نماذج ملهمة في مواجهة العنصرية ضد السود
تُعَد التجارب والقصص التي عاشها الأفراد ذوو البشرة السوداء في ظل العنصرية من القصص الملهمة، حيث تمكن هؤلاء من تخطي تلك التحديات وتحقيق النجاح رغم الصعاب. نُسلط الضوء فيما يلي على أبرز هذه القصص:
روبي بريدجز
تُعتبر روبي بريدجز (بالإنجليزية: Ruby Bridges) ناشطة حقوقية منذ عام 1954، حيث كانت في السادسة من عمرها عند انضمامها إلى مدرسة ويليام فرانتز الابتدائية في ولاية لويزيانا كأول طالبة أمريكية من أصل أفريقي تُدمج في هذه المدرسة.
خلال تلك الفترة، كانت روبي تتناول الغداء بمفردها وتلعب مع معلمها في فترات الاستراحة، لكنها لم تُغيب عن أي يوم دراسي في ذلك العام. في عام 1999، أسست مؤسسة روبي بريدجز (بالإنجليزية: The Ruby Bridges Foundation) التي تهدف إلى تعزيز قيم التسامح وإحداث التغيير عبر التعليم. وفي عام 2000، تم تكريمها كنائبة فخرية في حفل أقيم في العاصمة واشنطن.
أوكتافيوس في كاتو
يُعتبر أوكتافيوس في كاتو (بالإنجليزية: Octavius V. Catto) أحد أبرز نشطاء حقوق الإنسان في فيلادلفيا خلال القرن التاسع عشر، حيث كرس حياته للنضال من أجل إلغاء العبودية وتحقيق الحقوق المدنية للجميع.
كان له دور بارز في تحقيق إلغاء الفصل العنصري وتعزيز حقوق الإنسان في فيلادلفيا، كما لعب دوراً مهماً في التصديق على التعديل الخامس عشر، الذي يحظر التمييز بموجب العرق. توفي أوكتافيوس في كاتو برصاصة قاتلة أمام منزله في ساوث ستريت عام 1871، في يومَ كان أول يوم يُسمح فيه للأمريكيين الأفارقة بالتصويت. تم تكريمه في عام 2017 بنصب تذكاري في قاعة مدينة فيلادلفيا اعترافًا بجهوده في الدفاع عن حقوق ذوي البشرة السوداء.
ماري فيلدز
تُعتبر ماري فيلدز (بالإنجليزية: Mary Fields) أول امرأة أمريكية من أصل أفريقي تعمل في الخدمة البريدية، حيث ولدت كعبدة ولكن أُفرج عنها عندما تم إلغاء العبودية في عام 1865، وكانت تبلغ حينها حوالي 63 عاماً. تم تعيين فيلدز كناقل بريد بفضل مهارتها في قيادة فريق من ستة خيول، حيث لم تفوت أي يوم في تسليم البريد.
أكتسبت فيلدز اللقب “ماري الناقلة” (بالإنجليزية: Stagecoach Mary)، حيث كانت تُسلّم البريد خلال فصل الشتاء وهي ترتدي أحذية الثلج وتحمل الأكياس على كتفيها بدلاً من استخدام الحنطور.
سوجورنر تروث
عانت الكاتبة الشهيرة وناشطة حقوق الإنسان سوجورنر تروث (بالإنجليزية: Sojourner Truth) من التمييز العنصري، حيث نجحت في الهروب من العبودية مع ابنتها الرضيعة في عام 1826، واستطاعت أيضًا استرجاع ابنها الذي بُعِد عنها بشكل غير قانوني عبر رفع دعوى قضائية، والتي انتصرت فيها عام 1851.
من أبرز إنجازاتها تأليف كتابها الشهير “ألست أنا امرأة؟” (بالإنجليزية: Ain’t I a Woman)، الذي يتناول مواضيع تتعلق بالتمييز العنصري والاجتماعي. كما تمكنت تروث من جمع الآلاف من التوقيعات لدعم قانون يمنح العبيد السابقين أراضٍ خاصة بهم عبر نضالها المتواصل.
باراك أوباما
شغل باراك أوباما (بالإنجليزية: Barack Obama) منصب الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية بعد الانتخابات التي أُجريت في عام 2008.
تدرج باراك أوباما في المناصب بفضل اجتهاده، حيث تم انتخابه لمجلس شيوخ إلينوي في عام 2004 ثم لمجلس الشيوخ الأمريكي في نفس العام، ليصبح لاحقًا رئيسًا لأحد أقوى دول العالم.
مفهوم العنصرية
تشير العنصرية (بالإنجليزية: Racism) إلى ممارسة التمييز أو التحيز ضد فرد أو مجموعة بسبب اختلاف العرق أو اللون، وتظهر هذه الممارسات في صيغة إهانات لفظية أو جسدية من قبل أشخاص أو مجموعات.
تاريخياً، بدأت العنصرية ضد ذوي البشرة السوداء (بالإنجليزية: Racism Against Blacks) في القرن الثامن عشر في أمريكا الشمالية وأوروبا، وعُززت من خلال نظام العبودية (بالإنجليزية: Slavery).
وقد ساهمت فكرة العبودية التي أرسى حدودها الشخصيات البيضاء في اعتبار الأشخاص من ذوي البشرة السوداء أقل شأناً.