الحكمة من زواج الرسول الكريم بالسيدة خديجة
تاريخ الإسلام يبرز نماذج رائعة من القدوات الصالحة، ولا يقتصر ذلك على الرجال فقط، بل تبرز فيه نساء عظيمات كالسيدة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-، التي تعد من أبرز هؤلاء النسوة اللاتي تميزن بكمالهن وقد يمثلن مثلاً يحتذى به.
تعتبر السيدة خديجة -رضي الله عنها- أول من آمن بالإسلام، وعُرفت بدعمها للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بمالها ونفسها، وقد أُقرأها الله السلام وأُبلغت بفضلها في الجنة، فمن حقها علينا أن نُذكرها بالخير ونُشيد بمكانتها.
لقد كانت خديجة -رضي الله عنها- إحدى النعم الكبرى في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد وقفت بجانبه في أحلك الظروف، وساعدته في نشر رسالته، وشاركت معه تحديات الدعوة وآلامها، فقد كانت دعماً له لمدة خمسة وعشرين عاماً، تحملت خلالها كل أعباء العداء والمواقف الصعبة.
ما قيل في فضل خديجة رضي الله عنها
ورد عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- العديد من الأحاديث التي تُبرز فضلها، حيث نقلت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- في صحيح البخاري قولها: “كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا ذَكر خديجة أثنى عليها بمدحٍ عظيم”. وفي أحد المواقف التي غارت فيها عائشة، قال النبي: “ما أبدلني الله خيراً منها، فقد آمنت بي عندما كفر الناس، وصدقتني عندما كذبني الآخرون، وساندتني بمالها في وقت حُرماني.”
تعريف بالسيدة خديجة رضي الله عنها
هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية، وكانت تُعرف في الجاهلية بلقب “الطاهرة”. والدتها فاطمة بنت زائدة بن الأصم، مما يُشير إلى أصولها الشريفة وعائلتها المعروفة بعراقتها.
مناقب خديجة رضي الله عنها
تتميز السيدة خديجة -رضي الله عنها- بعدة مناقب، نذكر بعضها:
- زواجها من النبي محمد -صلى الله عليه وسلّم- وكونها أم أولاده.
- أول من آمن بالإسلام وصدقت دعوته.
- ساهمت في تهدئة روع النبي محمد عند قدوم الوحي الجليل.
- دعمت الدعوة الإسلامية بمالها وجميع مواردها.
- أقرأها جبريل عليه السلام السلام وأخبرها بالبشارة ببيتٍ في الجنة.
- اعتُبرت من خير نساء العالمين.
زواج النبي عليه الصلاة والسلام من خديجة
كانت السيدة خديجة -رضي الله عنها- سيدة أعمال، ولديها غلام يُدعى ميسرة، الذي أبلغها عن أمانة محمد بن عبد الله وصدقه. ومن هنا بدأت معرفتها بالنبي، الذي عُرف بصفاته النبيلة، مما جعلها تعجب به.
كان الله سبحانه وتعالى قد هيأ محمد ليكون نبيًا، واختار السيدة خديجة لتكون شريكة حياته، فهي كانت الحنونة ذات القلب الطيب، التي بادرت بدعمه عندما احتاج إليها، مما ساهم في نشر الدعوة الإسلامية.
تتحدث الآثار عن زواج النبي -عليه السلام- بالسيدة خديجة، حيث كانت امرأة نبيلة، متزوجة مرتين من قبل، وعند وفاة زوجها الثاني، قررت أن تنشغل بتجارتها. لكن عند لقائها بسيدنا محمد وتعرفها عليه، أُعجبت بخُلقه ورغبت في الزواج منه. وبهذا، ناقشت ذلك مع إحدى صديقاتها، التي توجهت إلى النبي وسألته: “ماذا يمنعك من الزواج؟”، وقد جاء رد النبي ببراءة وصدق، ليطلب معرفة هوية السيدة. وبعد موافقته، تم عقد الزواج في حفل مبارك.