التشابهات في النداء
تحتوي سورة البقرة على نداءات موجهة إلى المؤمنين بصيغة: “يا أيها الذين آمنوا”، وهي صيغة تميز السور المدنية، بما في ذلك سورة البقرة. وقد لاحظ التابعي الجليل ميمون بن مهران أن كل خطاب في القرآن بصيغة “يا أيها الذين آمنوا” هو مدني نزل بعد الهجرة. يتضح من هذه الصيغة الفئة المخاطبة، وهم المؤمنون. فيما يلي بعض الآيات التي استخدمت هذه الصيغة، مرتبة وفق ترتيبها في السورة:
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظرنا).
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ).
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ).
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى).
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ).
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَافَّةً).
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم).
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأَذَى).
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ).
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا).
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ).
كما نادت سورة البقرة بني إسرائيل ثلاث مرات، في سياق تذكيرهم بالنعم التي أنعم الله بها عليهم. يُظهر هذا النداء دعماً للإقرار بنبوة أنبيائهم السابقين وأتباعهم المؤمنين. الآيات الثلاث التي تحتوي على هذا الخطاب تتشابه في الجزء الأول، وستعرض فيما يلي:
- (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ).
- (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ).
- (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ).
كما وجهت سورة البقرة نداءً للناس مرتين كذلك، والتي سيتم توضيحها فيما يلي:
- (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ).
- (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا).
التشابهات في الإجابة عن الأسئلة
كان الصحابة والأعراب يطرحون على النبي الكريم العديد من الأسئلة المتعلقة بدينهم ودنياهم. وقد وثقت سورة البقرة بعضًا من هذه الأسئلة، ومن الجدير بالذكر أن التعبير عن هذه الأسئلة ورد سبع مرات في السورة، حيث كانت ثلاث منها بصيغة “ويسألونك” وأربع بصيغة “يسألونك” بدون حرف العطف. من المحتمل أن الأسئلة المتعلقة بقضايا متفرقة لم تتطلب العطف، بينما الأسئلة التي تناولت قضايا مشتركة في وقت واحد جاءت مع حرف العطف، كما هو موضح أدناه:
- (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ).
- (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ).
- (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ).
- (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ.. وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ).
- (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى).
- (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ).
التشابهات في خواتيم الآيات
ذكرت سورة البقرة تحذيرات للناس بأن الله مراقب لأعمالهم، وأن إمهال الله لهم لا يعني استمرارهم في ظلمهم؛ فالله يُمهِل ولا يُهمل، فهو -عز وجل- ليس غافلاً عما يفعلون. وتكرر التحذير من البغي خمس مرات، حيث يُظهر ذلك أن الله ليس غافلاً عما يحدث من ظلم أو عبادة لغيره. هذه التحذيرات تشكل وعيداً شديداً لمن يصرّون على الانتكاس، كما سيتم توضيحه في الآيات المتشابهة التالية:
- (وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).
- (وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).
- (وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).
- (وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).
- (وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ).
كما أكدت سورة البقرة أن المؤمنين في الجنة ليس لديهم خوف أو حزن، حيث أن الفرق بين الخوف والحزن يكمن في أن الخوف هو توقع للشَّر في المستقبل، بينما الحزن هو خشية فقدان شيء ترغب فيه. كلاهما منفيان في الجنة كما سيتم توضيحه في الآيات المتشابهة التالية:
- (فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ).
- (فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ).
- (فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ).
- (لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ).
- (فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ).
- (لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ).
وتخبر سورة البقرة في آيات متشابهة أن دار الدنيا فانية، بينما الدار الأبدية التي لا يموت فيها أحد هي الآخرة، حيث يكون الإنسان إما في عذاب دائم عن نار جهنم أو في نعيم دائم في الجنة. سيتم بيان تلك الآيات المتشابهة على النحو التالي:
- (وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).
- (أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).
- (فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).
- (أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).
- (وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).
- (أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).
- (فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).