نظرًا لتميزه بالأمانة والصدق وكافة الصفات الحميدة مثل احترام الضيوف، بالإضافة إلى الحكم والفطنة، لم يقم الرسول بأية أفعال منكرة طوال حياته.
مقدمة عن الرسول صلى الله عليه وسلم
يعتبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أكمل الخلق وأعظم شخص من حيث النسب والفضيلة.
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن نادر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معاد بن عدنان.
ولد النبي -صلى الله عليه وسلم- في يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول في عام الفيل، وهو العام الذي حاول فيه أبرهة هدم الكعبة، لكن العرب واجهوه، وأخبره عبد المطلب أن “للبيت ربٌ يحميه”.
جاء أبرهة مصحوبًا بالفيلة لهدم الكعبة، لكن الله أرسل طيورًا تحمل حجارة من نار، فهزمهم. وقد توفي والد الرسول قبل ولادته، مما جعله يتيمًا.
بداية الوحي
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقضي أيامه في غار حراء خلال شهر رمضان، حيث كان يبتعد عن كل الباطل متأملًا في خلق الله عز وجل.
عندما كان في غار حراء، جاءه الملك بأول وحي قائلاً {اقرأ}، فأجابه النبي {ما أنا بقارئ}. استمر الملك في طلب القراءة ثلاث مرات حتى قال في المرة الأخيرة {اقرأ باسم ربك الذي خلق}.
عاد النبي بعد هذه التجربة وهو خائف، لكن خديجة -رضي الله عنها- قامت بتهدئته. روت عائشة -رضي الله عنها- أن أول ما بدأ به النبي من الوحي كان الرؤيا الصادقة خلال النوم، وكان ما يراه يتحقق كما يحدث عند شروق الشمس.
قصة نزول الوحي على رسول الله
كانت تأتي النبي محمد الأحاديث أثناء تواجده في غار حراء، وعندما جاءه الملك مرة أخرى، طلب منه القراءة، وكرر النبي أنه لا يستطيع القراءة، فتكرر الطلب عدة مرات حتى استنطق الملك فقرأ {اقرأ باسم ربك الذي خلق}.
بعد هذه الحادثة، أخذت خديجة -رضي الله عنها- النبي إلى ورقة بن نوفل ليخبره بما حدث. أخبر ورقة بن نوفل النبي أن هذا هو الوحي الذي نزل على موسى.
كان ورقة متمنيًا أن يكون حيًا عندما يخرج قوم النبي عليه، وأخبره أنه لم يأتي أحد بمثل ما جاء به إلا وأنكر.
توفي ورقة بعد فترة قصيرة، وانقطع الوحي لفترة، لكن النبي استمر في التأمل في الغار.
ثم جاءه جبريل -عليه السلام- بآيات من السماء: {يَا أَيهَا المدثِّر*قم فَأَنذِر* وَرَبَكَ فَكَبِّر* وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرجز فاهجر}، ليأمره بالدعوة إلى توحيد الله.
الدعوة السرية
نظرًا لتفشي عبادة الأصنام في مكة، كان من الصعب الدعوة مباشرةً لتوحيد الله. لذا، بدأ رسول الله الدعوة بشكل سري، حيث بدأ بالعائلة والأصدقاء الذين كان يتوقع منهم الاستجابة.
كانت خديجة، وزيد بن حارثة، وعلي بن أبي طالب، وأبو بكر الصديق هم من أوائل من آمنوا بدعوة النبي.
أيد أبو بكر رسوله، مما أدى إلى إسلام عدد من الصحابة مثل عثمان بن عفان، والزبير بن عوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله.
ومع مرور الزمن، بدأ الإسلام ينتشر في مكة حتى خرج النبي بدعوته علانية بعد ثلاث سنوات من إخفائها.
الدعوة الجهرية
قال الله تعالى إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بدأ يدعو عشيرته وأقاربه بشكل علني، حيث صعد إلى جبل صفا ودعا قبيلة قريش.
على الرغم من سخرية بعضهم، إلا أن النبي لم يتراجع، بينما قدم أبو طالب الحماية له ولم يعبأ بأقوال قريش.
عام الحزن
خلال السنوات الثلاث التي سبقت هجرة النبي إلى المدينة، فقدت السيدة خديجة، وفي نفس العام، مرض أبو طالب.
تسبب ذلك في تفاقم الوضع، وازداد ضغط قريش على النبي، ورغم محاولاتهم لهدم دعوته، إلا أن أبو طالب ظل داعمًا له حتى وفاته.
توفيت خديجة وأبو طالب، مما ترك النبي في حالة من الحزن العميق، ولذلك سُمي هذا العام “عام الحزن”.
هجرة الرسول
هاجر المسلمون إلى المدينة المنورة حفاظًا على دينهم وحياتهم، حيث بدأوا بتأسيس مجتمع آمن.
كان أبو سلمة وعائلته من أول المهاجرين، وبعدهم صهيب الذي تخلى عن جميع ممتلكاته. استمرت الهجرة حتى قل عدد المسلمين في مكة، مما أثار قلق قريش.
اجتمع زعماء قريش في دار الندوة للبحث عن وسيلة للتخلص من النبي. اتفقوا على أن يجمعوا شابًا من كل قبيلة ليضربوا النبي كعقوبة جماعية.
وفي تلك الأثناء، أذن الله لرسوله بالهجرة، فخرج مع أبو بكر وترك عليًا ليعيد الأمانات لأهلها.
استمروا في الاختباء في الغار لمدة ثلاثة أيام حتى هدأ الوضع، ثم تابعوا رحلتهم إلى المدينة المنورة، حيث وصلوا في السنة الثالثة عشر من البعثة.
بعد وصولهم، أقام النبي في بني عمرو بن عوف وأسس مسجد قباء، وهو أول مسجد أسس في الإسلام.
خاتمة
قد قدمت هذه نظرة عامة مختصرة عن حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأحداث تبليغ رسالته. وتختلف الروايات حول عمره عند وفاته، حيث يُعتقد أنه توفي عن عمر يناهز ثلاثة وستين سنة.