يُعرف الزهد بأنه إحدى أعلى القيم الأخلاقية والعبادات الفردية، حيث لا يمكن لشخص زاهد أن يُجبر الآخرين على اتباع نفس النهج في الحياة.
تتواجد عدة مستويات من الزهد، حيث يبدأ الفرد بزهد نسبي في الدنيا مع استمرار التعلق بها، ليصل في النهاية إلى مرحلة لا يفكر فيها بالدنيا على الإطلاق. وتظهر على الزاهد عدة علامات، من أبرزها عدم الاكتراث بشؤون الدنيا كليًا والميل نحو تعلق القلب بالله سبحانه وتعالى.
تعريف الزهد
يمكن تعريف الزهد لغويًا كما يلي:
الزهد في اللغة
- الزهد في اللغة يشير إلى القلّة، حيث يُعبر عن شيء يُتركه الشخص لأنه يُعتبر منخفض القيمة.
الزهد في الاصطلاح
- أما الزهد اصطلاحًا، فيعني وجود أمل ضئيل في الدنيا، وخلو القلب من التعلق بها، بالإضافة إلى اعتبار الدنيا شيئًا هينًا. في هذه الحالة، يكون الاهتمام بالآخرة هو الأولوية الأولى للفرد.
- ويعني أيضًا الانشغال بما يقرب الشخص إلى ربه سبحانه وتعالى، وهو يعتبر ذلك أهم من الانشغال بالأمور الدنيوية الأخرى.
فوائد الزهد
تتجلى فوائد الزهد في الدنيا والآخرة فيما يلي:
فوائد الزهد في الدنيا
- يتسم الزاهد بالقناعة والعفاف، حيث لا يسعى إلى الشهوات أو الرغبة في الحصول على الكثير من المال.
- وهذا ما يجعله محبوبًا لدى من حوله، حيث يدركون أنه ليس من الطامعين في كسب الثروات.
فوائد الزهد في الآخرة
- يحظى الزاهد في الدنيا بمحبة الله سبحانه وتعالى، ومحبة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، ويُمنح مكانة رفيعة في الآخرة.
درجات الزهد
تتعدد درجات الزهد، وأهمها تُلخص بالنقاط التالية:
- الدرجة الأدنى: تمثل بداية الزهد حيث يبدأ الفرد بمحاولة الابتعاد عن الدنيا مع بقاء تعلق قلبه بها.
- الدرجة الوسطى: حيث يحتقر الشخص الدنيا ويبتعد عنها طمعًا لنيل مكانة أعلى في الآخرة.
- الدرجة العليا: حيث يدرك الفرد أن الدنيا ليست ذات قيمة حقيقية ويسعى لتحقيق الأمور التي تقربه من الآخرة.
مكانة الزهد في الإسلام
يحتل الزهد مكانة رفيعة في الإسلام، وتتلخص هذه المكانة في النقاط التالية:
- يُعتبر الزهد من أبرز الأخلاق التي حث الإسلام عليها، حيث لا يُقصد به الانشغال بالأمور الدنيوية وجمع المال على حساب العبادة والقرب من الله سبحانه وتعالى.
- يجب أن يكون الاهتمام بكسب الأموال ليس من الأمور الرئيسية التي تشغل الفرد.
- يُفترض أن يُعظم الشخص الثواب الذي يجنيه من الآخرة على ما قد يحصل عليه من الدنيا.
- كما ورد في قوله تعالى: “أولئك يُؤتى لهم أجرهم مرتين بما صبروا”، وأيضًا: “ولا تمدّن عينيك إلى ما متعنا به أزواجًا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى”، مما يُبرز أهمية السعي وراء الرزق الحلال.
علامات الزهد
توجد بعض العلامات التي تشير إلى زهد المسلم، ومن أهمها:
- التعلق بالآخرة وعدم الشعور بالسعادة عند الحصول على متاع من الدنيا.
- عدم الإحساس بالحزن عند فقدان أي شيء دنيوي، بالإضافة إلى انشغال القلب بالآخرة.
- زهد الدنيا والارتباط بالله سبحانه وتعالى، حيث يظل الفرد غير متأثر بانطباعات الآخرين، سواء بالإشادة أو التقليل من شأنه.