حجة الوداع
مقدمة
تعد حجة الوداع التي ألقاها الرسول -عليه الصلاة والسلام- إحدى اللحظات التاريخية البارزة، حيث شهدت خطابته هذه في العام العاشر من الهجرة.
أسباب التسمية
- لقب حجة الوداع يعود إلى أنها جاءت كآخر حجة للنبي -عليه الصلاة والسلام- قبل وفاته.
- تناول البعض تسميتها حجة الإسلام، نظراً لأنها كانت الحجة الوحيدة التي شملت زيارة الرسول -عليه الصلاة والسلام- لبيت الله الحرام بعد هجرته من المدينة، حيث قام بأداء الحج أيضاً عندما كان في مكة قبل الهجرة.
- سميت أيضاً حجة البلاغ، حيث ألقى النبي -عليه الصلاة والسلام- خلالها تعاليم ومبادئ الدين الإسلامي الأساسية.
- عندما قام الرسول بتوضيح شعائر الحج وبيانها للناس، أنزل الله -عز وجل- عليه في موقفه بعرفة الآية: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).
النقاط الرئيسية في خطبة الوداع
كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يولي أهمية خاصة لتعليم أمته مختلف جوانب الخير، ويحثهم على الحذر من الشرور التي قد تواجههم، مما دفعه لتقديم مجموعة من الوصايا الهامة قبل وفاته في خطبته الشهيرة.
فيما يخص نص خطبته، قال: (كُنَّا نَتَحَدَّثُ بحَجَّةِ الوَداعِ والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بينَ أظْهُرِنا، ولا نَدْرِي ما حَجَّةُ الوَداعِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثْنَى عليه، ثُمَّ ذَكَرَ المَسِيحَ الدَّجَّالَ فأطْنَبَ في ذِكْرِهِ، وذكر صفات الدجال وأنه سيظهر بينكم، مشدداً على أن ربكم ليس بأعور. أكّد أن للدماء والأموال حرمة في يوم الحج هذا كما في بلدكم وهذا الشهر. هل بلغتم؟ قالوا نعم، فقال: اللهم اشهد – ثلاثاً- وصرّح بأن العودة إلى الكفر تعني العداوة بينكم، حيث يضرب بعضكم رقاب بعض.)، وتشتمل وصاياه على ما يلي:
- ذكر الدجال كأعظم فتنة على وجه الأرض، حيث أن جميع أنبياء الله -تعالى- قد حذروا أقوامهم من فتنته، وكان النبي -عليه الصلاة والسلام- من بينهم.
- سلط الضوء على صفات الدجال وكيف يجب أن يُعزى النقص للخلق وأن الله -تعالى- يتسم بالكمال.
- وأوضح حرمة الدماء والأعراض والأموال، مشبهًا حرمتها بحرمة يوم النحر في الحج، وكذلك حرمة الأشهر الحرم ومكة المكرمة، مشدداً على تجنب أكل أموال الناس بغير حق.
- أكد النبي -عليه الصلاة والسلام- في خطبته أنه قد أبلغ الرسالة وأدى الأمانة، وشهد له الحضور بإيصال الرسالة على أكمل وجه، مما جعل فضله باقياً بين الأجيال.
- حذرهم من العداوة والبغضاء، ومن التراجع إلى الكفر، مشيراً إلى ضرورة الحفاظ على العلاقة الأخوية بينهم.