تعتبر آية “وما توفيقي إلا بالله” من الآيات التي تثير اهتمام العديد من المسلمين، حيث إن كل كلمة في القرآن الكريم تحمل معانٍ عميقة، وكل حرف يُظهر إعجاز النص. فعندما تحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يكن ذلك من هوى النفس، بل كان وحيًا إلهيًا.
تفسير آية وما توفيقي إلا بالله
هذه الآية الكريمة صدرت من نبي الله شعيب إلى قومه، حيث:
- دعوا نبي الله شعيب قومه إلى ترك عبادة الأصنام والتوجه لعبادة الله سبحانه وتعالى، الإله الواحد الذي لا شريك له.
- حثهم شعيب على عدم إفساد أموالهم والسعي وراء الرزق الحلال.
- أكد لهم أن ما يقوله ليس من عنده، بل هو رسائل من الله سبحانه وتعالى، الذي يسعى لإصلاحهم ويود لهم الخير.
- شدد نبي الله شعيب على أنه لا يهدف إلا للإصلاح في مجتمعهم.
- لذلك اختتم كلماته بقوله “وما توفيقي إلا بالله”، مما يعني أنه إذا أصاب الحق في مسعاه للإصلاح، فهو بفضل من الله وحده الذي يوفر له العون في هذا الأمر.
آية وما توفيقي إلا بالله: دعوة للإصلاح
تتضمن هذه الآية معاني عميقة تتعلق بالخطاب الإصلاحي، حيث:
- قدم نبي الله شعيب نصائحهم بالموعظة الحسنة.
- ذَكرهم بنعم الله عليهم.
- حثهم على البحث عن الرزق من مصادر حلال ورفض الرشوة وغلاء الأسعار.
- أكد على أن الله وحده هو القادر على إنجاح جهود الإصلاح.
- برز في الآية كمالية التوحيد التي دعا إليها نبي الله شعيب وأراد أن ينشرها بين قومه.
- تشير الآية إلى أن الرزق يأتي من عند الله وحده، وأن التوفيق لن يتحقق إلا بصفة رضا الله.
ما هي الأهمية البارزة لآية وما توفيقي إلا بالله؟
تحتوي كل آية في القرآن الكريم على دلالات هامة، حيث تتجلى الأهمية الخاصة لهذه الآية عبر النقاط التالية:
- تروي لنا قصة من قصص الأنبياء مع أقوامهم، حيث أوضحها نبي الله شعيب الذي دعا قومه لعبادة الله والابتعاد عن المعاصي.
- تحمل الآية معنى عميقًا، حيث تشير إلى أن كل شيء بيد الله، وأن التوفيق يعتمد على إرادته.
- توضح مدى رضا نبي الله شعيب عن مجهوداته، إذ أنه يسعى لنشر الرسالة ويترك نتائجها لله، لأنه هو صاحب الأمر.
- يمكن أن تتردد هذه الآية في كل وقت، فهي دعاء لله من أجل التوفيق الذي بيده وحده، ونعلم أننا لا نحظى بشيء من ذلك إلا بنعمته.
فضل قول “وما توفيقي إلا بالله” و”عليه توكلت وإليه أنيب”
الله سبحانه وتعالى واسع المغفرة وسريع الاستجابة للدعاء، ولا شيء أفضل من الدعاء عبر آيات القرآن الكريم. يظهر فضل الدعاء بهذه الآية من خلال ما يلي:
- يحب الله العبد المخلص الذي يدرك أن التوفيق لا يتوقف على قوة الإنسان، بل على مشيئة الله الذي يسير الأمور للعبد الصالح.
- تحمل الآية معنى بلاغيًا قويًا، إذ تعترف بأن التوفيق هو فضل من الله، مما يجعلها دليلًا لكل من يسعى نحو النجاح.
- تشجع الآية التوكل على الله وليس التواكل، حيث يتعين على الإنسان القيام بواجبه وترك نتائج النجاح لله.
- يستجيب الله لعباده الصالحين الذين يدعونه بهذه الآية وكافة آيات القرآن الكريم.
آية وما توفيقي إلا بالله تدعو للرزق الحلال
يؤكد الكثير من المفسرين العظماء أن هذه الآية تشمل رسائل هامة للناس من خلال نبي الله شعيب، تلخصها النقاط التالية:
- الدعوة للبحث عن الرزق الحلال وترك المحرمات، إذ أن قوم شعيب لم يكونوا يزنون الدراهم بشكل عادل.
- تحذر من إلحاق الأذى بمصالح الناس.
- الرزق الطيب يتضمن الخير والبركة.
- الفساد يضر بالنفس والمال.
- أوضح نبي الله شعيب لقومه أهمية الأعمال الصالحة التي يقوم بها سرًا وعلانية.
- تدعو الآية لإصلاح العلاقات والمعاملات والعقائد.
- حث شعيب قومه على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث كان يعبر عن رغبته في إرضاء الله وحده.
آية وما توفيقي إلا بالله دعوة من نبي صالح
الله سبحانه وتعالى لا يرسل إلا المصلحين الذين يبتغون رضاه، ومن هنا يتضح تميز سيدنا شعيب بالتالي:
- شخصية إصلاحية حتى مع الأعداء.
- يستعمل الحكمة في الدعوة والتوجيه.
- له علاقة جيدة مع مجتمعه.
- يتمتع بلطف وخلق حسن.
- نبي يمتلك منهجًا واضحًا وأدلة قوية.
- يسعى وراء الرزق الحلال ويبتعد عن الحرام ويضبط نفسه بعيدا عن الشبهات.
- لم يكن شعيب مجرد نبي بل كان ذا رؤية ثاقبة يعرف كيف يرشد قومه نحو طريق الإصلاح.
- كان صادق الدعوة وقدوة حسنة، فما يفعله في السر ينقله علانية.
- كان نبيًا ذو عقيدة صادقة، يعرف كيف يرضي الله لأنه يتوكل عليه في مختلف جوانب حياته.