اسم الجلالة “الله”
يُعتبر اسم الجلالة “الله” أول وأعظم أسماء الله الحسنى. فهو الاسم الذي يُكشف به الكربات، وتُنزل به الرحمات، ويُدفع به السيئات، ويُسهم في جلب الحسنات. يُعد هذا الاسم جامعًا لمفاهيم الألوهية، ويُشير إلى استحقاق العبودية. ذُكر لفظ الجلالة “الله” في القرآن الكريم أكثر من ألفين ومئتي مرة، وافتتح به ثلاث وثلاثين آية. ومن يُدرك معنى اسم الجلالة “الله” يُقبل على التوحيد الذي جاء به الأنبياء -عليهم السلام-، والذي نزلت بسببه الكتب السماوية. كما أن فهم هذا اللفظ يُسهم في تعزيز المحبة ويحقق الاطمئنان في قلب العبد.
اشتقاق لفظ الجلالة
تباينت آراء العلماء حول ما إذا كان لفظ الجلالة “الله” مشتقًا أم لا. فقد أشار سيبويه والخليل وغيرهم إلى أنه ليس مشتقًا، للاحتياج للألف واللام فيه، حيث يُقال: “يا الله” ولا يُقال: “يا الرحمن”. فإذا لم يكن أصل الكلمة، لما جاز إدخال حرف النداء “يا” على الألف واللام. بينما ذهب فريق آخر إلى أن لفظ الجلالة يُعتبر مشتقًا، وأقوى الآراء تشير إلى أنه مشتق من الفعل “أله يأله إلهة”، حيث يكون أصله “الإله”، وقد حُذفت الهمزة وأُدغمت اللام الأولى في الثانية، فصارت “الله”.
خصائص لفظ الجلالة
يُعد اسم الجلالة “الله” اسم علم خاص به وحده، ولم يُطلق على أحد غيره سواءً بشكل حقيقة أو مجاز. من الخصائص المميزة لهذا الاسم أنه لا يُقبل إسلام أي شخص دون النطق به، وهو ما يتفق عليه غالبية علماء المسلمين. فلا يُعتبر الإسلام صحيحًا بقول: “لا إله إلا الرحمن” دون ذكر “الله”. كما أنه دون التلفظ باسم الجلالة، لا يتحقق صحة الصلاة؛ فإذا قام المسلم بترديد “الرحمن أكبر” في صلاته، فلن تُعتبر صلاة صحيحة. وقد أكد بعض العلماء أن “الله” هو الاسم الأعظم الذي يُستجاب به الدعاء، وغالبية الأذكار مرتبطة بهذا الاسم الجليل.