تاريخ كتاب “الملل والنحل” وأهم محتوياته

استعرض الكتاب الفرق التي نتجت عن الأديان المختلفة، كما تناول المذاهب الدينية بموضوعية. وقد تم إصدار العديد من النسخ من هذا العمل، حيث تم تنظيم الطبعة الثانية في ثلاثة أجزاء، وتم تصحيحها وكتابة التعليقات عليها بواسطة أحمد فهمي.

تاريخ كتاب الملل والنحل

يتساءل البعض عن الأسباب والظروف التي دفعت أبو الفتح للبدء في كتابة هذا العمل الأدبي. وفيما يلي نقدم الإجابة:

  • تمكن المؤلف من الاطلاع على العديد من المقالات التي كتبها علماء من ديانات متنوعة ومذاهب متعددة، بالإضافة إلى مراجعة العديد من الأخبار المتعلقة بهم.
  • أقام أبو الفتح اتصالًا مع مصادر متنوعة واستخرج منها الشواهد، وبعد جمع كمية ضخمة من المعلومات، قام بتلخيصها في شكل مختصر يعكس التجارب والمعرفة المتراكمة.
  • حيث قدم تلخيصًا شاملاً لما يعتنقه أصحاب الديانات، والعقائد التي تم تناقلها، ليكون كتبه عبرة للمفكرين والداعين للتأمل.
  • أوضح أبو الفتح الأسباب الرئيسية المتعلقة بتأليف الكتاب في المقدمة، حيث قام بحصر جميع المذاهب وعرض نبذة مختصرة لكل منها.
  • من خلال هذا التلخيص، قام بتوجيه الأهداف الأساسية للمذاهب.
    • وهكذا أسس منهجاً علمياً خاصاً به وقام بتقسيم الأبواب والمواضيع.
  • كما أظهر للقراء وسائل فهم علم المذاهب وأقسامه، مختارًا أبسط الأساليب المدعومة بالأدلة القوية.

ظروف تأليف كتاب الملل والنحل

ألف الشهرستاني هذا الكتاب في حقبة تتسم بالصراعات الفكرية، خلال فترة تُعرف بالموسوعية في التاريخ الإسلامي:

  • وثق أبو الفتح في صفحات الكتاب الأفكار والمذاهب التي ظهرت منذ فجر التاريخ وحتى الفترة التي عاش بها.
  • لم يتسم الكتاب بالحيادية التامة في تفسير الأفكار، وهو أمر تجلى في ثنايا الكتاب، لكنه تجنب دمج توجهاته الدينية بصورة مباشرة في فصول الكتاب لتفادي تحديات خصومه.
  • بل كان موضوعيًا حيث رسم خريطة شاملة للفكر العالمي، وتاريخ الطوائف والمذاهب مرتبةً ترتيبًا زمنياً منظمًا.
  • فضل تقديم كل اتجاه ومذهب في جزء خاص من الكتاب ليظهر تفاصيل كل وجهة بشكل موثق ودقيق.
  • في نهاية الكتاب، بات واضحاً هدفه من توثيق المعلومات، وهو التمييز بين الإسلام وغيره.

مراتب الحساب في كتاب الملل والنحل

انتقل أبو الفتح من المقدمة إلى توضيح مراتب الحساب، وقام بتقسيمها إلى سبعة مراتب:

  • الأولى: تتناول موضوع الصدر في الحساب، معتمدةً على كونه جملة وليس فردًا، مما يوفر إمكانية التفصيل.

    • وهناك قسمين، كل قسم يتضمن حشو شامل يجمع التفاصيل والمعلومات.
  • الثانية: تتعلق بالأصل الذي يمثل التقسيم الأول كما وضح في المرتبة الأولى، وتم حصر الأصل في قسمين فقط.

    • وجعل صورة المد أضعف، مما يشمل الحشو المجمل.
  • الثالثة: تتناول الأصل أيضًا، ولكنها تشمل التقسيم الثاني من المرتبة الأولى، حيث أكد على عدم تقليصها لجزأين أو تجاوز الأربعة.
  • الرابعة: تتضمن المطموس، مع إمكانية تجاوز الأربعة، لكن من الأفضل التقيد بما هو أقل.
  • الخامسة: تعرض الصغيرة، مع إمكانية الانتهاء بالتبويب أو التقسيم.
  • السادسة: توضح المعوج، موضحةً إمكانية الانتهاء بالتفصيل.
  • السابعة: تفسر المعقد والمد منذ الطرف الأول إلى الطرف الثاني، موضحةً أنها النهاية المحتملة التي تشابه جزء البداية.

منهج العامة في تقسيم أهل العلم

يتضح من خلال تاريخ كتاب الملل والنحل الأسلوب الذي اتبعه العامة في تقسيم العلماء، ونستعرضه فيما يلي:

  • قسم بعض العلماء أهل العلم وفق الأقاليم السبعة، بينما اعتمد آخرون التقسيم طبق الأبعاد الأربعة: الشمال، الجنوب، الشرق، والغرب.
  • كما تم تقسيم البعض حسب الأمم الأربعة: العجم، الهند، العرب، والروم، في حين قسم آخرون حسب المذاهب والآراء.
  • استخدم أبو الفتح منهج التقسيم وفق المذاهب والآراء، حيث ميز بين أبناء الديانات بشكل عام في البداية، مثل المسلمين والمجوس.
  • ثم انتقل للحديث عن أهل الأهواء والفلاسفة الذين لا ينتمون إلى أي ديانة ولا يؤمنون بيوم الحساب والآخرة.
  • بعد ذلك، تحدث عن عبدة الكواكب والبرهمية، موضحًا الفرق التي نشأت من كل منهم.
  • أشار إلى أن المجوس واليهود تفرقوا إلى 71 فرقة، بينما تفرقت النصارى إلى 72 فرقة، والمسلمون إلى 73 فرقة.
  • ثم انتقل لتحديد مؤسس كل فرقة ومناطق ظهورها، وكذلك أفكار كل منهم بالتفصيل.

موضوعات كتاب الملل والنحل

تضمن الكتاب مجموعة من المواضيع التي تغطي الفرق الدينية والمذاهب. ومنها:

  • الفرق الإسلامية: تتضمن الفرق المستمدة من الدين الإسلامي.
  • ومنها المعتزلة، المعمرية، الجبرية، الصفاتية، والجاحظية، حيث قام الكاتب بتحليل فكر كل فرقة بشكل علمي.
  • الفرق الكتابية: تضم الذين تفرعوا من أهل الكتاب، فيأتي منهم اليهود الذين تفرقت طرقهم إلى اليوذعانية، العنانية، والسامرة، وكذلك أتبع الدين المسيحي المتعصبين الذين تفرقت طرقهم إلى النسطورية واليعقوبية.
  • قد رأى أن اليهود هم أكثر الأمم عددًا التي كانت تتبع سيدنا موسى، وكانوا ملزمين باتباع ما ورد من أحكام في التوراة.
  • بين أن الإنجيل لم يتضمن أحكاماً تلزم المتبعين مثل التوراة، بل كان يجمع أمثالًا ورموزًا، لذا لم يتبعه اليهود.
  • كما أوضح أن الأحكام الموجودة في الإنجيل ما هي إلا محاكاة لما ورد في التوراة، وقد قدم ذلك بالتفصيل من خلال الأدلة والمصادر.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *