ارتفاع درجة الحرارة عند الرضع
تختلف درجة الحرارة الطبيعية لدى الأطفال الرضع حسب أعمارهم. بشكل عام، يمكن اعتبار درجة حرارة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن السنتين طبيعية إذا كانت تتراوح بين 36.6 و38 درجة مئوية عند القياس عن طريق الشرج. بالنسبة لحديثي الولادة، فإن متوسط درجة الحرارة الطبيعية يبلغ 37.5 درجة مئوية. وبذلك، تعتبر الحمى (بالإنجليزية: Fever) حالة تحدث عند ارتفاع درجة حرارة الطفل الرضيع ليصبح قياسها الشرجي أعلى من 38 درجة مئوية. يُعتبر قياس درجة الحرارة بواسطة ميزان الحرارة الطريقة الأكثر دقة لتأكيد ما إذا كان هناك ارتفاع في حرارة الطفل.
للاطلاع على مزيد من المعلومات حول درجة الحرارة الطبيعية للأطفال الرضع، يمكن الرجوع إلى المقال التالي: (كم درجة حرارة الطفل الرضيع الطبيعية).
هل تُعتبر ارتفاع الحرارة عند الرضع حالةً خطيرة؟
بشكل عام، تُعتبر الحمى غير ضارة، حيث قد تشير إلى أن الجسم يحارب عدوى أو مرض معين، وبالتالي تعتبر علامة إيجابية على أن جهاز المناعة يعمل بشكل فعّال. ومع ذلك، فإن تحديد سبب ارتفاع الحرارة لدى الطفل يعد مسألة مهمة لتخفيف الانزعاج المحتمل والحد من المضاعفات الناتجة عن الحمى. من المهم أن نلاحظ أن الأطفال قد يعانون من نوبات تشنجية حموية (بالإنجليزية: Febrile seizures) نتيجة للحمى، والتي تتمثل في نوبات تشنجية ناتجة عن اختلال النشاط الكهربائي في خلايا الدماغ. وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة “Korean J Pediatr” عام 2014، تحدث النوبة الحموية لدى 2-5% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وخمس سنوات.
كيفية قياس الحرارة عند الرضع
يُعد لمس جبين الطفل لتحديد ارتفاع درجة حرارته وسيلة غير دقيقة وغير موثوقة. لذا، يُعتبر استخدام ميزان الحرارة الطريقة الأمثل لقياس درجة حرارة الرضع. تتوفر عدة أنواع من موازين الحرارة، بما في ذلك الرقمية والزئبقية، وكذلك موازين الحرارة الخاصة باللهاية وشرائط قياس الحرارة. يُفضل تجنب موازين حرارة اللهاية واللصقات لأنها تعتبر غير دقيقة. كما يجب الانتباه إلى أن مادة الزئبق الموجودة في الميزان الزئبقي تعتبر مادة سامة وقد تؤثر سلبًا على الطفل في حال كسر الميزان. لذا، يُستحسن استبداله بموازين الحرارة الرقمية التي تعتبر أكثر أمانًا.
تتنوع موازين الحرارة الرقمية حسب موقع القياس، فيمكن استخدامها عن طريق الفم، الإبط، أو الشرج. كما توجد موازين حرارة مخصصة للأذن وأخرى تعمل بالأشعة تحت الحمراء لقياس درجة حرارة الشريان الصدغي على جبين الطفل. في هذا السياق، يمكن اعتباره أن قراءة درجة الحرارة الشرجية تُعد الأكثر دقة ويمكن إجراؤها بسهولة مع الرضع. عند قياس درجة الحرارة الشرجية، يجب التأكد من نظافة ميزان الحرارة، ويُنصح بغسله بالماء والصابون أو مسحه بالكحول. يوضع الطفل على بطنه أو ظهره مع ثني الساقين نحو الصدر، ثم يضاف القليل من الفازلين حول طرف ميزان الحرارة ويُدخل بلطف في الفتحة الشرجية. يجب تثبيت الميزان في موضعه لمدة دقيقتين حتى يُصدر صوتًا، بعد ذلك يتم سحب الميزان برفق وقراءة درجة الحرارة. يمكن اعتبار الطفل الرضيع مصابًا بالحمّى إذا كانت درجة حرارة قياسها الشرجي تتجاوز 38 درجة مئوية، أو إذا كانت درجة حرارته تحت الإبط أكثر من 37.2 درجة مئوية، أو إذا بلغت حرارته الفموية أكثر من 37.7 درجة مئوية، وليس من الدقيق قياس الحرارة الفموية للأطفال الرضع.
أعراض ارتفاع الحرارة لدى الرضع
يمكن أن يظهر على الأطفال الرضع علامات متعددة تعبر عن ارتفاع درجة حرارتهم، تشمل: زيادة التعرق، احمرار الجلد، وإحساس بشرتهم بالحرارة عند لمسه. إلى جانب ذلك، قد يشعر الطفل بالعطش بشكل أكثر من المعتاد، وفي بعض الحالات قد يبدو الأطفال بحالة صحية جيدة دون أي أعراض حتى مع ارتفاع درجة حرارة أجسادهم. قد يصاحب الحمّى أعراض أخرى مثل التهاب الحلق، آلام الأذن أو المعدة، أو ظهور طفح جلدي.
أسباب ارتفاع الحرارة عند الرضع
كما ذُكر سابقًا، تعتبر الحمى ليست مرضًا بحد ذاته، بل تشكل علامة أو عرضًا لحالة طبية أو مشكلة صحية معينة. فيما يلي أبرز الأسباب المحتملة لارتفاع درجة الحرارة عند الرضع:
- ارتداء ملابس كثيرة: يعاني الأطفال الرضع، وبشكل خاص حديثي الولادة، من ارتفاع في درجة حرارة الجسم بسبب الإفراط في ارتداء الملابس أو التواجد في بيئة ذات حرارة مرتفعة، اذ أن أجسامهم لا تستطيع تنظيم الحرارة كما هو الحال لدى البالغين.
- الحصول على التطعيمات: قد يصاب الأطفال بحمى خفيفة بعد تلقي اللقاحات (بالإنجليزية: Vaccine).
- التسنين: (بالإنجليزية: Teething)، يمكن أن يسبب نمو الأسنان لدى الأطفال ارتفاعًا طفيفًا في درجة حرارة الجسم، لكن إذا كانت درجة حرارة الطفل أعلى من 37.8 درجة مئوية، فإن ذلك قد يدل على سبب آخر.
- العدوى: (بالإنجليزية: Infection)؛ غالبًا ما تكون معظم حالات الحمى نتيجة للإصابة بعدوى أو مرض ما. من المهم الإشارة إلى أن ارتفاع درجة حرارة الجسم يُعتبر وسيلة للدفاع عن النفس حيث يحفز الجسم آليات المقاومة. وقد تشمل العدوى إما فيروسية مثل نزلات البرد أو عدوى في الجهاز الهضمي، أو بكتيرية مثل التهاب السحايا (بالإنجليزية: Meningitis)، وبعض التهابات الأذن والحلق، أو الالتهاب الرئوي (بالإنجليزية: Pneumonia).
للحصول على مزيد من التفاصيل حول أسباب ارتفاع درجة الحرارة عند الرضع، يُمكن قراءة المقال التالي: (أسباب ارتفاع درجة حرارة الجسم عند الرضع).
نصائح للتعامل مع ارتفاع الحرارة عند الرضع
تتطلب مراجعة الطبيب على الفور إذا ظهرت الحمى لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن شهر واحد. أما بالنسبة للأطفال الأكبر سنًا، يمكن اتباع بعض الإجراءات والنصائح لتخفيف الأعراض، ومنها ما يلي:
- تطبيق كمادات دافئة على جبين الطفل.
- تخفيف ملابس الطفل وارتداء طبقة خفيفة فقط.
- وضع الطفل في ماء فاتر، حيث يمكن أن يساعد ذلك في خفض درجة حرارته بسرعة. ويجب دائمًا التحقق من درجة حرارة الماء عن طريق تجربتها على المعصم قبل وضع الطفل فيه.
