تعريف التعليم عن بعد من الناحيتين اللغوية والاصطلاحية

تعتبر التعليم عن بعد من الأمور ذات الأهمية الجوهرية في عالمنا الحديث، حيث تتجلى أهميته في كونه يمس حياة كل فرد. فقد فطر الله ـ سبحانه وتعالى ـ البشر على حب التعلم، وكذلك نجد أن العديد من الكائنات الحية الأخرى تتبع أنماطًا تعليمية للبقاء والعيش.

التعريف بالتعليم عن بعد

  • على الرغم من أن سلوكيات الكائنات الحية تختلف عن سلوكيات البشر، إلا أنها في النهاية مخلوقات الله التي خُلقت لتتعلم كيفية التعامل مع البيئة من حولها، بما يمكنها من عيش حياة كريمة.

1-
تعريف التعليم في اللغة

  • تم تعريف التعليم في اللغة على أنه مصدر يشير إلى “العلم”، ويعني علم الشيء وتعليمه، مستندين في هذه التعريفات إلى قوله تعالى: “وعلم آدم الأسماء كلها، ثم عرضهم على الملائكة، فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين”.
  • أما من الناحية الاصطلاحية، يُعرّف التعليم بأنه تلك العملية المنظمة التي تهدف إلى نقل المعرفة والمهارات من المعلم إلى الطلاب الذين يحتاجون إلى التعلم.
  • يحتفظ المعلم بكم هائل من المعلومات والمعارف التي يعمل على إيصالها لطلابه، حيث يُعتبر توصيل هذه المعلومات بشكل مباشر أمرًا ضروريًا لضمان فهم واستيعاب الطلاب.
  • ويؤدي هذا الأسلوب التعليمي إلى تحديد فعالية وسرعة وصول المعلومات للمتعلمين، حيث تلعب خبرة المعلم دورًا رئيسيًا في تسهيل هذه العملية.

2-
تعريف التعليم في الاصطلاح

  • التعليم هو عملية تعديل السلوك وتغيير التصرفات الثابتة نسبياً الناتجة عن التدريب، حيث يمنح المتعلمين مجموعة من المهارات.
  • تساهم هذه المهارات في تحسين سلوكهم وتحديثه نحو الأفضل، وغالبًا ما يُنظر إليه باعتباره نشاط يهدف إلى استكشاف التعلم عن بعد باستخدام أساليب مُحترمة.
  • يتمثل الهدف الرئيسي من هذا التعلم في تعزيز النمو العقلي للطلاب وقدرتهم على التحكم في مستقبله وفهم الطرق التعليمية المختلفة.
  • لذا، من المهم التواصل الدائم بين المدرسين وطلابهم لضمان تحقيق الأهداف التربوية والتعليمية المطلوبة.

النظم التعليمية المعتمدة

  • تتضمن العملية التعليمية تنظيمًا مؤسساتيًا يتم وفق مناهج دراسية مُصممة مسبقًا متوافقة مع الأهداف التربوية التي حُددت من قِبَل النظام التعليمي.
  • تتضمن الأهداف تطوير التفكير المنطقي وفهم العلاقة بين الأسباب والنتائج، والسعي لإنجاز بحث علمي مبني على الفهم، مما يسهم في إحداث التغيير الإيجابي.
  • يهدف هذا العمل إلى تعليم الطلاب كيفية التفكير بشكل إيجابي ضمن إطار علمي، وبالتالي تحقيق الأهداف المحددة في النظام التعليمي وجمع المعرفة اللازمة.
  • كما يجب متابعة هذه العمليات لضمان إمكانية تعديل ما يتعذر تعليمه والسعي لتطوير خطط بديلة استجابة للاحتياجات التعليمية.

مبادئ التعليم الأساسية

  • يجب أن تتضمن أي برامج تعليمية مجموعة من المبادئ الأساسية لزيادة الفعالية، مثل مبدأ المشاركة الذي يتيح للمتعلمين فرصًا للمشاركة الفعلية في التعلم من خلال تبادل الأفكار والمهارات.
  • تعكس هذه المبادئ ضرورة التفاعل بين المعلم والمتعلمين، مما يضمن عدم تفرد المعلم بدور التلقين فقط.

