آيات قرآنية تدعو إلى عدم التدخل في شؤون الآخرين
تتضمن الآيات القرآنية العديد من النصوص التي تحث المسلم على الامتناع عن التدخل في قضايا الآخرين. فيما يلي بعض من هذه الآيات:
- قال الله تعالى: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أو مَعْرُوفٍ أو إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ)، حيث حرّم الشّرع الصمت المتعلق بالناس لما يترتب عليه من إثارة الكراهية والمشاعر السلبية بينهم.
- قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)، مما يبرز أهمية التحقق من المعلومات وعدم التسرع في تداولها لتفادي سوء الظن وآثاره الجانبية.
- قال الله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)، مما يشير إلى أن الامتناع عن التدخل في شؤون الآخرين هو صفة من صفات المؤمنين الحقيقية.
- قال الله تعالى: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)، فهذه الآية توضح مسؤولية الأفراد عن عدم التدخل في الآخرين وعدم الحديث عنهم بما لا يعلمونه.
أحاديث نبوية تحث على عدم التدخل في شؤون الآخرين
تحتوي السنة النبوية على عدد من الأحاديث الصحيحة التي تشدد على ضرورة عدم التدخل في شؤون الآخرين. ومن بين هذه الأحاديث:
- رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه).
- وعن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله كره لكم ثلاثًا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال).
- رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت).
- رُوي عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (على العاقل أن يكون بصيرًا بزمانه، مقبلًا على شأنه، حافظًا لسانه، ومَن حسَب كلامه من عمله قلّ كلامه إلا فيما يعنيه).
- ورُوي عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ كف عليك هذا، وأشار إلى لسانه، قال: يا نبي الله! وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يُكبّ الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم).
- وعن أبي برزة الأسلمي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من اتبع عوراتهم اتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته).