تعتبر مسألة تصريف الأفعال في اللغة العربية من الموضوعات الهامة التي يجذب اهتمام الكثيرين، بدءًا من الأطفال وحتى البالغين. هذا الموضوع يندرج تحت علم الصرف، والذي يهتم بدراسة قواعد اللغة العربية، شرح قواعدها، وتفسير الظواهر الصرفية. سنستعرض في هذا المقال مختلف جوانب تصريف الأفعال.
تصريف الأفعال
يُعرف تصريف الأفعال بأنه عملية تغيير زمن الأفعال بين الماضي، المضارع، والأمر، بالإضافة إلى التبديل فيما بين هذه الأزمنة وما يرتبط بها من ضمائر وغيرها. لكل فعل من هذه الأفعال قواعد خاصة وعلامات تدل على حدوث تلك الأفعال؛ حيث يعبّر مفهوم تصريف الفعل عن اشتقاق الصيغ من بعضها وإلحاقها بالضمائر المناسبة.
دعني أدعوك للتعرف على:
علم الصرف
كما تناولنا سابقًا، يندرج الموضوع تحت علم الصرف، حيث قام علماء هذا المجال بتقسيم الكلام إلى ثلاثة فئات رئيسية: الاسم، الفعل، والحرف. الأسماء تنقسم إلى مشتقة، كاسم الفاعل مثل “ضارب”، وجامدة، مثل الأسماء التي تصف أشياء بذاتها كـ”الشجرة”.
أما الحروف فتظل ثابتة ولا تتأثر بقواعد الصرف. بالنسبة للأفعال، فهي تتضمن الماضي، المضارع، والأمر، كما أن هناك أفعال جامدة لا تتطلب تصريفًا مثل “ليس”، وأفعال تُشتق وتأتي بأشكال الفعل الثلاثة مثل ذهب، يذهب، واذهب.
تصريف الفعل الماضي
الفعل الماضي يُشير إلى فعل قد تم وانتهى، ولم يعد له أثر في زمن الحديث عنه. يتم بناء الفعل الماضي عند إعرابه، حيث يكون أصله فعلًا يتغير وفقًا للضمير الملحق به.
فعلى سبيل المثال، عند إضافة تاء التأنيث يصبح “فعلت”، ومع إضافة واو الجماعة يصبح “فعلوا”، وعند استخدام المثنى المذكر والمؤنث نجد “فعلا” و”فعلتا”، بينما في حالة الجمع المؤنث تكون “فعلن” و”فعلت” و”فعلت”.
اقرأ أيضًا:
تصريف الفعل المضارع
الفعل المضارع يدل على فعل يحدث في الوقت الحاضر، وتختلف طريقة إعرابه بناءً على الملحقات به مثل أدوات الربط والضمائر. والفعل المضارع أصله “يفعل”، ويتغير شكله وفقًا للضمير المستخدم.
فمثلًا، مع المفرد المذكر والمؤنث يكون “يفعل” و”تفعل”، وعند المثنى ثبت “تفعلا” و”يفعلا”، وفي حالة الجمع المذكر والمؤنث يكون “يفعلون” و”يفعلن”، وعند المخاطبة يكون “تفعلين”.
تصريف الفعل الأمر
الفعل الأمر هو فعل يُستخدم بشكل إلزامي ولا يتعلق بالماضي أو الحاضر، بل يُشير إلى فعل سيحدث في المستقبل القريب أو البعيد. الميزان الصرفي للفعل الأمر هو “افعل”، ويتغيّر تصريفه بناءً على الضمير. فمع المفرد المذكر يكون “افعل”، ومع المؤنث يصبح “افعلي”، ومع جمع المذكر “افعلوا” و”افعلن”، وفي حالة المثنى يُستخدم “افعلا” للمذكر والمؤنث.
تصريف الفعل مع الضمائر
يتطلب تصريف الفعل وجود فاعل، وبالتالي فإن الفعل يتكيف حسب هذا الفاعل، والذي يمكن أن يكون اسمًا ظاهرًا، مثل “ذهب محمد”، أو ضميرًا مستترًا أو ظاهرًا، مثل “ذهبتُ إلى القرية”.
يتنوع تصريف الفعل من ضمير مفرد إلى مثنى أو جمع، ومن مذكر إلى مؤنث، ومن غائب إلى مخاطب أو متكلم. وقد توصل العلماء إلى أن هناك 14 وجهًا لتصريف الماضي والمضارع، تتوزع على أربعة أنواع: اثنان للمتكلم، ثلاثة للغائب، مثلهم للغائبة، وثلاثة للمخاطب ومثلهم للمخاطبة. بينما يوجد 6 أوجه لتصريف الأمر، ثلاثة للمخاطب ومثلهم للمخاطبة.
كما يمكنكم الاطلاع على:
مواقع لتصريف الأفعال
توجد مجموعة من المواقع الإلكترونية التي تسهّل عملية تصريف أفعال اللغة العربية، ومن بين أبرزها:
- موقع “قطرب” الذي يُعتبر محرك بحث معروف في تصريف الأفعال بكافة أنواعها، حيث يمكنك إدخال الفعل في خانة البحث والنقر على أيقونة تصريف الفعل، مع إمكانية تصفية النتائج.
- هناك أيضًا موقع أكثر تطورًا من “قطرب”، والذي يتيح تصريف الأفعال بشكل احترافي من خلال الأيقونات المميزة الموجودة فيه، مما يجعله مناسبًا لمتحدثي ومعلمي ومترجمي اللغة العربية.
- موقع “Tafsir” الذي لا يزال قيد التطوير ويحتوي على تصريف لأكثر من 15000 فعل عربي، ويعرض تصريفات الفعل بشكل احترافي على أربع صفحات مفصلة.
- أخيرًا، موقع “Reverso Conjunction” الذي يقدم معلومات عن العديد من اللغات بما فيها العربية، بالإضافة إلى نصائح لمتعلمي اللغة العربية عن النحو ووزن الفعل.