الإمام ابن مردويه
هو الإمام الحافظ والمؤرخ والمفسر الأصفهاني أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك بن موسى بن جعفر، المعروف بلقب أبي بكر. وُلد في مدينة أصفهان عام 323 هـ. يُشار إليه أحياناً بابن مردويه الكبير، وله العديد من المؤلفات التي تشمل كتاب التاريخ، ومؤلف في تفسير القرآن الكريم، بالإضافة إلى مسند ومستخرج في علم الحديث.
علم ابن مردويه
كان ابن مردويه -رحمه الله- من الأئمة المجيدين في علم الحديث، حيث كان حريصاً على الفهم والتمسك بالسنة. تعكس مؤلفاته بلاغته في هذا المجال، من بينها المستخرج على صحيح البخاري. وقد رواى عنه العديد من علماء الأمة، مما يشير إلى مكانته الرفيعة، ومنهم: القاضي أبو منصور، وأبو بكر العطار، وأبو عمرو عبد الوهاب، وأبو بكر بن سليم، وسليمان الحافظ، وغيرهم. وقد استفاد ابن مردويه من علم عددٍ من المشايخ المعروفين بمكانتهم العالية، من بينهم: ميمون بن إسحاق الخراساني، وإسماعيل الكوفي، وإسحاق بن محمد الكوفي، ومحمد الشيباني الكوفي، والعديد من العلماء الآخرين.
آراء العلماء في ابن مردويه
تعددت الأقوال من كبار العلماء التي تمتدح ابن مردويه، حيث قال الإمام إسماعيل: “لو كان ابن مردويه خراسانياً لكثرت شهرته أكثر من الحاكم”. ومن جهة أخرى، ذكر أبو موسى عن أبيه بشأن ابن مردويه: “لم أكتب شيئاً بعد العصر، وعميت قبل الجميع، وسُمع أنّه كان يملي من حفظه بعد أن فقد بصره”. فيما قال أبو بكر بن أبي علي: “إنه أكبر من أن نعرفه بفضله وعلمه وسيرته، وشهرته بالكثرة والثقة تجعل حديثه لا يحتاج إلى وصف، اللهم اجعل في مسيرته البركة”.
وفاة ابن مردويه
انتقل ابن مردويه -رحمه الله- إلى رحمة الله في إحدى قرى أصفهان، وهي قرية سوذرجان، وذلك عام 498 هـ، بعد أن عاش تسعًا وثمانين سنة يغترف من العلوم والمعارف.