الإهمال العاطفي خلال فترة الطفولة المبكرة

الإهمال العاطفي خلال مرحلة الطفولة

الإهمال العاطفي في مرحلة الطفولة (بالإنجليزية: Childhood Emotional Neglect) يشير إلى عدم استجابة الأهل لاحتياجات أطفالهم العاطفية بالشكل الصحيح. بمعنى آخر، يعتبر إغفال الأهل لمشاعر أطفالهم وتجاهلها على أنها غير ذات قيمة، أو غير صحيحة، أو مُبالغ فيها، أو أقل أهمية مقارنة بمسائل أخرى.

يمكن أن يكون تجاهل مشاعر الطفل مقصودًا أو ناتجًا عن ضعف انتباه الأهل لاحتياجات الطفل العاطفية، أو نقص المعرفة حول كيفية التعامل معها. ويُلاحظ أن الإهمال العاطفي لا يعني بالضرورة انعدام تقديم الرعاية، بل يكفي فيه عدم توفير الدعم النفسي.

أسباب الإهمال العاطفي خلال مرحلة الطفولة

تتنوع أسباب الإهمال العاطفي؛ ومن أبرزها:

  • تعرض الوالدين للإهمال العاطفي من قبل آبائهم في طفولتهم، مما يؤثر على قدرتهم على التعاطي مع عواطف أطفالهم.
  • مرور الأهل بظروف قاسية مثل المرض، أو وفاة أحد المقربين، أو الطلاق، أو فقدان فرصة العمل.

أمثلة على الإهمال العاطفي خلال مرحلة الطفولة

يمكن توضيح الإهمال العاطفي من خلال عدة أمثلة، مثل: تجاهل أحد الوالدين أو كليهما لمشاعر حزن الطفل عند انتقال صديقه إلى مدرسة أخرى؛ حيث يُنظر إلى هذه المشاعر على أنها تافهة بدلاً من الاستماع إليها ودعم الطفل في التأقلم. كما قد يبدأ الطفل في الاعتقاد بأن احتياجاته العاطفية غير هامة، مما يجعله يتوقف عن طلب الدعم.

ومن الجمل الشائعة التي قد تصدر عن الآباء وتُظهر الإهمال العاطفي: “أنت لا تشعر بالحزن حقًا”، أو “الأمر ليس بهذا السوء، فلا داعي للانزعاج”، أو “توقف عن الدراما”.

علامات الإهمال العاطفي خلال مرحلة الطفولة

يمكن التعرف على علامات الإهمال العاطفي من خلال الأعراض التالية:

  • الخوف من الاعتماد على الآخرين، ورفض طلب المساعدة منهم.
  • الصعوبة في التعرف على نقاط القوة والضعف، أو تحديد ما يحبه الشخص أو يكرهه، أو وضع أهداف حياته.
  • نقص التعاطف مع الذات، وظهور القسوة على النفس، وتدني احترام الذات.
  • الشعور بالذنب المستمر، أو لوم الذات، أو الخجل عند الحديث عن الاحتياجات أو المشاعر الشخصية.
  • الشعور بعدم القدرة على التحكم بالمشاعر أو التعبير عنها.
  • الارتباك بسهولة والاستسلام سريعًا للضغوط.
  • الإحساس بالحساسية تجاه الرفض من الآخرين.
  • الشعور بوجود عيب شخصي دون القدرة على تحديده بدقة.

آثار الإهمال العاطفي في مراحل عمرية مختلفة

ينتج عن الإهمال العاطفي آثار متعددة، وفيما يلي توضيح آثارها في كل مرحلة عمرية:

آثار الإهمال العاطفي على الأطفال في مرحلة الطفولة

تشمل الآثار المترتبة على الإهمال في مرحلة الطفولة: ظهور أعراض الاكتئاب، الشعور بالقلق، اللامبالاة، فرط النشاط، العدوانية، تأخر في النمو، انخفاض احترام الذات، والابتعاد عن الأصدقاء أو الأنشطة الاجتماعية، بالإضافة إلى الابتعاد عن التواصل العاطفي.

آثار الإهمال العاطفي على المراهقين

يمكن أن يؤدي الإهمال العاطفي في الطفولة إلى اضطرابات نفسية في مرحلة المراهقة تتجلى في شكل الاكتئاب، اضطراب ثنائي القطب، اضطراب القلق والرهاب، واضطراب ما بعد الصدمة. كما تزداد احتمالية تدني المستوى الدراسي، وتعاطي المخدرات، ومحاولات الانتحار.

آثار الإهمال العاطفي على البالغين

تصاحب البالغين الذين عانوا من الإهمال العاطفي في طفولتهم آثارا مثل اضطراب ما بعد الصدمة، والاكتئاب، وزيادة احتمالية التعرض لاضطرابات الأكل، الابتعاد عن العلاقات الحميمية، الإحساس بالعيوب الشخصية، الشعور بالذنب، الفراغ، الغضب المفاجئ، وممارسة سلوكيات عدوانية، وصعوبة في الثقة بالآخرين.

كيفية التعامل مع الإهمال العاطفي في مرحلة الطفولة

يمكن التعامل مع الإهمال العاطفي في مرحلة الطفولة من خلال:

  • تعلم التعرف على المشاعر:

ينبغي للفرد أن يتعلم كيف يتعرف على مشاعره من خلال التفكير في سلوكه بشكل مدروس، مثل: الأماكن التي يذهب إليها، والأشخاص الذين يقضي معهم الوقت، وما يعتمده من غذاء؛ إذ إن القرارات المتعلقة بهذه الأمور تُتخذ بناءً على المشاعر، مما يساعد الشخص على فهم موقفه تجاه نفسه، والآخرين، والعالم من حوله.

  • تحديد الاحتياجات وطبيعة الطلب من الآخرين:

يجب على الشخص أن يُدرك أنه يُستحق تلبية احتياجاته مثل الآخرين؛ ويمكنه التدرب على ذلك مثلًا أن يطلب العناق من صديق مقرب عند الشعور بالحزن، أو يطلب لحظات من الهدوء بعد العودة من عملٍ شاق.

  • البحث عن معالج نفسي:

يساعد المعالج الأفراد في التعرف على مشاعرهم، كيفية طلب ما يحتاجونه، تعزيز ثقتهم بالآخرين، تعزيز احترام الذات، والتعامل مع الرفض وآثاره.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *