تنوع الكواكب في نظامنا الشمسي وعدد أقمارها: كوكب المريخ
يعتبر كوكب المريخ موضوع دراسة مستمر من قبل العلماء عبر العصور، وذلك بفضل العديد من الاكتشافات التي تم إجراؤها على سطحه وأيضًا لكونه كوكبًا مهيأ لاستكشافه بواسطة المركبات الفضائية.
يحيط بكوكب المريخ قمران تم اكتشافهما في عام 1877 من قبل العالم أساف، وأطلق عليهما أسماء أبناء آلهة من الأساطير الإغريقية القديمة.
المركبات التي استكشفت أقمار كوكب المريخ
مركبة مارينر 9: التي استحوذت على الصور الأولى للقمرين.
مدار ڤايكينج: الذي استخدم في أواخر السبعينات وجمع معلومات شكلية وديناميكية عن القمرين.
المركبة فوبوس: أُطلقت في عام 1988 من قبل الاتحاد السوفييتي، وبلغت عمق 100 كم داخل القمرين.
مركبة مسح المريخ العالمية: قامت بمسح القمرين خلال الفترة من 1996 إلى 2006.
مركبة استطلاع كوكب المريخ: أجرت استطلاعات في عام 2005.
مركبة مارس إكسبريس: التي جمعت بيانات عن قمر فوبوس في عام 2003.
مركبة لاندرز و روڤر: مجموعة من المركبات التي زودتنا بمعلومات عن القمرين.
مسبار الأمل: الذي أُطلق من قبل الإمارات العربية المتحدة في عام 2020، ولا تزال نتائجه قيد الدراسة.
أقمار كوكب المريخ
القمر فوبوس
يعد أكبر أقمار كوكب المريخ، حيث يصل نصف قطره إلى 1 كم، أي حوالي 14 ميل.
يتميز بشروق من الغرب وغروب من الشرق، وهو نمط يختلف عن بقية الأقمار في المجموعة الشمسية.
تستغرق دورته الكاملة 4 ساعات فقط، مما يجعله يدور بسرعة تعادل ثلاثة أضعاف سرعة الكوكب نفسه.
تستمر دورة مداره حول الكوكب لمدة 7 ساعات و39 دقيقة.
تتقلص مسافة دورانه حول محور الكوكب بمعدل 8 سم سنويًا، مما قد يؤدي إلى اصدامه بسطح الكوكب بعد ملايين السنوات.
يبعد فوبوس حوالي 6 كم عن سطح الكوكب، مما يجعله قريبًا نسبيًا، لكن يصعب رصد حركته بسبب انحناءات كوكب المريخ.
نتيجة لتفكك عمليات المد والجزر، يظهر على سطحه حفر وأخاديد وفوهات.
السطح مغطى بغبار يصل لسمك حوالي متر واحد.
تتكون سطحه من كميات كبيرة من كربون الكوندريت، كما هو الحال مع معظم الكويكبات.
هناك اعتقاد بأنه كان جزءاً من حزام الكويكبات، إلا أن جاذبية كوكب المشتري حولته إلى قمر لكوكب المريخ.
توجد فوهة تُدعى ستيكني تغطي نحو 5 كم من سطحه.
القمر ديموس
يصل قطر هذا القمر إلى 4 كم.
يشرق ديموس من الشرق ويغرب من الغرب مثل بقية الأقمار في المجموعة الشمسية.
يدور مداره على ارتفاع حوالي 23,500 كم عن سطح المريخ، مما يجعله بعيدًا نسبيًا.
تكتمل دورته حول الكوكب كل 3 ساعات، مما يعني أنه يحتاج لأكثر من يوم ليكمل دورته، ويشرق ويغرب كل 1.26 يوم.
تصل درجة حرارته إلى -15 درجة مئوية.
يستمر في الابتعاد عن مداره الحالي، ومن المتوقع أن يخرج من جاذبية المريخ في المستقبل.
يتميز سطحه بشظايا صخرية نتيجة الاصطدامات مع النيازك والأجسام الفضائية الأخرى.
يحتوي ديموس على العديد من الفوهات البركانية، بما في ذلك فوهة سويفت التي تبلغ قطرها 9 كم، وقد سميت بهذا الاسم نسبةً كاتب فرنسي.
يبدو سطحه أملسًا، نظرًا لأن فوهاته ردمت بالحطام عبر الزمن.
تفاعل أقمار المريخ مع البيئة المحيطة
تتفاعل رياح الشمس مع قمر فوبوس، وهو ما يفتح المجال لعديد الدراسات المستقبلية حول هذه الظاهرة، حيث يخرج هذا القمر من نطاق الغلاف الجوي أو المغناطيسي.
تتكون الرياح الشمسية من شحنات سالبة خفيفة وموجبة ثقيلة، مما يجعل الشحنة النهائية للقمر متوازنة، على الرغم من أن الجزء المضيء منه يستقبل الأيونات الموجبة، بينما الجزء المظلم يكون خاليًا منها.
تعتبر هذه الظاهرة محل اهتمام الباحثين لأنها قد تؤدي إلى تلف المعدات الحساسة التي يستخدمها العلماء في الفضاء، ويرجح أن الأيونات السالبة تهرب إلى الجانب المظلم بسبب خفتها في الوزن الذري.
يتميز قمر ديموس بزاوية ميل شاذة تبلغ درجتين، حيث لا يتماشى مداره مع خط استواء الكوكب، ويستنتج العلماء أن هناك كوكباً آخر قد كان يدور حول المريخ قبل حوالي 3 مليارات عام، وكانت كتلته تعادل عشرين مرة كتلة فوبوس.
فقد اقترب هذا الكوكب من المريخ حتى حدث اصطدام، تاركًا وراءه حلقة من الغبار والغاز حوله، حيث سقط حوالي 80% منها في الفضاء.
حقائق إضافية عن كوكب المريخ
تعد حفرة ستيكني على سطح قمر فوبوس كبيرة بما يكفي لتحدث شرخًا في القمر يومًا ما، وقد استند العلماء إلى فحص الأخاديد والخطوط المؤدية للحفرة لإجراء هذا الافتراض.
سُميت الحفرة تيمناً بأنچيلينا ستيكني.
يدور فوبوس حول كوكب المريخ ثلاث مرات في اليوم الواحد.
تشكل صخور القمرين جزءًا من الأجسام الداكنة الموجودة في الفضاء الخارجي، حيث تحتوي بشكل عام على الكربون.
تعود تسميات فوبوس وديموس في الإغريقية القديمة إلى مفهوم الخوف والرعب، وهما اسما أبناء إله الحرب وفقًا للأساطير الإغريقية القديمة.
فرضية نشوء القمرين من قمر مفقود
اعتمد مقياس InSight للزلازل التابع لوكالة NASA على بيانات جيوفيزيائية تشير إلى وجود قمر كان يدور حول المريخ منذ 2.7 مليار سنة، والذي أدى انفجاره إلى تكوين القمرين.
كما يشير العلماء إلى فرضية تحطم فوبوس وخروجه عن مداره، مما أسفر عن خلق حلقات حول الكوكب أو تساقط أجزاء منه وانتشارها في الفضاء.