الصبر عن المعاصي
يعتبر العلماء الصبر عن المعاصي أحد الأنواع الثلاثة الرئيسية للصبر، والتي تشمل: الصبر على أداء الطاعات، الصبر على أقدار الله -عز وجل-، والصبر عن المعاصي والذنوب. وقد أشار العلماء إلى أن الذين يصبرون عن المعاصي ويتركوا ما تميل إليه أنفسهم ينالون أجراً عظيماً من الله -تعالى-. وفي هذا السياق، ناقش العلماء تفاضل الأجور بين الأفراد بناءً على درجة الرغبة في المعصية ومدى القدرة على الصبر عنها. وقد سُئل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن أيهما أفضل، رجل لا يشتهي المعصية أو آخر يشتهيها لكنه يصبر عليها، فأجاب: إن الذين يشتاقون إلى المعصية ولا يقومون بها هم الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى، ولهم مغفرة وأجر عظيم.
وسائل النجاة من المعاصي
حدد العلماء عدداً من الأسباب التي تساهم في نجاة الإنسان من الوقوع في معصية الله -عز وجل-، يأتي في مقدمتها قوة الإيمان به -سبحانه وتعالى-، فعندما يكون إيمان العبد قويًا، يبتعد عن المعصية ويقترب من نيل رضاه. كما أن ضعف الإيمان يؤدي إلى ضعف صبر الإنسان على المعصية. وفيما يلي بعض الأسباب الأخرى التي تساعد على الابتعاد عن معصية الله -عز وجل-:
- معرفة العبد لقبح المعصية وأنها محرمة لما تنطوي عليه من دناءة.
- استشعار العبد لحياء الله -تعالى- منه ومراقبته له.
- خشية العبد من عذاب الله -عز وجل- بسبب تهاونه وتقصيره.
- تذكر العبد لنعم الله -عز وجل- عليه، وأن الطريق لحفظ هذه النعم هو بشكرها وطاعة الله -سبحانه وتعالى-.
- إحساس العبد بسمو نفسه وشرف مقامه، وأن المعصية تدنّيه إلى مستوى السفلة.
نتائج الذنوب والمعاصي
تنتج عن المعصية العديد من الآثار السلبية على العبد، ومن أبرزها:
- ضعف تعظيم الله -عز وجل- في القلب.
- تقلص الرزق وغياب البركة فيه.
- حرمان العبد من المنافع العلمية الشرعية.
- التعرض للذل والهوان في الدنيا.
- جفاف العين وقسوة القلب.