استكشاف الذات
يجب على الإنسان أن يعود إلى نفسه ويضع نصب عينيه هدف اكتشاف الذات، مما يساعده على فهم الحياة بشكل أوضح ويسهم في تعزيز التزامه تجاه نفسه وتجاه الآخرين. ومع ذلك، فإن مسألة التعرف على الذات ليست باليسيرة، نظرًا لتعقيد التركيبة البشرية واختلاف الأفكار والمشاعر. هناك عاملان رئيسيان يؤثران على حياة الفرد، وهما العقل والعاطفة، إلى جانب تأثير بعض الظروف المحيطة التي قد تؤدي إلى ابتعاد الشخص عن هويته. إذ ينبغي على الفرد أن يسعى لتحديد هويته بعيدًا عن الانتماءات الاجتماعية أو السياقات المحيطة به. من الضروري أن يكون في حالة صفاء ذهني ويتعامل بشفافية مع نفسه ومع التحديات التي يواجهها.
أهمية التعرف على الذات
يتضمن فهم الذات العديد من الفوائد، من أبرزها:
- يساعد التعرف على الذات الشخص في معرفة حدود قدراته وإمكاناته.
- يمكنه من وضع خطط لحياته وفهم ما يمكنه تحقيقه.
- يمكنه من التصرف بشكل سليم في المواقف المتنوعة.
- يجعله يدرك قيمته أمام نفسه وأمام الآخرين.
- يساعده في إصلاح حياته وتغيير الجوانب السلبية فيها.
- يمكنه من توفير الاحتياجات النفسية والعقلية والروحية لنفسه.
- يمكّنه من قبول الآخرين بعد قدرته على قبول ذاته، حيث أن التواصل مع الآخرين يتطلب أولاً فهم الذات بشكل جيد.
طرق التعرف على الذات
يمكن للفرد استكشاف ذاته من خلال اتباع الخطوات التالية:
- يجب أن يحب الإنسان نفسه أولاً، حيث إن حب الذات يمكّنه من تحسين أدائه والتخلص من السلبيات وتعزيز الإيجابيات. فالحب يعني الاحترام، الأمر الذي يساعده على تحديد قيمته ويجعله يحترم نفسه.
- على الفرد أن يتجنب التنظير المفرط من الآخرين، إذ قد يؤدي ذلك إلى تجاهل رغباته الشخصية والسعي لتحقيق ما يريده الآخرون. من الضروري أن يعرف الفرد نفسه أولاً ويتقبل واقعها قبل النظر إلى آراء الآخرين.
- يجب أن يثق الشخص بنفسه لكي يبدع وينطلق في الحياة بطريقة إيجابية وواعية ليتحقق أهدافه.
- يجب عليه مواجهة التحديات وعدم الخوف من المسؤوليات، لأن الخوف قد يمنعه من التجارب التي تساعده في تحديد هويته الفكرية والعاطفية.
- تحصيل المعرفة والثقافة في مختلف مجالات الحياة يعزز رؤية الفرد للأمور بشكل صحيح.
يساعد التعرف على الذات الإنسان في فهم الحقائق المحيطة به وحقيقة الحياة، حتى وإن كانت الحقائق خفية، فهي تبدأ بالخطوة الأولى نحو استكشاف الذات.
