دلالات الإسراء والمعراج
تشير رحلة الإسراء إلى انتقال النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من مكة المكرمة إلى بيت المقدس، بينما يعبر المعراج عن صعود النبي بعد ذلك إلى السماء العليا بقدرة الله تعالى. لقد قام الله -عز وجل- بإجراء هذه الرحلة العظيمة لنبيه لعدة أسباب مهمة، منها تقديم الدعم والتخفيف عنه بعد ما عاناه من ظلم قومه وعتوهم، وما تلاه من فقدان عمه أبو طالب وزوجته خديجة -رضي الله عنها- في نفس العام، مما أضفى على النبي -عليه السلام- مشاعر الحزن والهمّ. لذا أراد الله أن يخفف عن نبيّه، فلقد أظهر له آيات قدرته من خلال رفعه إلى أعلى السماوات، حيث رأى الجنة والنار وغيرها من آيات الخلق.
أبعاد أخرى لرحلة الإسراء والمعراج
تُعتبر رحلة الإسراء والمعراج تجربة مذهلة بالنسبة للمؤمنين والمشركين الذين سمعوا عنها. وتتعدد الحكمة من وراء هذه الرحلة لعدة أسباب نذكر منها:
- تجهيز المسلمين والمشركين لدخول عصر جديد من النبوة والرسالة، حيث تمثل هذه الواقعة بداية مرحلة فاصلة في دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم-، مما كان له أهمية في توضيح مكانته الرفيعة وصدقية دعوته.
- تعزيز الربط بين الأمة وقادتها من الأنبياء والأولياء والشهداء عبر إمامة النبي -عليه الصلاة والسلام- بأنبياء الله -صلوات الله عليهم-.
- رفع مكانة النبي -صلى الله عليه وسلم- من خلال إيصاله إلى موقعٍ مميز في قلوب المسلمين، وهو المسجد الأقصى.
لمحة عن أحداث ليلة الإسراء والمعراج
جاء جبريل -عليه السلام- إلى نبي الله -صلى الله عليه وسلم- على دابة تُدعى البراق، حيث حمله من مكة إلى بيت المقدس. وقد صلى النبي -عليه السلام- في المسجد الأقصى بإمامة أنبياء الله. ثم عرج النبي وجبريل -عليهما السلام-، وكانا يطلبان الإذن في كل سماء يمرّان بها. وقد سلّم النبي -صلى الله عليه وسلم- على الأنبياء في السماوات، حيث بدأ بآدم -عليه السلام- في السماء الأولى، تبعه السلام على عيسى ويحيى ثم يوسف -عليهم السلام-. وفي السماء الرابعة، سلّم على إدريس، ثم على هارون في الخامسة، ثم على موسى -عليه السلام- في السادسة، وفي السماء السابعة سلما على إبراهيم -عليه السلام-. وبعد ذلك، ارتقى النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى مرتبة أعلى، حيث سمع صوت الأقلام تكتب في الصحف الأقدار للبشر، وعند تلك اللحظة أوحى الله -تعالى- له بفرض الصلاة، حيث أُقرّت initially خمسين صلاة في اليوم والليلة، لكن النبي استمر في التوسل إلى ربه حتى أصبحت خمس صلوات.