1- مبدأ التطبيقة

  • تعني تطبيق ما يتعلمه المتعلمون ومشاركة المعرفة مع الآخرين، مما يساهم في تقليل الأخطاء بفضل التطبيق العملي.
  • يمكن تنفيذ ذلك بشكل تدريجي أو شامل لإكساب المتعلمين أكثر من مهارة من خلال البرامج التعليمية المتاحة.

2- مبدأ التحفيز

  • يقصد به تشجيع السلوكيات الإيجابية وتقليل السلوكيات غير المرغوب فيها من خلال توفير حوافز مختلفة.

3- مبدأ التغذية الراجعة

  • تعتبر التغذية الراجعة مهمة جدًا في المرحلة التعليمية حيث تصحح الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها المتعلمون.

العوامل المؤثرة في فعالية التعليم

  • حدد مختصو علم النفس التربوي عوامل متعددة تؤثر في فعالية التعليم، من ضمنها خصائص التعليم التي تعتبر أساسية.
  • يمتلك المتعلمون مستويات متباينة من القدرات الحركية والعقلية، وكذلك تختلف اتجاهاتهم وقيمهم، مما يؤثر على إسهاماتهم التعليمية.
  • يعتمد نجاح العملية التعليمية أيضًا على البيئة المدرسية والمواد الدراسية التي يستخدمها الطالب.
  • يمكن أن يكون تحصيل الطالب في مادة معينة مثل اللغات أعلى من التحصيل في مادة الرياضيات، مما يستدعي عرض المواد بشكل واضح ومنظم لتحسين الفعالية.

أهمية التعليم الإلكتروني

  • يساهم التعليم الإلكتروني في حل العديد من المشكلات المعرفية من خلال توسيع فرص الوصول إلى التعليم وتمكين الأفراد من التعلم دون التخلي عن أعمالهم.
  • كما يساعد في تقليل الفجوات النفسية بين المتعلم والمعلم، ورفع العائد على الاستثمار التعليمي، فضلاً عن تقليل التكاليف.

خصائص التعليم الإلكتروني

  • يتميز التعليم الإلكتروني بتقديم محتوى رقمي متنوع عبر الإنترنت، يتضمن نصوصًا مكتوبة أو صوتية، ومؤثرات متنوعة كالصوت والصورة.
  • يتم دمج هذه الوسائط لضمان تحقيق الأهداف التعليمية، ويدار هذا النوع من التعليم بطريقة إلكترونية، مما يدعم توفير خدمات متكاملة في إدارة التعليم.
  • تعتبر تكلفته منخفضة مقارنة بالتعليم التقليدي، ويتيح للمتعلمين اكتساب المعرفة بشكل مستقل وتعزيز التفاعل مع المعلمين وزملائهم.
  • هذا النوع من التعليم يمكّن المتعلمين من الوصول إلى المحتوى في أي وقت ومن أي مكان، وبالتالي يقدم لهم فرصًا كبيرة من التعاون والتفاعل.

أنواع التعليم الإلكتروني

تصنف أنواع التعليم الإلكتروني وفقًا لتواجد المتعلم والمعلم، سواء بشكل متزامن أو غير متزامن. في ما يلي شرح لكل نوع.

1-
التعليم الإلكتروني المتزامن

  • وهذا النوع يتطلب وجود المتعلمين على الإنترنت في نفس الوقت، مما يسمح بإجراء مناقشات مباشرة وامتحانات.
  • تتم هذه الأنشطة باستخدام أدوات تعليمية افتراضية مثل غرف المؤتمرات عبر الصوت أو الفيديو.

إيجابيات التعليم المتزامن

توفير تغذية راجعة فورية
  • يمكن للمتعلمين الحصول على تفاعل سريع وبالتالي تعزيز مهاراتهم.
تقليل تكاليف الدراسة
  • تساعد الإنترنت في توفير خدمات تعليمية جيدة بأسعار معقولة.
تجنب الذهاب إلى المدرسة
  • يحافظ الطلاب على تركيزهم أثناء الدراسة في بيئة مألوفة.
تيسير متابعة المعلم للمتعلمين
  • يمكن للطلاب تقديم الواجبات واستلام ملاحظات المعلمين بكفاءة عالية، مما يوفر الوقت.

