تعريف مبسط للموارد البشرية

لا يخفى على أحد أن إدارة الموارد البشرية تُعتبر أحد الأعمدة الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها في أي شركة أو مؤسسة. فهي من أوائل الإدارات التي يتم إنشاؤها عند بدء تأسيس أي كيان تجاري أو تنظيمي.

من خلال هذه الإدارة، يتم اختيار الكوادر البشرية التي تتناسب مع احتياجات المنظمة، حيث تعمل على توظيف الأفراد في الوظائف الملائمة دون أي اعتبارات غير موضوعية.

تاريخ نشأة وظيفة الموارد البشرية

تأسست وظيفة الموارد البشرية في بداية القرن العشرين، حيث قام الباحثون بتطوير نظريات إدارة الموارد البشرية وأكدوا على الحاجة الماسة لوجود إدارة مخصصة لذلك. بدأ هذا الأمر تزامناً مع التحولات الكبيرة في تركيب القوى العاملة والسياسات العامة للمنظمات.

وكان لابد من وجود إدارة تعنى بتنظيم العلاقات بين الموظفين ورؤسائهم، بالإضافة إلى وضع القوانين التي تنظم حركة العمل داخل المؤسسة. كما أن إدارة الموارد البشرية تكون هي المرجع الأساسي في حالات النزاع بين الموظفين، حيث تقوم بفصل الأمور من خلال التقييم العادل وتطبيق المكافآت والعقوبات بالتعاون مع رؤساء العمل.

في منتصف القرن العشرين، أُسست الجمعية الأولى لمحترفي الموارد البشرية، والتي ساعدت في نشر الوعي بأهمية هذه الوظيفة.

مع اقتراب القرن الواحد والعشرين، برزت مصطلحات جديدة في هذا المجال، مثل إدارة القوى العاملة، وإدارة المنظمات، وإدارة المواهب، وإدارة شؤون الموظفين.

وأصبحت أدوار إدارة الموارد البشرية محط اهتمام في الإعلام، حيث تم تجسيدها في العديد من الأعمال الدرامية والبرامج التلفزيونية، مثل المسرحية الإذاعية التي قدمت في بريطانيا والتي كانت بطلتها مديرة موارد بشرية.

تعريف الموارد البشرية بإيجاز

تُعرف الموارد البشرية بعدة تعريفات، منها:

  • هي المجموعة من الأفراد المسؤولة عن إدارة القوى العاملة في المنظمة، حيث تتولى اختيار الموظفين المناسبين وتوجيه مهاراتهم كي تتماشى مع احتياجات الوظائف.
    • ويمكن أن يُشار إليها أحياناً برأس المال البشري.
  • تشمل أيضاً إدارة كافة العمليات المرتبطة بالقوى العاملة، مثل التعيينات، والاستقالات، وتقييم الأداء، والمرتبات.
  • تُعتبر هذه الإدارة المسؤولة عن توفير الموارد البشرية اللازمة لتلبية احتياجات قوة العمل وكذلك الاستخدام الأمثل لقدرات الأفراد.
  • تعمل على تقديم المشورة والدعم للمديرين بخصوص تعيين الأفراد المناسبين وتقييم الأعمال المنجزة من قبل الموظفين.
  • تمثل واحدة من الوظائف الحيوية التي تساهم في استخدام وإدارة القوى البشرية بفاعلية وكفاءة.

أهمية الموارد البشرية في حياتنا

يمكن اعتبار قسم الموارد البشرية من أهم الأقسام داخل أي منظمة، حيث يكمن دوره في عدة جوانب، منها:

  • توفير أفضل المواهب للوظائف المتاحة.
    • من خلال البحث المستمر عن الأفراد الأكثر تأهيلاً.
  • دعم الإنتاجية وزيادة كفاءة العمل من خلال تطوير مؤهلات الموظفين.
  • توفير جميع الموارد التي تسهم في تحسين إنتاجية الموظفين.
    • من خلال تنظيم برامج تدريبية دورية.
  • تنظيم سير العمل داخل مختلف الوحدات بالمنظمة.
    • وخلق بيئة عمل تشجع التعاون بين جميع الإدارات والمستويات.
    • والوصول إلى تنسيق متكامل، دون إغفال أي دور يلعبه أي فرد، مهما كانت درجته.
  • تقديم تقارير دورية تُظهر أداء الموظفين ومدى تحقيقهم للأهداف، وضمان تقديم مكافآت أو عقوبات بناءً على تلك التقارير.

مواصفات موظفي إدارة الموارد البشرية

يجب أن يتمتع موظف الموارد البشرية بعدد من الخصائص التي تساعده في أداء مهامه بفاعلية، ومن هذه الخصائص:

  • مهارات التنظيم، حيث أن النجاح في إدارة الموارد البشرية يعتمد على القدرة على تنظيم الملفات وإجراءات العمل بكفاءة.
  • العدالة، والتي تعد ضرورية لحل النزاعات بشكل منصف وشفاف.
  • القدرة على تعدد المهام، مما يمكّن الموظف من إنجاز الكثير من الأعمال في وقت قصير.
  • مهارات التواصل، حيث يجب أن يمتلك القدرة على التواصل الفعّال مع العاملين لفهم احتياجاتهم وأفكارهم.
  • الثقة في اتخاذ القرارات، مما يعطي إدارة الموارد البشرية أهمية خاصة لدى الإدارة العليا.
  • القدرة على إدارة الأزمات وحل النزاعات، وهي من المهام الأساسية التي تقع على عاتق إدارة الموارد البشرية.

الفرق بين شؤون العاملين وإدارة الموارد البشرية

كما تم توضيحه، فإن تعريف إدارة الموارد البشرية يعتبر أكثر شمولاً، بينما تقتصر مهام شؤون العاملين على مراقبة الحضور، والأوقات، والمرتبات، مع الحفاظ على البيانات الخاصة بالموظفين.

بالتالي، شؤون العاملين تعكس جزءًا من عمل إدارة الموارد البشرية، و تُعتبر مجرد إدارة ضمن هذا الإطار وليس إدارة مستقلة بذاتها.

أهداف إدارة الموارد البشرية

تسعى إدارة الموارد البشرية في أي منظمة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف التي تهدف إلى رفع مستوى أداء العمل. ويمكن تلخيص أهدافها فيما يلي:

  • هدف التوظيف: حيث تهدف إلى جمع المعلومات حول الموظفين المحتملين لاختيار الأنسب منهم.
    • لكي تكتمل الهيكلة الوظيفية للمؤسسة وتُلبى احتياجاتها من القوى العاملة.
    • وتستخدم مجموعة متنوعة من الأدوات مثل الإنترنت والمعارض الوظيفية، ومن ثم إجراء المقابلات لاختيار الأنسب.
  • توفير الدعم للموظفين، بحيث تكون الإدارة مسئولة عن تنفيذ برامج دعم تساعد الموظفين سواء في مجالهم الوظيفي أو في حياتهم الشخصية.
  • تقوية العلاقات بين الموظفين، والعمل على تعزيز الالتزام بالقوانين واللوائح التي تضمن العدالة وتوزيع المهام بشكل متوازن.
    • بالإضافة إلى حل النزاعات التي قد تحدث داخل البيئة العمل.
  • التدريب والتطوير، حيث تهدف إلى تحديد الاحتياجات التدريبية للمؤسسة وتطوير قدرات الموظفين من خلال تنظيم الدورات التدريبية المناسبة.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *