يعتبر تضخم عضلة القلب، الذي يعبّر عن زيادة حجم القلب، من الأمور المهمة التي تحتاج إلى فهم دقيق؛ حيث أنه لا يُعتبر مرضًا قائمًا بحد ذاته، بل هو علامة على أن هناك حالة صحية أخرى تؤثر على صحة القلب، مثل الحمل. في هذا المقال، نقدم لك نظرة شاملة حول تضخم عضلة القلب وطرق علاجه.
أنواع تضخم عضلة القلب
1- تمدد عضلة القلب (الاحتقاني)
- يعد هذا الشكل الأكثر شيوعًا من اعتلال عضلة القلب وتضخمها.
- غالبًا ما يحدث نتيجة لوجود قيود في تدفق الدم إلى عضلات القلب (نقص تروية القلب)، مما يؤدي إلى ضعف جدران غرف القلب.
- عادةً ما يبدأ المرض في البطين الأيسر، وهو الغرفة الرئيسية لضخ الدم.
- عندما تتمدد الجدران وتصبح رقيقة، يزداد حجم الحجرة داخليًا.
- يؤدي ذلك إلى تقليل فعالية البطين الأيسر في ضخ الدم إلى باقي جسم الإنسان.
- قد تتوسع المشكلة لتشمل البطين الأيمن والأذينين.
- يؤثر اعتلال عضلة القلب المتوسع غالبًا على الرجال في منتصف العمر.
- تشمل الأسباب المحتملة العدوى الفيروسية، والمعدل الزائد من استهلاك الكحول، وتعاطي الكوكايين، وبعض الأدوية المضادة للاكتئاب.
- في بعض الحالات النادرة، قد ينجم التضخم عن الحمل أو اضطرابات النسيج الضام، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.
2- اعتلال عضلة القلب التضخمي (HCM)
- يؤدي هذا النوع إلى زيادة سمك جدران القلب، مما يقلل من فعاليته في ضخ الدم.
- تحدث هذه الحالة نتيجة لزيادة سماكة جدران القلب، مما قد يصعب على القلب ضخ الدم بشكل فعال.
- في حالة اعتلال عضلة القلب التضخمي الانسدادي، يظل حجم البطين طبيعي، ولكن سماكة الجدران قد تعيق تدفق الدم.
- في بعض الأحيان، يتضخم أيضًا الجدار بين الحجرات السفلية للقلب مما يمنع تدفق الدم من البطين الأيسر.
- تظهر هذه الحالة غالبًا بين الرياضيين والنساء الحوامل، حيث تتعرض قلوبهم لضغوط كبيرة لفترات طويلة.
- تضخم البطين الأيسر (LVH) هو سماكة جدار الحجرة السفلية اليسرى – الغرفة الرئيسية لضخ الدم.
- قد ينجم عن ارتفاع ضغط الدم أو تضيق الأبهر.
- يمكن أن يؤدي اعتلال عضلة القلب التضخمي إلى عدم انتظام ضربات القلب.
- في حالات نادرة، قد يؤدي HCM إلى السكتة القلبية أثناء النشاط البدني المكثف.
- عادةً ما يكون هذا المرض وراثيًا، وقد ينجم عن طفرات جينية، على الرغم من أن السبب في بعض الأحيان يظل غير معروف.
- في حين يمكن أن يحدث في أي عمر، فإنه غالبًا ما يظهر بحدة أكبر إذا تم تشخيصه في الطفولة.
أسباب تضخم عضلة القلب
يوجد عدد من الأمراض التي قد تؤدي إلى تضخم عضلة القلب، منها:
- نوبات قلبية.
- ارتفاع ضغط الدم الرئوي، حيث يرتفع ضغط الدم في الشرايين التي تنقل الدم من القلب إلى الرئتين.
- عدوى فيروس نقص المناعة البشرية.
- اضطرابات الغدة الدرقية.
- أمراض الكلى.
- حالات وراثية.
- الحمل (اعتلال عضلة القلب قبل الولادة).
- أسباب أخرى تتضمن ارتفاع ضغط الدم، مرض القلب التاجي، مرض صمامات القلب، والتهابات قلبية.
- سنقوم بتفصيل بعضها لاحقًا نظرًا لأهميتها.
1- ارتفاع ضغط الدم
- يعتبر ضغط الدم مقياسًا لقوة الدم على جدران الأوعية الدموية.
- تُقاس قراءة ضغط الدم برقمين: الضغط الانقباضي والانبساطي.
- يشير الرقم الانقباضي إلى الضغط عند انقباض القلب، بينما يشير الرقم الانبساطي إلى الضغط عندما يكون القلب في حالة راحة.
- يجب أن يظل ضغط الدم أقل من 130/80، ويُنصح باستشارة طبيبك إذا كانت القراءات مرتفعة.
