تعتبر مشكلة مرض الصفراء من الشواغل الصحية الشائعة، لا سيما لدى الأطفال حديثي الولادة. حيث تزداد إصابة الذكور لهذه الحالة في الأسبوع الأول بعد الولادة.
تظهر الصفراء كاصفرار في جلد الطفل وبياض العينين، وتتنوع أنواعها؛ فبينما قد يكون بعضها مصدر قلق، فإن البعض الآخر لا يشكل خطراً يذكر.
أسباب إصابة الأطفال بالصفراء
- السبب الأساسي لظهور الصفراء لدى حديثي الولادة هو ارتفاع مستوى البيليروبين في الدم عن المعدل الطبيعي، مما يؤدي إلى تحلل كريات الدم الحمراء.
- بعد ذلك، يتواجد الهيموجلوبين حراً مما يزيد من احتمالية تفككه، ويتحول إلى مادتين: الهيم والجلوبين.
- يتحول الهيم إلى الحديد والبيليروبين، والذي ينتقل بعد ذلك إلى كبد الطفل.
- يتفاعل البيليروبين مع البروتينات لتكوين الصفراء التي تفرزها العصارة الصفراوية في الأمعاء.
- كما يتم امتصاصها وإعادتها إلى الدم، ويتم التخلص من كمية صغيرة من الصفراء عبر البراز.
أنواع الصفراء عند الأطفال
الصفراء المرضية
- تُعتبر الصفراء المرضية حالة حرجة ونادرة الحدوث، وبالتالي تشكل مشكلة صحية خطيرة.
- تشخص هذه الحالة عندما يصل مستوى البيليروبين في دم الطفل إلى أكثر من 25 مليجرام لكل ديسيلتر.
- عند ارتفاع هذا المعدل، تظهر أعراض تؤثر سلباً على النمو والتطور الذهني للطفل.
- تظهر علامات الإصابة في الـ 24 ساعة الأولى من الولادة، وتستمر في الارتفاع دون استجابة.
- تتطلب هذه الحالة دخول الطفل إلى الحضانة للتدخل الطبي العاجل.
الصفراء الفسيولوجية
- تعتبر الصفراء الفسيولوجية حالة طبيعية تحدث عادةً بعد الولادة بيوم أو اثنين.
- تُعد أكثر شيوعاً بين الجنسين، ولا تنطوي على مخاطر كبيرة.
- تبدأ هذه الحالة عندما يكون كبد الطفل غير قادر على معالجة البيليروبين بشكل كافٍ في المناسبات الأولى، ولكنها لا تستدعي القلق.
متى يجب القلق بشأن الصفراء الفسيولوجية؟
- على الرغم من أن الصفراء الفسيولوجية ليست خطراً، هناك حالات نادرة تتطلب تدخل طبي فوري، خاصة إذا تجاوز مستوى البيليروبين 16-18 مليجرام لكل ديسيلتر.
- يجب إدخال الطفل إلى المستشفى لتلقي العلاج في أسرع وقت، حيث تستلزم الحالة رعاية طبية دقيقة.
- قد يستوجب الأمر بقاء الطفل في الحضانة لمدة تتراوح بين يومين إلى ثلاثة أيام في حال ارتفعت المعدلات بشكل ملحوظ.
صفراء الرضاعة الطبيعية
- تنشأ نتيجة الرضاعة الطبيعية وتظهر عادةً في اليوم الخامس أو السادس بعد الولادة.
- تزداد حدة الأعراض بحلول اليوم الرابع عشر بعد الولادة، نتيجة ارتفاع نوعية الإنزيمات في حليب الأم.
- يمكن أن تستمر هذه الحالة لمدة شهر أو أكثر، دون وجود قلق حقيقي إذا تم التعرف عليها مبكرًا.
- قد يوصي الطبيب بإعطاء مكملات الحليب الصناعي كبديل لحليب الأم حتى يتعافى الطفل تماماً.
تحليل الصفراء عند الأطفال
الصفراء المرضية
تظهر عادة في الساعات الأولى بعد الولادة وتكون عند مستوى 17 مليجرام.
يجب متابعة حالة الطفل مع الطبيب وحجزه في الحضانة بمجرد تسجيل هذه المعدلات.
صفراء حليب الأم
تظهر بعد 5 إلى 7 أيام من ولادة الطفل، وتبدأ من 12 مليجرام إلى 20 مليجرام.
عند الوصول إلى 20 مليجرام، يجب اتخاذ الحذر حيث تعتبر بداية الخطورة.
في حالة الرضاعة الطبيعية
نسبة الصفراء بهذا النوع تكون حوالي 17 مليجرام، مما يتطلب حجز الطفل في الحضانة لمتابعة العلاج.
الفسيولوجية لرضيع يرضع طبيعياً
تكون بمعدل 12 مليجرام، وهي نسبة آمنة ولا تدعو إلى القلق.
الفسيولوجية لطفل بصحة جيدة
تظهر بين اليوم الثالث والرابع بعد الولادة بنسب تتراوح من 5 إلى 6 مليجرام، وهي بداية التشخيص.
طرق علاج الصفراء عند الأطفال
- يجب تحديد نوع الصفراء المؤثرة على الطفل، مما يساعد في اختيار العلاج المناسب.
- يجب التمييز بين الصفراء الفسيولوجية، وصفراء حليب الأم، والصفراء المرضية.
- من المهم استشارة الطبيب المختص لتحديد أفضل طرق العلاج.
- إذا كانت مستويات الصفراء طبيعية، فلا يوجد داعٍ للقلق أو تناول الأدوية.
- يمكن تعرض الطفل للضوء كإجراء وقائي بسبب فوائده الطبيعية.
- الأهم هو عدم تجاهل الحالة والبحث عن العلاج، حيث إن التغاضي عن الأسباب قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على دماغ الطفل في المستقبل.