احترام المعلم: واجب ديني
يعتبر العلماء ورثة الأنبياء من حيث حملهم للعلم والدعوة إلى الحق، حيث يقومون بتوجيه الناس نحو خيري دنياهم وآخرتهم. وقد أكد النبي -صلى الله عليه وسلم- على أهمية احترام المعلم ووجوب تقدير مكانته بين طلابه، حيث قال: (ليس منا من لم يُجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه). هذه العبارة تُشير بوضوح إلى ضرورة إظهار الاحترام للمعلم والتأدب في حضرته، بالإضافة إلى الرغبة الصادقة في الاستفادة من معرفته. وقد جسد الصحابة -رضي الله عنهم- هذه القيم بشكل مثالي، حيث أظهروا احتراماً متناهياً لمعلمهم النبي -صلى الله عليه وسلم-، حتى توصف حالتهم كما قال عمر رضي الله عنه، “كأن على رؤوسهم الطير”. وقد استمر ذلك السلوك الكريم معهم حتى بعد وفاة النبي.
مسؤوليات طالب العلم تجاه معلمه
يجب أن يتحلى طالب العلم بعدد من القيم والأخلاق في تعامله مع معلمه، ومنها ما يلي:
- تحقيق حسن التعامل وإظهار التقدير له.
- الإكثار من الدعاء له باستمرار.
- جعل المعلم قدوة في الأخلاق الرفيعة التي يظهرها.
- الدفاع عنه في غيابه والامتناع عن غيبته.
- الحرص على التعلم والاستفادة منه بقدر الإمكان.
- معرفة أنه إنسان قد يخطئ، وفي حال ظهور خطأ منه، يجب على الطالب القيام بما يلي:
- تجنب تكرار الخطأ.
- ستر خطأ المعلم وعدم الإفصاح عنه للآخرين.
- تقديم العذر له بشأن ما بدر منه.
- تقديم النصيحة له إذا جاز ذلك، مع مراعاة الفروق في العمر والمقام.
حكم قيام الطالب لمعلمه
يوضح العلماء أنه لا يوجد مانع من اعتلاء الطالب للقيام عند دخول معلمه لإظهار الاحترام والتقدير، بل إن بعض أهل العلم يرون أن ذلك مستحب إذا جاء في سياق البر والإكرام للمعلم. لذلك، لا حرج على الطلاب من القيام عند حضور معلميهم.