تصنيفات الأجناس الأدبية في اللغة العربية:
تعد الأجناس الأدبية في اللغة العربية من المواضيع الهامة، وتشتمل على مجموعة من الأنواع أبرزها الشعر والنثر. ففيما يتعلق بالشعر، يتم تصنيفه وفقًا للأغراض الشعرية، مثل: شعر الهجاء، شعر المدح، شعر الرثاء، وشعر الغزل. أما في النثر، فنجد مجموعة كبيرة من الأنواع الأدبية مثل المسرحية والرواية وغيرها. سنتناول في هذا المقال تفاصيل كل نوع على حدة:
المسرحية
المسرحية تعد من فنون الأدب التمثيلي، حيث تُقدم على خشبة المسرح وتعرض أحداثها بواسطة ممثلين يتقمصون أدوار شخصياتهم لنقل الأفكار والمشاعر للجمهور من خلال الحوار والأداء الحركي.
القصة القصيرة
تُعرّف القصة القصيرة بأنها عمل أدبي يتمحور حول حدث معين يتضمن زمانًا ومكانًا، وغالبًا ما تدور حول شخصية محورية تفاعل مع شخصيات مساعدة، معززة بالتشويق والإثارة.
الأقصوصة
تعتبر الأقصوصة من الفنون الأدبية في الأدب العربي، حيث تتضمن مجموعة من الأحداث المترابطة تعكس حدثًا معينًا في حياة شخصٍ أو مجموعة من الأشخاص. تتسم الأقصوصة بعدد محدود من الشخصيات، وغالبًا ما تركز على شخصية رئيسية تكون محركًا للأحداث.
الرواية
الرواية هي عمل سردي طويل يتجاوز 90 صفحة، وتتميز بتعقيد أكبر بالمقارنة مع القصة القصيرة، حيث تحتوي على أحداث كثيرة ومتنوعة وشخصيات متعددة. تظل الرواية قائمة على عناصر أساسية مثل الحدث، الزمان، المكان، الحبكة، والشخصية الرئيسية.
الحكاية:
الحكاية تتضمن أحداث واقعية أو متخيلة يرويها شخص يُعرف بالحكواتي، الذي يلتزم بسرد الأحداث وفق تسلسل معين، ويضيف عنصر الإثارة ليجذب انتباه الجمهور. كما تحمل الحكايات أهداف سامية متنوعة.
نظريات الأجناس الأدبية في اللغة العربية:
قد حظيت الأجناس الأدبية باهتمام الأدباء والنقاد، الذين وضعوا عدة نظريات توضح أصلها وتصنيفها وتطورها. ومن أبرز هذه النظريات:
- النــــظرية التاريخية
تستقصي النظرية التاريخية نشأة الأجناس الأدبية والعوامل المساهمة في تطورها، إذ تتبع تطورات هذه الأجناس عبر العصور المختلفة، حيث يبرز جنس أدبي في فترة معينة ثم يتلاشى في أخرى.
- نظرية الجمالية
تركز النظرية الجمالية على دراسة جماليات الأجناس الأدبية وتأثيراتها عبر معطيات جمالية وفنية متفق عليها.
- النظرية الأسلوبية
تهتم هذه النظرية بدراسة الأجناس الأدبية من خلال الأساليب الأدبية والفنية، وما يرتبط بها من صيغ لفظية متعددة.
- النظرية الكلاسيكية
تركز هذه الدراسة على الالتزام بالقواعد الأدبية الخاصة بكل نوع، إذ يُشترط على المبدعين احترام خصوصيات الأسلوب لكل جنس أدبي.
- النظرية الرومانسية
ترفض هذه النظرية الفصل بين الأجناس الأدبية وتؤكد على الوحدوية الفنية فيما بينها.
- النظرية التطورية
تعتبر الأجناس الأدبية نتاجًا للبيئات الجغرافية والتاريخية، وترى أنها خاضعة لعمليات تطورية تبدأ بمراحل النشأة، ثم النضوج، وصولًا إلى الموت والاندثار.
بالإضافة إلى ذلك، هنالك العديد من النظريات والدراسات الأخرى المتعلقة بالأجناس الأدبية التي لم يتسع المجال لتناولها في هذا المقال.
وظيفة الأدب عند العرب
قد أولى العرب في السابق اهتمامًا بالغًا بالأدب، حيث مارسوه من خلال إلقاء الشعر والنثر. وقد كانت للشعر وظيفة أساسية لم يتم تحديدها بشكل واضح، وهي حفظ الوقائع والأحداث، كما كان مصدرًا للمتعة، وكان الشاعر يُعتبر لسان قبيلته وفخرها.
في العصر الحديث، اتفقت مختلف المدارس الأدبية على تحديد وظيفة الأدب في أمرين: المتعة والفائدة، وهما غايتان لا تنفصلان، لأن المتعة في الأدب تتداخل مع الفائدة.
تعريف الجنس الأدبي
الأجناس الأدبية تمثل مجموعة من الأعمال الأدبية التي تُصنف ضمن قوالب تعتمد على خصائص مشتركة سواء من ناحية الشكل الخارجي (بناء وطول العمل) أو الشكل الداخلي (مضمون وأسلوب العمل). وقد اقتصر النقاد القدماء على تقسيم الكلام إلى جنسين أساسيين: الشعر والنثر.
تاريخ مفهوم الجنس الأدبي
تُعتبر مسألة الأجناس الأدبية واحدة من الموضوعات الأساسية التي لم ينقطع النقاش حولها منذ العصور القديمة وحتى اليوم. بينما لم يكن هناك خلاف حول بدايتها، إذ تعود جذورها إلى المفكرين اليونانيين، وكان أفلاطون من أوائل من تناول فكرة التجنيس الأدبي، وإن لم يقدم تصنيفات واضحة. فيما يعود تحديد هذا المصطلح إلى أرسطو، تلميذ أفلاطون.
أما في السياق العربي، فلا يظهر مفهوم الأجناس الأدبية بشكل جلي في العصر الجاهلي، حتى تم طرحه على يد الجاحظ الذي وصف الشعر بأنه (جنس من التصوير)، لذا تعتبر هذه الإشارة بداية ظهور هذا المصطلح في الأدب العربي.