تفسير سورة “إذا جاء نصر الله والفتح”

تفسير آية إذا جاء نصر الله والفتح

  • ترد آية “إذا جاء نصر الله والفتح” في سورة النصر، حيث قال الله عز وجل: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)).
  • سورة النصر تعتبر من السور المدنية في القرآن الكريم.
  • يُفهم من “جاء نصر الله” أن الله تعالى قد منح العون لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في مواجهة أعدائه، وخاصة قبيلة قريش.
  • أما “الفتح”، فيشير إلى فتح مكة المكرمة الذي حدث في السنة الثامنة من الهجرة.

لا تفوتوا قراءة مقالنا حول:

1- تفسير ابن كثير

فسر ابن كثير آية “إذا جاء نصر الله والفتح” على النحو التالي:

  • وورد حوار خاص برواية البخاري تفسر هذه الآية حيث قال:
    • قال البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.
    • قال: كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وجد في نفسه.
    • فقال: لم يدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟
    • فقال عمر: إنه ممن قد علمتم فدعاهم ذات يوم فأدخله معهم.
    • فما رؤية أنه دعاني فيهم يومئذ إلا ليريهم.
    • فقال: ما تقولون في قول الله عز وجل: (إذا جاء نصر الله والفتح)؟ فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا.
    • وسكت بعضهم فلم يقل شيئًا، فقال لي: أكذلك تقول يا ابن عباس؟ فقلت: لا.
    • فقال: ما تقول؟
    • فقلت: هي أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له، قال: (إذا جاء نصر الله والفتح).
    • فذلك علامة أجلك (فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابًا) فقال عمر بن الخطاب: لا أعلم منها إلا ما تقول. رواه البخاري.
  • كما روى ابن جرير، عن إسماعيل بن موسى، عن الحسين بن عيسى الحنفي، عن معمر، عن الزهري، عن أبي حازم، عن ابن عباس.
  • قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة إذ قال:
    • “الله أكبر، الله أكبر! جاء نصر الله والفتح، جاء أهل اليمن”.
  • سأله البعض: يا رسول الله، وما أهل اليمن؟ قال: “قوم رقيقة قلوبهم، لينة طباعهم، الإيمان يمان، والفقه يمان، والحكمة يمانية”.
  • كما ذكر الإمام أحمد: قال حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، قال: حين نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا جاء نصر الله والفتح)، كان يكثر إذا قرأها – وركع – أن.
    • يقول: “سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي إنك أنت التواب الرحيم” ثلاثًا.
  • رواه ابن أبي حاتم، عن أبيه، عن عمرو بن مرة، عن شعبة، عن أبي إسحاق به وتفرد به أحمد.

2- تفسير الطبري

تفسير آية “إذا جاء نصر الله والفتح” كما ورد عن الطبري هو كالتالي:

  • قال الطبراني: حدثنا زكريا بن يحيى، حدثنا أبو كامل الجحدري، حدثنا أبو عوانة، عن هلال بن خباب، عن عكرمة عن ابن عباس قال:
    • لما نزلت: (إذا جاء نصر الله والفتح) حتى ختم السورة، قال: نعيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه حين نزلت، فقال: فأخذ بأشد ما كان قط اجتهادًا في أمر الآخرة.
    • ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك: “جاء الفتح ونصر الله، وجاء أهل اليمن”.
    • فقال رجل: يا رسول الله، وما أهل اليمن؟ قال: “قوم رقيقة قلوبهم، لينة قلوبهم، الإيمان يمان، والفقه يمان”.
  • وقال الطبراني: حدثنا إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي، حدثنا أبي، حدثنا جعفر بن عون، عن أبي العميس، عن أبي بكر بن أبي الجهم.
    • عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس قال: آخر سورة نزلت من القرآن جميعًا: (إذا جاء نصر الله والفتح).

3- تفسير السعدي

يرى السعدي أن هذه الآية تحمل بشارة عظيمة وأيضًا توجيهًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث تُعتبر إشارة إلى نصر الله للرسول وفتح مكة.

لا تتردد في زيارة مقالنا حول:

سورة التوديع

تعرف سورة النصر أيضًا بسورة التوديع لأنها تحتوي على توديع للرسول صلى الله عليه وسلم.

  • جاءت سورة النصر كإشعار للنبي صلى الله عليه وسلم بأنه سيتحقق انتصاره على أعدائه وفتح مكة.
  • كما تبرز السورة أهمية التسبيح وذكر الله من خلال الاستغفار والشكر.
  • تُعد سورة النصر أيضًا تمهيدًا للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لتقرب موعد وفاته.
  • روى الحافظ أبو بكر البزار والبيهقي، عن حديث موسى بن عبيدة الربذي عن صدقة بن يسار، عن ابن عمر قال:
    • أُنزلت هذه السورة: “إذا جاء نصر الله والفتح” على رسول الله ﷺ وسط أيام التشريق.
    • فعرف أنه الوداع، فأمر برحلته القصواء فرحلت، ثم قام فخطب الناس وذكر خطبته المشهورة (سنن البيهقي).
  • قال الحافظ البيهقي: أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار، حدثنا الأسفاطي، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا عباد بن العوام، عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: عندما نزلت:
    • “إذا جاء نصر الله والفتح” دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة وقال: “إنه قد نعيت إلى نفسي”، فبكت ثم ضحكت، وقالت: أخبرني أنه نعيت إليه نفسه فبكيت، ثم قال: “اصبري فإنك أول أهلي لحاقًا بي” فضحكت.
    • رواه النسائي.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *