إتقان فنون علوم القرآن الكريم

مؤلف كتاب الإتقان في علوم القرآن

مؤلف كتاب الإتقان في علوم القرآن هو الحافظ أبو الفضل جلال الدين عبد الرحمن بن كمال الدين أبي بكر بن محمد السيوطي، المعروف أيضاً بابن الأسيوطي. وُلِد في عام 849 هجرية في القاهرة، وقد تتلمذ على يد مجموعة من الشيوخ والعلماء مثل البلقيني والشرف المناوي والشمس السخاوي والبرهان البقاعي، وغيرهم من أهل العلم. بدأت مسيرته العلمية في سن مبكرة، مما أتاح له اكتساب قدر كبير من المعرفة وكتابة مؤلفات عديدة تُقدر بحوالي 600 مؤلف، تُوزع بين كتب ورسائل متنوعة. نشأ يتيماً وحفظ القرآن الكريم في عمر أقل من ثماني سنوات، ثم حفظ مجموعة من المتون الأساسية مثل العمدة وألفية ابن مالك، إلى جانب الفقه والأصول، وتلمذ على يد العلماء في مجالات الفقه والنحو، والأهم أنه تعلم الفرائض على يد الشيخ شهاب الدين الشارمساحي.

خرج من تحت راية السيوطي عدد من الطلاب المميزين الذين أصبحوا علماء ومؤلفين، من أبرزهم شمس الدين الداودي الذي ألف “كتاب طبقات المفسرين”، والذي استنار بمساعدة شيخه السيوطي في تأليفه، بالإضافة إلى شمس الدين بن طولون ومؤلفه “مفاكهة الخلان”، وشمس الدين الشامي مؤلف “السيرة الشامية”، و المؤرخ الكبير ابن إياس مؤلف “بدائع الزهور”. توفي الإمام السيوطي في التاسع عشر من شهر جمادى الأولى في عام 911 هجرية، عن عمر يناهز واحدة وستين سنة.

كتاب الإتقان في علوم القرآن

يُعد كتاب الإتقان في علوم القرآن واحداً من أبرز وأقدم المراجع التي تناولت موضوع علوم القرآن، حيث افتتح المؤلف مقدمة الكتاب بالحديث عن فضل القرآن وعظمته، مشيراً إلى استغرابه من عدم تناول العلماء السابقين لموضوعات علوم القرآن بالشكل المطلوب. يعتبر الكتاب مرجعاً مهماً لفهم القرآن، حيث جمع فيه السيوطي مختلف علوم القرآن، مستنداً إلى أقوال العلماء السابقين في كل موضوع مرتبط بالعلوم القرآنية. ويتميز الكتاب بشموليته حيث اعتنى السيوطي بتنقيح الكتاب وتنسيقه، وقدمه كمقدمة لتفسيره المعروف “مجمع البحرين ومطلع البدرين”.

يتضمن كتاب الإتقان في علوم القرآن مجموعة من الموضوعات مثل: أسباب النزول، ومواقع النزول، والوقائع والأحداث المرتبطة بنزول الآيات، وروايات القرآن وأسانيدها، والقراءات، وأحكام التجويد، وألفاظ القرآن، والناسخ والمنسوخ، والمجمل والمفصّل، وأحكام القرآن، وغيرها. حيث يطرح السيوطي في كل قضية آيات تتعلق بها ويعدد الشروط والأحكام.

أسلوب المؤلف في تصنيف الإتقان في علوم القرآن

اعتمد السيوطي في كتابه “الإتقان في علوم القرآن” أسلوباً مُنظماً، حيث بدأ بتحديد عنوان الموضوع، ثم استعرض العلماء الذين تناولوا هذا الموضوع، وبعدها ذكر أهمية دراسة الموضوع وفائدته، يتبع ذلك باستعراض المسائل وأدلتها من القرآن أو السنّة أو أقوال العلماء. يشكل هذا النهج أحد أبرز مزايا الكتاب، حيث حصل على الكثير من الاقتباسات من كتب لم تصل إلى غيره مثل كتب الجعبري والباقلاني والكيا هراس، إلا أنه وُجهت له ملاحظة بسبب إدراجه لعدد من الأحاديث التي لم تُثبت صحتها لدى المحدثين، بالإضافة إلى وجود العديد من الروايات الضعيفة الإسناد.

آراء العلماء حول المؤلف

نال الإمام السيوطي إشادة من قبل العديد من العلماء تقديراً لمكانته العلمية. يُذكر عن تلميذه الداودي أنه عاصر شيخه الذي كان يؤلف ويحرر في يوم واحد ثلاثة كراريس. وكان يقوم في ذات الوقت بإملاء الدروس على الطلاب والإجابة عن استفساراتهم. وقد وُصف بأنه كان من أكثر العلماء إلماماً في عصره بعلوم الحديث من حيث السند والمتن ورجالاته، حيث حفظ مئتي ألف حديث. وقد تميز بعلمه الغزير في مجالات متنوعة مثل علوم القرآن، التفسير، الحديث، وعلوم اللغة مثل النحو والبلاغة، كما كتب في أصول الفقه، والجدل، والتصريف، والقراءات، والطب، وفن الإنشاء، والمنطق والحساب وغيرها من العلوم.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *