تخثر الدم وأنواعه المختلفة

تعد عملية تخثر الدم أو الجلطات الدموية من العمليات الحيوية الأساسية التي يقوم بها الجسم، حيث تلعب دورين رئيسيين. الأول هو إيقاف النزيف عند الإصابة من خلال تشكيل سدادات دموية، والثاني هو أنها قد تؤدي إلى انسداد الأوعية الدموية في حالة حدوثها في أماكن غير مناسبة، مما يمنع تدفق الدم إلى أعضاء الجسم.

ماهيتها

  • تخثر الدم (Coagulation أو Clotting) هو عملية يقوم خلالها الدم بإنشاء تجمعات دموية تؤدي إلى إيقاف النزف. تُعتبر هذه العملية واحدة من أهم الآليات اللازمة لتصحيح النزيف الناتج عن إصابات الأوعية الدموية.
  • عند حدوث الإصابة، يتم تغطية المكان المتضرر بواسطة الصفائح الدموية، مما يساعد على تشكيل جلطة تحتوي على بروتين الفبرين، الذي يلعب دورًا حيويًا في إيقاف النزيف وإصلاح جدران الأوعية الدموية المتضررة.

أعراض تخثر الدم

قد تحدث الجلطات أحيانًا بدون ظهور أي أعراض واضحة، لكن الأعراض قد تختلف بناءً على موقع الجلطة. فيما يلي نستعرض بعض الأعراض المحتملة:

الخثرة الدموية في الدماغ

  • صعوبة في النطق أو الرؤية.
  • صداع شديد ومفاجئ.

الخثرة الدموية في القلب

  • ضيق في التنفس.
  • ألم وثقل في منطقة الصدر.
  • صداع وأعراض أخرى.
  • هذا النوع من التخثر أقل شيوعًا.

الخثرة الدموية في الساق

  • تختلف الأعراض باختلاف حجم الجلطة؛ فمن الممكن ألا تكون هناك أي أعراض في بعض الحالات.
  • من الأعراض الشائعة الشعور بالألم، والانتفاخ، وزرقة في الجلد.
  • سخونة في المنطقة المتضررة.

الخثرة الدموية في الرئة

  • ضيق مفاجئ في التنفس دون سبب واضح.
  • ألم في الصدر.
  • خفقان مع خروج دم من السعال.
  • ألم شديد في الصدر، وزيادة في معدل ضربات القلب.

الخثرة الدموية في البطن

  • ألم حاد في منطقة البطن.
  • إسهال وغثيان متكرر.

بعض الأعراض الأخرى

هناك أعراض قد تشير إلى وجود جلطة في أجزاء مختلفة من الجسم، وينبغي عليك زيارة الطبيب فور الشعور بها، مثل:

  • صعوبة في التنفس وضيق مفاجئ.
  • صعوبة في النطق أو الرؤية.
  • ضغط على الصدر.

آلية تخثر الدم

  • تخثر الدم عملية معقدة تعتمد على تفاعلات كيميائية متعددة بين مكونات الدم. تتضمن هذه العملية إشارات تعمل على توجيه الصفائح الدموية نحو موقع الإصابة، سواء كنتيجة لجروح أو قطع.
  • عند وصول الصفائح الدموية إلى مكان النزف، تتراكم لتشكيل سدادة تسد جدار الوعاء الدموي المتضرر، مما يساهم في إيقاف النزيف.
  • تقوم الصفائح الدموية بإطلاق إشارات كيميائية لجذب المزيد من الصفائح، بينما تعمل عوامل التخثر على تشكيل خيوط الفايبرين، مكونة شبكة من الصفائح والخلايا التي تؤدي إلى تشكل جلطة دموية فعالة.
  • بعد توقف النزيف وشفاء الإصابة، يبدأ الفايبرين بالتفكك وتفكيك الجلطة، حيث تعود الصفائح والخلايا إلى مجرى الدم.

