تحليل نص شوبنهاور حول مفهوم الهوية الإنسانية

يتناول تحليل نص الفيلسوف آرثر شوبنهاور مفهوم هوية الشخص، ويتساءل عمّا إذا كانت هذه الهوية تعتمد على مادته الجسدية، أو صورة جسده، أو شيئًا آخر تمامًا. لطالما كانت الهوية موضوع اهتمام في الفلسفة، إلى جانب العلاقة مع الآخر والتحديات المرتبطة بهما، ونرغب دائمًا في استكشاف هذه القضايا.

من هو آرثر شوبنهاور؟

  • آرثر شوبنهاور (22 فبراير 1788 – 21 سبتمبر 1860) هو فيلسوف ألماني معروف بعمله “العالم بوصفه إرادة وتمثلاً”، الذي صدر عام 1818 وتم توسيعه في عام 1844.
    • يشدد هذا العمل على أن العالم هو نتاج لإرادة ميتافيزيقية عمياء لا تشبع.
  • بناءً على أفكار إيمانويل كانط المثالية، وضع شوبنهاور نظامًا ميتافيزيقيًا وأخلاقيًا علمانيًا يناقض الأفكار السائدة في الفلسفة الألمانية آنذاك.
  • يُعتبر شوبنهاور من الرواد في الفلسفة الغربية الذين تفاعلوا مع الفلسفات الشرقية، حيث تناول مفاهيم مثل الزهد وإنكار الذات وعالم الظواهر.
    • تُعتبر أعماله تجسيدًا للتشاؤم الفلسفي.
  • على الرغم من قلة الاهتمام بأعماله خلال حياته، إلا أن تأثيره تجلى بعد وفاته في عدة مجالات منها الفلسفة والأدب والعلوم، وتأثرت كتاباته بمجالات مثل الجماليات والأخلاق وعلم النفس.
  • أثر شوبنهاور في مجموعة من المفكرين والفنانين، بما في ذلك:
    • فلاسفة مثل فريدريك نيتشه ولودفيج فيتجنشتاين.
    • علماء مثل إروين شرودنجر وألبرت أينشتاين.
    • أخصائيون نفسيون مثل سيغموند فرويد وكارل يونغ.
    • كتّاب مثل ليو تولستوي وهيرمان ملڤيل وتوماس مان وجورج برنارد شو وخواكين بارديس وجون باتريك وصمويل بيكيت.
    • الموسيقي ريتشارد فاغنر لديه تأثير واضح من فكر شوبنهاور.

حياته العائلية

وُلد آرثر شوبنهاور في دانزغ عام 1788، وكان والده تاجرًا معروفًا يمتاز بمهاراته واستقلاليته وحبه للحرية.

قرر والده مغادرة دانزغ عام 1793 بعد أن فقد البولنديون حريتهم في المدينة.

توفي والده في عام 1805 منتحرًا بينما توفيت جدته نتيجة الجنون، وكانت والدته غير راضية عن حياتها الزوجية.

أثرت التوترات بين شوبنهاور ووالدته على نفسيته، مما جعله يحتقر النساء طوال حياته.

تحليل نص شوبنهاور حول هوية الشخص

إطار النص

يأتي هذا النص من كتاب “العالم بوصفه إرادة وتمثلاً” للفيلسوف آرثر شوبنهاور، حيث يطرح فيه فكرة أن الشخص يُعتبر إرادة للحياة يحكمها الشقاء والعذاب.

يشير شوبنهاور إلى أن الإنسان ليس خاضعًا لقوانين معينة، بل تمثل إرادة عبثية تتجاوز طاقاته وتظهر في رغباته.

الإشكالية

ما هي الأسس التي تقوم عليها الهوية الشخصية؟ هل تتعلق بمادة الجسم، أو بصورة الجسم، أم تتمحور حول عناصر أخرى؟

المفاهيم

الإرادة: تُعتبر الإرادة سمة فلسفية رئيسية في فكر شوبنهاور، وهي ما يميز الشخص وأهوائه. إذ يُقال أن “هذا الشخص لديه إرادة قوية”، وترتبط هذه الإرادة، وفقًا لشوبنهاور، بإرادة الحياة، التي تُعتبر reality الوحيدة الحقيقية.

العلاقة بالخارج: تشير إلى الروابط المحتملة بين الأنا والعالم الخارجي (مثل الآخر، المجتمع، والثقافة). وهي تأخذ أشكالًا متعددة، سواء كانت منسجمة أو متعارضة.

الأطروحة

ينتقد شوبنهاور ارتباط الهوية بالشعور، مقتنعًا بأن الهوية تحددها الإرادة، بينما يمكن أن يتغير الشعور عبر الزمن. الإرادة، على العكس، تبقى ثابتة، مما يشير إلى أن الأفراد يتصرفون دائما وفق هويتهم الجوهرية.

الأفكار الأساسية

  • لا تستند الهوية الشخصية إلى مادة الجسم، لأنها قابلة للتغيير خلال سنوات قليلة.
  • لا تتوقف الهوية على صورة الجسم، لأن الجسد نفسه قد يتغير بشكل كبير.
  • العنصر الثابت الذي يدعم الذات هو جوهر بقائنا، وهذا ليس مرتبطًا بالزمان.
  • الهوية الشخصية ليست رهنًا بالشعور، إذ لا يمكن فقط الاعتماد على مشاعرنا لفهم هويتنا.
  • الإرادة هي العنصر الرئيسي للهوية، إذ تبقى ثابتة ومعروفة لنفسها.
  • الإرادة تُحدد بالقدرة على الرغبة أو عدم الرغبة.

الحجج

  • طرح أسئلة وإجابات مرتبطة بالنص، مثل: “ما هي الأسس التي تستند إليها هوية الشخص؟”.
  • توظيف أمثلة من الحياة الإنسانية: مثل الشيخوخة والهرم ومستويات الطفولة والشباب.
  • النفى: “هذه الذات ليست إلا…”.
  • استخدام بنى مفاهيمية مثل الشعور، الإرادة، والهوية.

الاستنتاج

يعتبر شوبنهاور أن الإرادة عنصر مركزي وأساسي للوجود البشري، إذ تعطي الأولوية على العقل، الذي يُستند عليه فقط لخدمة الإرادة.

قيمة النص

تتجلى قيمة النص في تفكيك السرد السابق القائل بأن العقل هو جوهر الهوية الإنسانية، مقدماً الإرادة كجوهر ثابت للذات. يتوافق هذا المفهوم مع بعض الوقائع والظواهر التي يعيشها الأفراد اليوم.

إن إرادة الأفراد أو الجماعات تبرر أفعالهم، كما أن إرادة الهيمنة الاقتصادية تفسر ممارسات الاستعمار وغيرها من السلوكيات البشرية.

خلاصة تحليل نص آرثر شوبنهاور

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *