ما هو الثقب الأسود؟
الثقب الأسود (بالإنجليزية: Black Holes) هو منطقة في الفضاء تتمتع بكثافة عالية وجاذبية قوية جداً، قادرة على جذب جميع الأجسام، بما في ذلك الضوء. وقد تنبأ العالم آينشتاين بوجود الثقوب السوداء من خلال نظريته النسبية العامة، حيث أشار إلى أنه عند انتهاء حياة نجم واحتضاره، لا يتبقى منه سوى بقايا ذات كثافة عالية. حسب معادلات آينشتاين، إذا كانت كتلة نواة الجسم ثلاثة أضعاف كتلة الشمس، فسيُنتج ذلك مجال جاذبية قوي جدًا، مما يؤدي إلى تكون الثقوب السوداء.
كيف تتكون الثقوب السوداء؟
توجد عدة تفسيرات حول كيفية نشوء الثقوب السوداء، ولكن النظرية الأكثر قبولًا هي ما يعرف بالموت النجمي. ففي هذه العملية، عند موت النجم، يتوسع ويخسر جزءًا من كتلته، حيث إن المرحلة الأخيرة من حياة أي نجم صغير تتمثل في الانفجار أو الانهيار. تتحول نواة النجم حسب كتلتها؛ فبعض النجوم تُصبح نجومًا نيوترونية أو أقزامًا بيضاء (بالإنجليزية: white dwarfs)، بينما تتحول النجوم الكبيرة إلى ثقوب سوداء بعد الانفجار. المعروف أن معظم الثقوب السوداء تتشكل من نجوم يزيد حجمها عن الشمس بعشرة إلى عشرين ضعفاً.
يمكن توضيح ذلك من خلال كيف أن موت النجم يؤدي إلى انهياره الداخلي، مما يمهد لحدوث الثقب الأسود. وتستمر الثقوب السوداء في النمو بمرور الوقت، حيث تستهلك الغازات والنجوم والكواكب وحتى الثقوب السوداء الأخرى، مما يزيد من حجمها بشكل مستمر.
ما هو حجم الثقوب السوداء؟
يختلف حجم الثقوب السوداء حسب آلية تكوينها، حيث تُقسم إلى أنواع مثل الثقب الأسود النجمي، والثقب الأسود متوسط الكتلة، والثقب الأسود الفائق، والثقب الأسود الصغير.
تتراوح أحجام الثقوب السوداء، فبينما يُعتقد أن أصغرها صغير الحجم، إلا أن كتلتها قد تكون كبيرة جداً. أما الثقب الأسود النجمي، فيتميز بحجمه وكتلته الضخمة، بينما تُسمى أكبر هذه الثقوب بالثقوب السوداء الفائقة، بحيث تتجاوز كتلتها مليون شمس مجتمعة.
هل يمكن للثقب الأسود أن يبتلع الأرض؟
لا يتوقع العلماء أن يحدث ذلك، لأن الثقوب السوداء لا تتجول في الفضاء لتمتص النجوم والكواكب. وعلى الرغم من عدم وجود ثقب أسود قريب بالشكل الكافي من النظام الشمسي لتجذب الأرض إليه، فإن جاذبية الأرض تلعب دورًا أيضًا. حتى لو حل ثقب أسود محل الشمس، فإن الأرض لن تسقط فيه، حيث سيكون له جاذبية مشابهة لجاذبية الشمس، مما يسمح للأرض والكواكب بالدوران حول الثقب كما تفعل حالياً.
حقائق عن الثقوب السوداء
إليك بعض الحقائق والمعلومات حول الثقوب السوداء:
- لا يمكن رؤية الثقوب السوداء بشكل مباشر، حيث يُمكن رؤيتها فقط من خلال تأثيراتها، مثل رؤية نجم يتعرض للتفكك بالقرب من ثقب أسود.
- تم اكتشاف الثقوب السوداء في الستينيات من القرن الماضي باستخدام الأشعة السينية، وكان أول ثقب أسود تم اكتشافه هو (Cygnus X-1) والذي يزيد وزنه عن كتلة الشمس بعشر مرات.
- على الرغم من كون الثقوب السوداء ضخمة، إلا أنها لا تشغل حيزاً كبيراً، وذلك مرتبط بعلاقة الكتلة مع الجاذبية.
- وجد العلماء أن كل مجرة كبيرة تحتوي على ثقب أسود هائل في مركزها، ويطلق على الثقب الأسود في مركز مجرة درب التبانة اسم “Sagittarius A” (منطقة الرامي والقوس).