- تقديم كميات كافية من السوائل لتعويض ما يفقده الجسم نتيجة الحرارة ولتجنب الجفاف، تشمل علامات الجفاف بكاء الطفل بدون دموع، جفاف الفم، أو قلة بلل الحفاضات. من الضروري تقديم السوائل المناسبة لعمر الطفل مثل حليب الثدي أو الحليب الصناعي، أو الماء، أو محلول الإلكتروليت (بالإنجليزية: Electrolyte solution).
- تجنب إيقاظ الطفل أثناء نومه لإعطائه الأدوية الخافضة للحرارة.
- مراقبة مستوى نشاط الطفل ومدى راحته العامة.
- تجنب إرسال الطفل الرضيع إلى الحضانة أو الأماكن التي يمكن أن يتواجد فيها أطفال آخرين أو أشخاص معرضون للعدوى، وذلك لتفادي نقل العدوى إليهم.
كيفية خفض حرارة الطفل الرضيع
يمكن إعطاء الطفل الأدوية الخافضة للحرارة بعد استشارة الطبيب إذا شعر الطفل بالانزعاج بسبب الحمى. عادةً ما يُعطى دواء الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) أو الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) في هذه الحالات. ينبغي تجنب استخدام الآيبوبروفين للأطفال الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر أو للأطفال الذين يعانون من الجفاف أو القيء المستمر. هنا بعض النصائح التي يجب اتباعها عند استخدام الأدوية الخافضة للحرارة:
- تجنب إعطاء الطفل أدوية السعال ونزلات البرد التي لا تتطلب وصفة طبية، حيث قد تحتوي على الآيبوبروفين أو الباراسيتامول، مما يعرض الطفل لخطر تناول جرعة أكبر من الموصى بها. معظم الأطباء لا ينصحون بهذه المنتجات للأطفال الرضع وصغار السن.
- يعتمد الجرعة المناسبة من الأدوية على وزن الطفل، لذا يُنصح باستخدام جهاز القياس المرفق مع الدواء لضمان إعطاء الطفل الجرعة الصحيحة.
- الالتزام بالجرعات المقررة وعدم إعطاء الطفل جرعة أعلى من الموصى بها.
- يجب تجنب استخدام الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin) للأطفال نهائيًا، حيث يوجب ذلك زيادة خطر إصابتهم بمتلازمة راي (بالإنجليزية: Reye’s syndrome)، وهي حالة نادرة لكن خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة.
للاطلاع على معلومات إضافية حول كيفية خفض حرارة الطفل الرضيع، يمكن قراءة المقال التالي: (كيفية خفض حرارة الطفل الرضيع).
متى يجب مراجعة الطبيب؟
يوجد العديد من الحالات التي تتطلب مراجعة الطبيب فورًا في حال ارتفاع الحرارة، ومن هذه الحالات:
- ارتفاع درجة حرارة الطفل إلى أكثر من 40 درجة مئوية.
- استمرار الحمى لأكثر من 24 ساعة دون ظهور أي أعراض أخرى.
- عدم انخفاض درجة حرارة الطفل على الرغم من إعطائه دواء خافض للحرارة.
- معاناة الطفل من ضعف المناعة.
- ظهور علامات تجفاف على الطفل.
- عدم تحسن حالة الطفل خلال يوم أو يومين حتى بعد استخدام المضادات الحيوية إذا وصفها الطبيب.
- ظهور علامات الخمول أو الأعراض الشديدة على الطفل.
- معاناة الطفل من صعوبة في التنفس.
- نعاس الطفل الشديد.
- امتناع الطفل عن التغذية.
- تكرار القيء أو استمرار الإسهال.
- ظهور علامات تصلب الرقبة، أو صداع مستمر.
- شعور الطفل بألم.
تشمل الحالات التي تستدعي المراجعة الفورية لقسم الطوارئ؛ مثل ارتفاع درجة حرارة الطفل إلى 41.7 درجة مئوية أو أعلى، أو إذا كان الطفل حديث الولادة، أو عند تعرض الطفل لنوبة تشنجية للمرة الأولى، أو في حال استمرار النوبة لأكثر من 15 دقيقة.