- توجد عوامل مثل العمر والجنس لا يمكن التحكم فيها لمعرفة ضغط الدم، في حين يمكن تعديل العادات الغذائية والنشاط البدني.
- يُعد ارتفاع ضغط الدم المزمن أحد المسببات المهمة لتضخم عضلة القلب.
2- مرض الشريان التاجي
- يعتبر مرض الشريان التاجي الأكثر شيوعًا وهو سبب رئيسي لتضخم عضلة القلب.
- يحدث عندما تتعرض الشرايين التاجية للتضيق أو الانسداد، مما يمنع تدفق الدم عبر الأوعية بشكل طبيعي.
- يسبب هذا الضرر تضييق الأوعية الدموية أو تصلبها، وهي عملية تُعرف بتصلب الشرايين.
3- مرض صمامات القلب
- يحتوي القلب على أربع حجرات ويحتاج إلى صمامات للمحافظة على تدفق الدم بشكل أحادي الاتجاه.
- يمكن أن يتسبب مرض صمام القلب في تضخم عضلة القلب أو قصور القلب.
- يعد قصور القلب من الحالات الطبية الخطرة حيث يواجه القلب صعوبة في تلبية احتياجات الجسم من الأكسجين.
- يمكن علاج العديد من مرضى صمامات القلب بالأدوية أو الجراحة لإصلاح أو استبدال الصمامات.
4- اعتلال عضلة القلب
- هو حالة تؤدي إلى ضعف قدرة القلب على ضخ الدم بشكل كاف، وقد تؤدي إلى فشل قلبي.
- يتحيّز اعتلال عضلة القلب إلى نوعين رئيسيين من تضخم عضلة القلب: التمدد والاعتلال التضخمي.
- يمكن أن يؤثر عدد من العوامل مثل الظروف الاجتماعية والبيئية على مخاطر الإصابة.
- غالبًا ما تبقى الأعراض غير ملحوظة في المراحل المبكرة.
- مع تفاقم الحالة، قد تطرأ أعراض مثل عدم انتظام ضربات القلب، الإغماء، وضيق التنفس.
5- التهابات القلب
- التهاب الشغاف هو التهاب يصيب القلب بسبب عدوى بكتيرية أو فطرية.
- تتسبب هذه العدوى في تراكم البكتيريا، التي قد تؤدي بدورها إلى تكون جلطات دموية، مما يسبب مضاعفات شديدة.
- إذا لم تُعالج العدوى بشكل مناسب، قد تؤدي إلى تضخم عضلة القلب كأحد النتائج.
أعراض تضخم عضلة القلب
قد لا تظهر علامات على تضخم القلب إلا عندما تصل الحالة إلى مراحل متقدمة، وتشمل الأعراض المحتملة ما يلي:
- ضيق في التنفس.
- ألم في الصدر.
- خفقان القلب.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- دوخة وإغماء.
- الإرهاق السريع مع النشاط البدني.
- تورم في أجزاء مختلفة من الجسم.
تشخيص تضخم عضلة القلب
يتم تشخيص تضخم القلب من خلال الفحص البدني والتقييم الشامل للحالة الصحية، والذي قد يتضمن:
- مراجعة الأعراض والتاريخ الطبي.
- تاريخ العائلة.
- نتائج الاختبارات.
- تشمل الاختبارات الشائعة: تخطيط صدى القلب، اختبار EKG، والأشعة السينية للصدر.
- اختبارات الدم للتحقق من وجود مشاكل صحية أخرى.
طرق علاج تضخم عضلة القلب
- يعتمد العلاج على الحالة الطبية الأساسية ومدى تضخم القلب.
- تشمل الأهداف التحكم في الأعراض والحد من المضاعفات.
- قد يستخدم الناس الأدوية، الجراحة، وتعديلات نمط الحياة كجزء من خطة العلاج.
- الأدوية المحتملة تشمل: مدرات البول، مثبطات ACE، حاصرات بيتا، وأدوية ضغط الدم.
الجراحة والإجراءات الإضافية
- جراحة صمامات القلب.
- عمليات القلب التاجي.
- زراعة القلب.
- أجهزة تنظيم نبضات القلب القابلة للزرع.
- أجهزة مساعدة البطين الأيسر للسرعة في علاج قصور القلب.
أسلوب الحياة
- تساعد معرفة والتحكم في ضغط الدم والسكّري والكوليسترول في تقليل المخاطر.
- اتباع نمط حياة صحي من خلال تجنب التدخين وزيادة النشاط البدني.
- استشر طبيبك بشأن التغييرات المفيدة.
التعايش مع تضخم القلب
- من الطبيعي أن تشعر بالقلق بعد بتشخيص تضخم القلب.
- ابحث عن أشخاص لدعمك، سواء كانوا من الأصدقاء أو العائلة، أو حتى من مختصين.
- التحدث عن التحديات والإيجابيات يمكن أن يكون جزءاً من رحلة التعافي.