تعريف الحضارة: لغة واصطلاحًا
تُعتبر الحضارات من أبرز وأهم الخصائص التي تُمَيِّز الدول عن بعضها، مما يضفي عليها طابع الفخر. تعكس آثار الحضارات السابقة تاريخ الشعوب، حيث يمكن ملاحظتها فيما تبقى من معالم تاريخية وثقافية. من الأمثلة على الحضارات المعروفة: الحضارة الفرعونية، الحضارة الرومانية، الحضارة الإغريقية، والحضارة الإسلامية. كما أن مفهوم الحضارة لا يُعَد ثابتًا، بل يتسم بالمرونة ويُعتبر من المصطلحات التي ظهرت في العصر الحديث.
تتباين الحضارات فيما بينها، حيث تشترك في بعض العناصر البسيطة ومع ذلك تحتفظ بخصائصها الفريدة. وفي هذا المقال، سنستعرض تعريف الحضارة من وجهة نظر لغوية واصطلاحية بشكل مفصل.
تعريف الحضارة: لغة واصطلاحًا
يمكن تعريف الحضارة بأنها مفهوم يتنوع في دلالته، حيث يتضمن مجموعة من المفاهيم والتناقضات. يُمكن تقسيم التعريف إلى قسمين: اللغة والاصطلاح.
تعريف الحضارة لغة
- تُشتق كلمة “حضارة” في اللغة من فعل “حضر” وهي تعني التواجد في مكان معين، على عكس مفهوم البداوة والغيبة.
- يمكن أن يُقال “بحضور فلان” أو “بمُحضر فلان” مما يدل على وجودهم في هذا المكان.
- يمثل الحضر بوجهيه ضد البدو، حيث البدو هم أشخاص يقضون حياتهم في التنقل بحثًا عن احتياجاتهم. بينما يُشير الحضر إلى الأفراد الذين تتسم حياتهم بالاستقرار والهدوء.
- يعيش هؤلاء على الزراعة وممارسة الأنشطة الحضرية المختلفة في المدن.
تعريف الحضارة اصطلاحًا
- يمكن اعتبار الحضارة نتاج مجموعة من الأفراد في وقت محدد، بغض النظر عن كيفية تحقيقها سواء بشكل منظم أو بشكل عشوائي.
- تتضمن مظاهر الحضارة جوانب علمية وأدبية وفنية واجتماعية واقتصادية ودينية وعمرانية وغيرها.
- تتصل الحضارات الإنسانية التي نشأت عبر التاريخ ببعضها البعض، حيث لعبت الحضارة الإغريقية القديمة دورًا أساسياً في تأسيس أسس الحضارة.
- ثم واصلت الحضارة الإسلامية تطوير هذا الكيان الحضاري.
السمات المميزة للحضارة
تتضمن الحضارة مجموعة من الصفات، منها:
- التدرج في التغيير: حيث تتميز الحضارة بتغيرات تدريجية وليست مفاجئة.
- الإنسانية: تُعتبر سمة الإنسانية محورًا أساسيًا في الحضارة، حيث تُميزها عن الكائنات الأخرى.
- تقوم الحضارة على العقل والتفكير، حيث يرتبط الحاضر والمستقبل بشدة بالماضي، مما يُعتبر سمة مشتركة بين جميع الحضارات.
- الاقتباس: تتأثر بعض الحضارات بأفكار ونظم الشعوب السابقة.
- المعايشة: لا يمكن لأي فرد أن يعيش بمعزل عن الحضارة التي ينتمي إليها.
الشروط الأساسية لنشأة الحضارة
توجد مجموعة من الشروط التي يجب توفرها في أي مجتمع من أجل نشأة حضارة، ومنها:
- الاستقرار: يُعتبر الاستقرار من أهم العوامل الضرورية لاستمرار الحضارة وازدهارها.
- التعاون: يُعبر عن مشاركة الأفراد في المجتمع ليؤمنوا غذاءهم ويدافعوا عن حياتهم وممتلكاتهم في مواجهة التهديدات.
- الكتابة: تعد الكتابة أداة أساسية للتواصل وتوثيق الإنجازات والتجارب ليتم تداولها عبر الأجيال.
النظريات الرئيسية حول نشأة الحضارة
تتعدد النظريات التي تناولت أسباب نشأة الحضارات، ومن أبرزها:
- نظرية فيجر: تدرس ثلاث مراحل مرت بها الحضارة؛ وهي عصر الأهلة، وعصر البطولة، وعصر الناس.
- نظرية شبنجلر: تعتبر الحضارة ككائن حي يمر بثلاث مراحل؛ الطفولة، الشباب، والشيخوخة.
- نظرية توينبي: تركز على البداوة والتنقل كجزء من عملية توسيع الحياة ثم الانحدار.
الأسباب التي تؤدي إلى انهيار الحضارة
هناك عدة عوامل تساهم في انهيار الحضارات، ومنها:
- انحلال المجتمع: حيث يحدث التفكك بين أفراد المجتمع، مما يؤدي إلى انهيار الحضارة.
- نقص التطور: ينجم عن عدم وجود تقدم في المجالات المختلفة مثل الدين، الثقافة، الاقتصاد والفنون.
- وجود قوة خارجية: قد تؤدي قوة أخرى أكبر من هذه الحضارة إلى انهيارها.
أبرز الحضارات عبر التاريخ
مرت العديد من الحضارات الإنسانية عبر العصور، وتعتبر من أهمها:
- حضارة بلاد الرافدين: نشأت في الشرق الأدنى على ضفاف نهري دجلة والفرات، وشملت ممالك عدة مثل السومريين والآشوريين والبابليين.
- حضارة مصر القديمة: ظهرت على ضفاف النيل عام 3150 قبل الميلاد تحت حكم الملك نارمر مينا، واشتهرت ببناء الأهرامات والمعابد.
- حضارة وادي السند: ازدهرت على ضفاف نهر السند قبل حوالي 4500 عام، وتُعرف أيضًا بحضارة هارابا.
- حضارة الصين: نشأت على ضفاف نهري يانغتزي والنهر الأصفر، وشهدت تطورات ملحوظة على مر العصور.
