يعرّف علم التجويد في اللغة بأنه تحسين الصوت، بينما يُعرف اصطلاحًا بأنه القراءة والتلاوة للقرآن الكريم مع مراعاة منح كل حرف حقوقه وصفاته الشخصية مثل الاستعلاء والشدة والجهر والغنة وغيرها.
يمكن الحصول على أحكام التجويد عبر الاطلاع على الكتب المخصصة أو من خلال الاستماع المنتظم لقراءة القرآن عبر الإذاعة، أو تحت إشراف معلمين متمكنين في هذا المجال.
وقد وصف الإمام ابن الجوزي علم التجويد بأنه: “منح الحروف حقوقها، وترتيب مراتبها، وتصحيح نطقها وإعادة كل حرف إلى مخرجه، وتلطيف النطق بها بما يسند صيغتها وكمالها، دون إسراف أو تعسف”.
أساسيات تعلم أحكام التجويد
الترقيق والتفخيم
تُمثل التفخيم والترقيق صفات صوتية تُخرج من البلعوم، حيث يحدث تفخيم عندما يتم ملء الفم بصوت الحرف المنطوق، بينما في حالة الترقيق، يكون صوت الحرف أخف ولا يتم ملء الفم به.
حرف اللام:
- الترقيق هو القاعدة الأساسية لها في جميع الكلمات، باستثناء كلمة واحدة وهي “الله”، حيث يجب التفخيم فيها. على سبيل المثال، ترقق لام لفظ الجلالة إذا سبقها كسرة كما في قوله: “قل اللهم”، أو في “بالله”.
- تترقق اللام عندما تسبق بحرف ساكن بعد تنوين، مثل قوله: “قومًا الله”.
- يجب تفخيم لام لفظ الجلالة إذا كانت مضمومة أو مفتوحة، كما في “قال الله” أو “لما قام عبد الله”.
- ترقق اللام في لفظ الجلالة عندما تسبق بحرف ساكن بعد كسرة، مثل “وينجي الله”.
- يتم تفخيم لام لفظ الجلالة إذا كنت تسبق بحرف ساكن بعد فتح أو ضم، مثل “قالوا اللهم” و”وإلى الله”.
أحكام اللام الساكنة
- اللام القمرية: يجب إظهارها عند وقوعها قبل الأحرف القمرية.
- اللام الشمسية: يتم إدغامها بلا غنة مع الحرف الذي يليها إذا كان أحد الحروف التالية: “ط، ث، ض، ذ، ن، د، س، ص، ر، ت، ظ، ز، ش، ل”.
أحكام همزة الوصل
- تُحذف الهمزة نطقًا وكتابةً في البسملة: “بسم الله الرحمن الرحيم”.
- عند بدء القراءة بهمزة الوصل، تُنطق ولكن تسقط عند الوصل كما في “السماء منفطر به” أو “كيف تتقون إن كفرتم”.
- تتبدل الهمزة بألف مدية إذا كانت مفتوحة بعد همزة الاستفهام كما في “آلله خير أما يشركون”.
أحكام الإدغام العام المتجانس
هذا النوع من التجويد يعتمد على تطابق حرفين بالمخرج ولكن مع اختلاف في الصفة، وله ثلاثة مخارج:
- مخرج الحروف “م، ي”، حيث يُدغم في موضع واحد وهو “ب، م”، كما في “يا بني اركب معنا”.
- مخرج الحروف “ط، ت، د” ويتم الإدغام في موضعين، على سبيل المثال:
- “د، ت” كما في “قد تبين الرشد من الغي”.
- حرفا “ط، ت” كما في “لئن بسطت إلي يدك لتقتلني”.
- حرفا “ت، ط” كما في “إذ همت طائفتان”.
- حرفا “ت، د” كما في “فلما أثقلت دعوا الله ربهما”.
- مخرج الحروف “ظ، ذ، ت”، حيث يجب الإدغام في موضعين مثل:
- حرفا “ث، ذ” كما في “كمثل الكلب”.
