الشعر في فترة ما قبل الإسلام
يمكن تعريف الشعر الجاهلي على أنه الشعر الذي تم تأليفه وكتابته وتدوينه قبل ظهور الإسلام. كان هذا النوع من الشعر يهدف إلى إظهار الجمال، مما يثير في النفوس الراحة والإعجاب، ولذلك اعتبر أحد الفنون الجميلة. لعب الشعر دورًا مهمًا وتأثيرًا كبيرًا لدى العرب قبل الإسلام، حيث كان وسيلة لعرض المواهب والتفاخر، مما منح الشعراء مكانة رفيعة في المجتمع. كما قال ابن رشيق: “كانت القبيلة من العرب إذا نبغ فيها شاعر أتت القبائل لتقديم التهاني”. لا يوجد تاريخ محدد لظهور الشعر الجاهلي، ولا يمكن تحديد أول من قال الشعر خلال تلك الفترة. يتميز الشعر الجاهلي باحتوائه على مجموعة متنوعة من الصور الشعرية والأوزان التي أوجبها الخليل بن أحمد الفراهيدي، والتي تصل إلى 15 وزنًا، إضافةً إلى وزن آخر لأبي الحسن الأخفش. يُصنف الشعر الجاهلي كنوع من الشعر الغنائي الذي يركز على التصوير الحالم.
خصائص الشعر الجاهلي
يمتاز الشعر الجاهلي بعدد من الخصائص التي يمكن تلخيصها كما يلي:
- الطابع البدوي، حيث يرتبط الشعر ارتباطًا وثيقًا بالبيئة، ويعكس الظواهر الكونية والمعالم البيئية.
- الواقعية، الوضوح، الإيجاز، والبساطة في التفكير، إذ أن الشعر الجاهلي يقدم صورًا واضحة وبسيطة تعكس مجتمع البدو.
- الحيوية والحركة، حيث تتميز الصور الشعرية بالحركة وكأنها أجسام حية تتحرك.
- الالتزام بالتقاليد الشعرية، مع التركيز على الألفاظ والعبارات، واستخدام المحسنات البديعية بصورة طبيعية.
أبرز شعراء العصر الجاهلي
شهد العصر الجاهلي ظهور عدد كبير من الشعراء. فيما يلي بعض من أشهر هؤلاء الشعراء:
- زهير بن أبي سلمى: زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني، يُعرف بحكيم الشعراء في الجاهلية. كانت قصائده تعرف بالحوليات، حيث قيل إنه كان ينظم القصيدة في شهر، ويستغرق سنة كاملة لمراجعتها وتنقيتها.
- عنترة بن شداد: عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن قراد العبسي، يُعتبر من أبرز فرسان العرب. شارك في حرب داحس والغبراء، واختبرت أشعاره مشاعر حبه لابنة عمه عبلة، حيث تميزت برقتها وجمالها. عُرف عنترة بعزة نفسه وحلمه.
- حاتم الطائي: حاتم بن عبدالله بن سعد بن الحشج الطائي القحطاني أبو عدي، المعروف بكرمه. كان شاعرًا جاهليًا من نجد، وعندما زار الشام تزوج ماوية بنت حجر الغسانية. توفي في منطقة جبلية من بلاد طيء.
- امرؤ القيس: امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي، هو شاعر جاهلي. كان والده ملكًا، وبدأ في قول الشعر منذ صغره. عُرف بمرافقته للصعاليك، وطرده والده إلى حضرموت.