أسباب تخثر الدم

تتنوع أسباب تخثر الدم، حيث قد يكون بعضها ناتجًا عن إصابة في الأوعية الدموية، بينما الآخر قد يحدث دون سبب واضح. من بين العوامل التي تساهم في تخثر الدم:

  • الراحة لفترات طويلة، خاصة بعد إجراء العمليات الجراحية.
  • الحمل وما يترتب عليه من ضغط على الحوض والساقين.
  • التدخين الذي يعد من أبرز المسببات.
  • بعض الطفرات الوراثية مثل طفرة العامل الخامس لايدن (Factor V Leiden).
  • تصلب الشرايين (Atherosclerosis).
  • التعرض لفيروس نقص المناعة المكتسبة أو كوفيد-19.
  • السمنة المفرطة.
  • إجراء العمليات الجراحية.
  • نقص في البروتينات المسؤولة عن تخثر الدم.
  • بعض الاضطرابات الوراثية المتعلقة بنقص إنزيم البلازمين.
  • الإصابة بأمراض المناعة.
  • فشل القلب.
  • تناول بعض الأدوية مثل موانع الحمل وأدوية معالجة الهرمونات.
  • تجاوز سن الخامسة والستين.
  • وجود تاريخ عائلي يعج بالجلطات.
  • وجود اضطرابات مناعية ذاتية.
  • الإصابة بأمراض مناعية معينة مثل الإيدز أو التهاب الكبد C.

تاريخ دراسة تخثر الدم

  • تمت دراسة عملية تخثر الدم من خلال العديد من النظريات على مر العصور، مثل:
  • وصف عالم الفسيولوجيا يوهانس مولر في القرن الثامن عشر الميلادي للفبرين كمادة أساسية في تكوين الجلطات.
  • العالم رودولف فيركو الذي أطلق اسم الفبرينوجين على المادة القابلة للذوبان والتي تسبق تشكيل الفبرين.
  • اكتشاف الفيلسوف أرثس لدور الكالسيوم في عملية التخثر في العام 1890.
  • تحديد صفائح الدم ووظائفها على يد جوليو بيزوزيرو في العام 1882.
  • افتراض بول مورويتز في العام 1905 حول وجود عامل نسيجي يسبب إفراز الثرومبين.
  • توسيع معرفتنا بشأن تخثر الدم في القرن العشرين عبر اكتشاف بون أورن للآليات المعقدة لعمله.
  • الاكتشافات المتعلقة بعامل VII عبر مجموعة من الباحثين بين عامي 1949 و1951.
  • إيضاح مفهوم سلسلة عوامل التخثر بشكل شلال تخثري على يد ماك فارلين.
  • تواصلت أبحاث تخثر الدم حتى السنوات اللاحقة ولم يسعنا المجال لذكر كل التفاصيل التاريخية.

طرق تشخيص تخثر الدم

  • يجب عليك التشاور مع طبيبك إذا شعرت بأي من الأعراض المذكورة.
  • يمكن للطبيب التشخيص من خلال سؤالك عن تاريخك الطبي لك ولعائلتك، والأدوية التي تتناولها.
  • سوف يُجري الفحوصات اللازمة، وقد تحتاج لبعض الاختبارات المعملية لتحديد مدى وجود الجلطات في الجسم.

كيفية منع جلطات الدم

يمكن اتخاذ بعض الخطوات للوقاية من جلطات الدم من خلال التعرف على عوامل الخطر وسُبل السيطرة عليها، مثل:

  • الامتناع عن التدخين، نظرًا لتأثيره السلبي في تسريع تكوين الجلطات.
  • إذا كنت تعاني من السمنة، يجب عليك ممارسة الرياضة والالتزام بنظام غذائي لتحقيق الوزن الصحي.
  • إذا كنت تستخدم حبوب منع الحمل، تحدث مع طبيبك حول البدائل المناسبة.
  • إذا كان لديك تاريخ عائلي من الجلطات، يُفضل استشارة الطبيب الذي قد يوصي بعلاج لتقليل مخاطر التخثر.

الأدوية المضادة للتخثر

تتوفر مجموعة من الأدوية التي تهدف إلى منع تكوين الجلطات، ولكن يجب استخدامها تحت إشراف طبي. من بين هذه الأدوية:

  • الوارفارين (Warfarin)، كأحد أكثر الأدوية استخدامًا بناءً على وصف الأطباء.
  • أبيكسابان (Apixaban).
  • إليكويس (Eliquis).
  • دابيغاتران (Dabigatran).
  • براداكسا (Pradaxa).
  • ريفاروكسابان (Rivaroxaban).
  • كساريلتو (Xarelto).
  • هيبارين (Heparin)، والذي يُعطى عادة على شكل حقن.

تستخدم معظم الخيارات الحديثة في شكل أقراص أو كبسولات على غرار الوارفارين.

آلية عملية تجلط الدم في الكائنات الحية الأخرى

  • تشترك عمليات تخثر الدم في الثدييات في آلية واحدة ترتكز على تفاعلات خلايا معينة وعائلة من إنزيمات السيرين بروتياز.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *