يُعد التساؤل حول اليابان السماوية واحداً من الموضوعات الأكثر أهمية في مجال دراسات الأديان، حيث يثير اهتمام العلماء والباحثين على حد سواء في محاولة لفهم طبيعة الكون والمعلومات الكثيرة التي يحتويها، بالإضافة إلى الأبعاد الدينية للحياة الإنسانية منذ بدايتها. سيتناول المقال الحالي موضوع الكتب السماوية والتباينات الموجودة بينها.
التنوع في الكتب السماوية
قبل أن نتعمق في تفاصيل هذا الموضوع، يجدر بنا أن نلاحظ أن الكتب السماوية تختلف في التشريعات المرتبطة بزمن كل منها، والأسلوب العلمي الذي تم اتباعه، بالإضافة إلى اللغة المستخدمة في كل كتاب. ورغم هذه الاختلافات، تبقى المبادئ الأساسية المتعلقة بالعبودية واحدة ولا تتغير.
تتمثل الكتب السماوية في القرآن الكريم الذي أُنزل على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، والزبور الذي وُهب لسيدنا داود، وكتاب التوراة الذي أُنزل على سيدنا موسى، والإنجيل الذي أُعطي لسيدنا عيسى، وكذلك صحف سيدنا إبراهيم التي ذُكرت بشكل صريح في القرآن.
أهمية الإيمان بالكتب السماوية
- الإيمان بالكتب السماوية يُعتبر ركناً أساسياً لا يكتمل الإيمان إلا بالتصديق برسالة الأنبياء والكتب التي أُنزلت معهم.
- تُعد الكتب السماوية دليلاً قوياً على وحدة الرسالات السماوية التي أرسلها الله، وقد اختتمت بالإسلام الذي يجمع في أحكامه كل ما جاء في الكتب السابقة.
- الإيمان بها يتضمن الإيمان بالدين الإسلامي والقرآن، وهو دليل على صدق القرآن في كل آياته ومعجزاته.
- الإيمان يُعبر عن صدق النفس وتصفيتها من الشوائب والشحنات السلبية، بما في ذلك التعصب الديني.
- تشكل هذه الكتب ميراثاً مشتركاً منذ بداية الخلق، حيث تتشابه مبادئها وأهدافها.
ترتيب الكتب السماوية
- يختلف ترتيب الكتب السماوية وفقاً لتاريخ بعثة كل نبي، ولا يوجد ترتيب دقيق سوى ما ورد في القرآن أو الكتب المقدسة الأخرى.
- يُرجح أن الترتيب يبدأ بصحف إبراهيم، ثم الزبور، والتوراة، ثم الإنجيل، وأخيراً القرآن الذي يُعد المعجزة الخالدة حتى قيام الساعة. تجدر الإشارة إلى أن جميع الكتب أُنزلت في شهر رمضان، مع اختلاف في تحديد اليوم.
نقاط الالتقاء بين الكتب السماوية
تعرضت الكتب السماوية لتغييرات وتحريفات عبر العصور باستثناء القرآن الذي وُقِيَ من التحريف لكونه المعجزة النهائية. وتتفق هذه الكتب في ما يلي:
- مصدر تشريعاتها هو الله الواحد الأحد.
- تهدف جميعها إلى تعزيز الإيمان بالله وتطبيق شرائعه في الحياة اليومية.
- تتضمن أركان العقيدة التي تُركز على الإيمان بالله واليوم الآخر.
- تؤكد على مبادئ كونية تشمل العدل، الرحمة والمساواة بين البشر.
- تشجع جميعها على تحقيق مكارم الأخلاق وسمو النفس.
لغات الكتب السماوية
كما أشرنا سابقاً، تختلف الكتب السماوية حسب لغة الشعوب التي أُرسلت إليهم. حيث كانت التوراة مكتوبة باللغة العبرية.
في حين أُنزل الإنجيل باللغة السريانية، وقد قيل أنه كان أيضاً باللغة القبطية. أما الزبور، فيُعتقد أنه كان سرياني عبراني، بينما جاء القرآن باللغة العربية الفصحى، نظراً لأن القوم الذين أُنزل فيهم كانوا من أهل الفصاحة والبلاغة.
قصة نزول القرآن
ذكر ابن كثير أن القرآن نزل على النبي محمد خلال 24 ليلة من شهر رمضان، وكانت أول آية نزلت عليه هي (اقرأ باسم ربك الذي خلق) أثناء تواجده في الغار حيث كان يتعبد.
بدأ جبريل -عليه السلام- بتسليم الآيات للرسول مُقسمة بحسب الأحداث والمواقف حتى تمت آخر آية في حجة الوداع.
قصة نزول التوراة
ظهرت إشارة لوجود التوراة أو صحف موسى في عدة مواضع في القرآن، بدءاً من صيام موسى وصولاً إلى شق البحر وغرق فرعون.
حيث أوحى الله إلى موسى بالصيام ليذهب للقاء ربه، وغاب عن قومه تاركًا أخاه هارون ليوجههم، إلا أنهم خالفوه مما دعا الله إلى إنزال التوراة كهدى ونور يوجههم.
قصة نزول الإنجيل
أُنزل الإنجيل على سيدنا عيسى، ولكن لم تُروَ عن تفاصيل النزول. يُعتبر الإنجيل من الكتب السماوية الأكثر عرضة للتحريف بمرور الزمن، حيث تباينت مذاهب وعقائد أتباعه وفق الزمان والمكان.