبغي لها ارتداء الملابس التي تُبرز عورتها أو مفاتنها بشكل جلي، مثل الملابس الشفافة أو الضيقة جدًا.
وقد أوضح الفقهاء أن ما يمكن أن تُبديه المرأة أمام محارمها يشمل وجهها وكفيها وخلخالها وأقراطها وأساورها وقلائدها ورأسها وقدميها. وللخلخال حدود معينة يُسمح بإظهارها، وكذلك بالنسبة للأقراط والقلائد ما لم تُظهر إلا حدود ما يُحتمل أن يتم وضعه.
تؤكد الشريعة على أن المرأة مصونة ومحفوظة من قبل محارمها، وتُعزز ذلك لوقايتها من أي ضرر قد تسببه البيئات غير الطبيعية، مما يساعد على الحفاظ على خصوصيتها، حتى أمام محارمها.
- احتشام المرأة أمام النساء
ينبغي أيضًا أن تبدي المرأة احتشامها أمام النساء والأطفال. والأصل في عورة المرأة أمام النساء هو ما بين السرة والركبة، ولكن لا يعني ذلك أنه يجوز لها أن تكون كاشفة للمواضع الأخرى باستمرار، بل يُسمح لها بكشف تلك المناطق عند الحاجة مثل تعرض ملابسها للانكشاف أو أثناء الرضاعة.
الاحتشام في لباس الرجل
أما بالنسبة لعورة الرجل، فهي كما ذكر العلماء تُحدد أمام المحارم غير الزوجة أو أمام الرجال الآخرين بما بين السرة والركبة. وقد أشار بعض العلماء إلى أن الفخذ قد يُعتبر ليس عورة، لكن الأصل هو أنه يعد عورة خفيفة، مما يعني أنه لا يُستحب للرجل أن يُظهر جسده في تلك المناطق دون حاجة، ويجب أن يكون ذلك لحاجة عابرة وليس مستمرًا.
الاحتشام كأحد مكارم الأخلاق
بالاستناد إلى كتب اللغة، يُمكننا فهم الاحتشام كجزء لا يتجزأ من مكارم الأخلاق، ويتجلى ذلك من خلال المعاني التالية:
- يأتي الاحتشام من الجذر “حشم” ليعبر عن الاحترام والتقدير لشخص ما، كما أن الانفتاح في التعامل مع الآخرين يعد نوعًا من ترك الاحتشام.
- تشير كلمة الاحتشام أيضًا إلى التأدب والتهذيب، بالإضافة إلى معاني الحياء والتواضع واللطف.
- يمكن أن يُفهم الاحتشام أيضًا على أنه يعبر عن الرزانة والوقار، وأحيانًا يُستخدم لوصف كلمات المجاملة الشائعة في المجتمع.