- حرفا “ذ، ظ” كما في “ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم”.
أحكام الإدغام العام المتقاربين
يعني تقارب الحرفين من حيث المخرج والصفة، مثل:
- مخرج “ق، ك” كما في “ألم نخلقكم من ماء مهين”.
- مخرج “ل، ر” كما في “قال بل ربكم رب السموات والأرض”.
أحكام القلقلة
تعبّر القلقلة عن سماع نبرة قوية للحرف عند خروجه ساكنًا، وتتكون من خمسة أحرف هي: “ق، ب، ج، ط، د”. إذا وقع حرف القلقلة في وسط الكلمة تصبح خفيفة، أما إذا جاء في نهاية الكلمة فتصبح قوية.
– أمثلة على القلقلة الكبرى:
- حرف “ب” كما في “فصب عليهم ربك سوط عذاب”.
- حرف “ج” كما في “والسماء ذات البروج”.
- حرف “د” كما في “قتل أصحاب الأخدود”.
- حرف “ط” كما في “والله من ورائهم محيط”.
– أمثلة على القلقلة الصغرى:
- حرف “ب” كما في “وإذ يرفع إبراهيم القواعد”.
- حرف “ط” كما في “الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله”.
- حرف “ق” كما في “اقترب للناس حسابهم”.
- حرف “د” كما في “قل إن أدري أقريب ما توعدون”.
أحكام الميم الساكنة
إذا جاء أحد حروف الهجاء بعد الميم الساكنة، فإن لها ثلاثة أحكام:
- الإظهار: تُنطق الميم دون غنة إذا يليها أي حرف هجائي سوى “ب” و”م”، مثل “ألم تر”.
- الإخفاء: إذا جاء بعد الميم الساكنة حرف “ب”، تُخفى الميم بغنة كما في “وما هم بخارجين منها”.
- الإدغام: حيث تُدغم الميم الأولى بالميم الثانية لتصبح واحدة مشددة، كما في “لهم ما يشاءون”.
أحكام النون الساكنة والتنوين
يتم إدغام النون الساكنة أو التنوين عند بداية الكلمة الثانية مع الحروف التالية: “ي، م، ل، و، ر، ن”، وينقسم الإدغام إلى:
- إدغام بغنة: يشمل مد الصوت من الأنف، مثل “م، و، ي، ن”.
- إدغام بغير غنة: يُخرج الصوت بلا غنة كما في “ل، ر”.
- الإقلاب: قلب النون الساكنة أو التنوين إلى ميم قبل “ب”، كما في “كيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد”.
- الإخفاء: حيث تُنطق النون ما بين الإظهار والإدغام، مع الغنة في كلمة أو كلمتين، وتشمل “ص، ق، س، د، ط، ز، ف، ذ، ث، ك، ج، ش، ت، ض، ظ”.
أحكام التعوذ والبسملة
التعوذ من السنة المستحبة وضرورية عند تلاوة القرآن. وقد أكد العلماء على وجوبها في بدء التلاوة بناءً على قوله تعالى: “فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم”.
تعد البسملة واجبة القراءة عند الإمام حفص في بداية كل سورة باستثناء سورة التوبة.
أحكام الوقف
الوقف هو قطع الصوت لفترة قصيرة أثناء القراءة ثم معاودة القراءة، يمكن أن يتم في وسط الآيات أو عند بدايتها، وليس في وسط الكلمة. وينقسم إلى:
- وقف اضطراري: يتعرض له القارئ نتيجة لعطاس أو ضيق في النفس.
- وقف اختياري: وهو الوقف الذي يقوم به القارئ من دون أي ظروف طارئة.
- وقف اختباري: يُستخدم في التعليم بغرض بيان الأحكام أو للإجابة على الأسئلة.
- وقف انتظاري: وهو الجمع بين أكثر من رواية في نفس الوقت.