سلبيات التعليم المتزامن

حاجة مستمرة لأجهزة حديثة
  • يجب أن يتوفر للمتعلمين أجهزة سريعة لضمان تجربة تعليمية سلسة.
ضرورة وجود اتصال بالإنترنت
  • تتطلب هذه الطريقة شبكة إنترنت فعَّالة لتحقيق عملية التعلم بنجاح.
التقييد بمواعيد معينة
  • يجب الالتزام بالمواعيد التي يحددها المعلم للتواجد في الدروس.
احتمالية التشتت بسبب محتويات الإنترنت
  • يمكن أن تؤدي الانشغالات عبر الإنترنت إلى عدم تركيز الطلاب في دراستهم.

2-
التعليم الإلكتروني غير المتزامن

  • هذا النوع لا يتطلب وجود المتعلمين في نفس الوقت، مما يوفر لهم المرونة في استكمال دروسهم وفق جدول زمني خاص بهم.
  • يستفيد الطلاب من مجموعة من الأدوات مثل البريد الإلكتروني والمنتديات لنقل المعلومات.

إيجابيات التعليم غير المتزامن

  • المرونة في التعلم بحسب الأوقات المناسبة للمتعلمين.
  • يمكن الوصول إلى محتوى تعليمي متنوع، مما يسهل الدراسة الذاتية.
  • يمكن للمتعلمين استعراض المحتوى أكثر من مرة مما يعزز فهمهم.
  • يسمح للمتعلمين بطرح الاستفسارات في أي وقت مما يعزز التعلم المفتوح.

سلبيات التعليم غير المتزامن

  • عدم توفر تغذية راجعة فورية مما قد يؤثر على مستوى الفهم.
  • يمكن أن يؤدي إلى الانطواء لصعوبة الاجتماع بزملاء الدراسة.
  • يحتاج إلى صبر أكبر من المتعلمين لإجراء أي استفسارات.
  • يمكن أن ينتج عنه شعور بالحرمان من التواصل الشخصي مع المعلم.

3-
التعليم المختلط

  • يجمع بين التعليم المتزامن وغير المتزامن، وفقًا لمتطلبات التعلم المختلفة.
  • يتم استخدام أساليب مختلفة بناءً على احتياجات المعلم والمتعلم.
  • يحقق هذا النوع من التعليم تفاعلاً أكبر بين الطلاب ويتيح فرص التفاعل الاجتماعي.

التعليم الإلكتروني ومتطلبات نجاحه

  • لتحقيق النجاح في التعليم الإلكتروني، يجب تحديد الأهداف التعليمية بوضوح وتقديم المعرفة بطرق مبتكرة تهدف إلى تحقيق تلك الأهداف.
  • تشكل الاستجابة للأفكار والنتائج شرطاً أساسياً لتشجيع المجموعات التعليمية من جميع الأنحاء.

معايير جودة البرامج الإلكترونية التعليمية

  • لتحقيق جودة عالية للبرامج التعليمية الإلكترونية، يجب ضمان توفر العناصر الأساسية لتحقيق الأهداف التعليمية.

1- تحديد الأهداف التعليمية بوضوح

  • يجب وضع الأهداف التعليمية منذ بداية العملية التعليمية، مع اختيار استراتيجيات تعليمية ملائمة.
  • الوصول إلى استنتاجات واضحة والدروب الموجهة حديثًا، ستسهم في تنظيم المحتوى التعليمي بشكل فعال.
  • يجب أن يكون التصميم واضحًا وممتعًا مع استخدام ألوان تعزز من سهولة الاستخدام.
  • تجنب استخدام عدد كبير من الألوان والتصميمات المعقدة، مع اعتماد الفيديوهات حين الضرورة فقط.

المدرسة الإلكترونية وخصائصها

  • تتمثل خصائص المدرسة الإلكترونية في كون التعليم ذاته هو الغاية، حيث يتمركز التفاعل في المتعلمين وليس في المعلمين فقط، مع التركيز على الفهم الفردي للطلاب.
  • تسعى المنظومة التعليمية في مصر إلى تبني التحديث التكنولوجي سواءً في التعليم أو توفير الخدمات العامة للمواطنين.
  • يُعتبر توفير كل ما من شأنه تسهيل التفاعل بين المعلم والطالب أساسيًا لتحقيق الأهداف التعليمية المطلوبة.
  • يتطلب الوضع استمرار الجهود للتغلب على التحديات التي قد تواجه المتعلمين، والسعي لحلول مبتكرة لجميع الصعوبات.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *