قصة رحلة قبيلة بني هلال في البحث عن الوطن

تُعد “تغريبة بني هلال” واحدة من أشهر السير الشعبية العربية، وتتكون هذه التغريبة من حوالي مليون بيت من الشعر، حيث تسلط الضوء على هجرة بني هلال من منطقة نجد إلى تونس بعد أن واجهتهم مجاعة شديدة استمرت لمدة ثلاث سنوات.

تغريبة بني هلال

  • عاشت قبيلة بني هلال في شبه الجزيرة العربية، وتعتبر واحدة من القبائل الكبيرة التي تنقسم إلى عدة بطون. في البداية، كانت هذه القبيلة تعيش في رخاء وسعادة، ولكن الأمور انقلبت بعد انقطاع المطر واندلاع القحط والفقر.
  • استمرت هذه الأوضاع الصعبة لمدة ثلاث سنوات، مما دفع الأمراء في بني هلال للاجتماع معًا للبحث عن حلٍ لهذه المجاعة، وقد رآى أمير القبيلة، حسن بن سرحان، أن الهجرة قد تكون الحل الأنسب.
  • تم اختيار أبا زيد الهلالي ليكون الشخص المسؤول عن البحث عن أراضٍ خصبة وجديدة للقبيلة، وذلك نظرا لشجاعته الكبيرة وسمعته الطيبة.

وصول أبي زيد الهلالي إلى تونس

  • رافق أبا زيد في رحلته كل من يونس ومرعي، حيث انطلقوا بالبحث عن موطن جديد. وعند وصولهم إلى تونس، تم أسرهم من قبل رجال زعيم البلاد الزناتي، خليفة.
  • كان لدى الزناتي خليفة ابنة تدعى سعده، تحظى بموهبة فريدة في التنجيم، حيث كانت تعرف بأن قومًا سياتون لمنازعتهم على أرضهم.
  • وعلى الرغم من معرفتها، لم تخبر سعده والدها بذلك لأنها وقعت في حب مرعي، ابن أخت أبي زيد الهلالي، لما امتاز به من جمال.
  • بوحي من قلبها، اعترفت سعده لأبي زيد بمشاعرها تجاه مرعي وعرضت عليه أن تحتجز مرعي ويونس لدى والدها حتى يعود بأفراد القبيلة، لكنها أضافت شرطًا يقضي بزواجها من مرعي.
  • وافق أبو زيد على صفقة سعده، مثل الثلاثة أمام الزناتي خليفة الذي بدأ يساوره الشك في دوافعهم.
    • قام الزناتي خليفة بسؤالهم عن سبب قدومهم، وظن أن نبوءة ابنته قد تحققت وأنهم جاءوا للغزو، لكن سعده دافعت عنهم وأعفتهم من تلك التهم.

رجوع أبو زيد الهلالي للقبيلة

  • تظاهرت سعده بالسخرية من أبي زيد مستبعدةً أن يكون زعيمًا لقبيلة، وذلك لإبعاد الشبهات عنه وتمهيدًا لإطلاق سراحه. بينما اقتيد يونس ومرعي إلى قبضة الزناتي خليفة.
  • أُطلق سراح أبي زيد مع شرط أن يعود بفدية لإنقاذ أصدقائه. بعد مرور 50 يومًا، عاد أبو زيد إلى قبيلته في نجد، حيث توجه إلى الأمير حسن لرواية ما حدث.
  • تَعهد أبو زيد بإعادة يونس ومرعي إلى القبيلة، لكن الأمير حسن كان يخطط لشن حربٍ على تونس لإنقاذهم، متجهًا نحو العشب والماء والخيرات. اتفق الأمراء على الانطلاق بعد ستة أيام.

خروج قبيلة بني هلال إلى تونس

  • انطلقت بني هلال في رحلة نحو تونس وكان أبو زيد في مقدمة الجيش برفقة أشجع شباب القبيلة.
    • وكان الدبيسي بن مزيد هو أول من سمع بقدوم بني هلال لاقتحام بلاده، وكان يُعرف بشجاعته.
  • أوصى وزراء الدبيسي بأن يرسلوا أحدًا لاستطلاع عدد فرسان بني هلال، وقد ذُهل الدبيسي من العدد الكبير والعتاد الذي جاء به الهلاليون.
  • نصح أحد الوزراء الدبيسي بضرورة مطالبة بني هلال بدفع مقابل لحماية بلادهم، وفي حال عدم الدفع، سيتم محاربتهم. وقد تبنى الدبيسي هذا الاقتراح.
  • لم يتقبل الهلاليون هذا الطلب، وطلبوا فترة زمنية للتفكير في الأمر.
    • لكن بعد انقضائها، أبلغوا الدبيسي أنهم لا يملكون المال ولا الذهب، بل يملكون فقط الشجاعة والرغبة في القتال.
  • بعد انتهاء المهلة، أرسل الدبيسي رسولاً ليطلب المال من بني هلال، فأجابه الهلاليون بأنهم لا يملكون سوى السيوف والرماح، ومن هنا دُقت طبول الحرب.

يمكنكم أيضًا الاطلاع على:

التقاء الجمعين

  • التقت القوات، وتمكن الأمير دياب الهلالي من قتل العديد من رجال الدبيسي، مما اضطر الدبيسي للنزول إلى ساحة المعركة لمواجهة الأمير دياب.
    • على الرغم من جهد الدبيسي، لم يتمكن من هزيمة دياب.
  • تنكر أبو زيد ليذهب لإنقاذ يونس ومرعي دون أن يلفت الانتباه، وتمكن من الوصول إلى باب الحديد، وهو المكان الذي كان يحتجز فيه رجال بني هلال، لكن هناك كان الحراس يحرسونهم.

تخليص فرسان بني هلال من السجن

  • استخدم أبو زيد خديعةً حيث أخرج شمعةً من جيبه وأشعلها، وكانت تلك الشمعة تحمل مادة مخدرة تؤدي إلى ضعف الحراس. ما لبث الحراس أن سقطوا مغشيًا عليهم.
  • استطاع أبو زيد كسر الأقفال وتحرير فرسان بني هلال من الأسر، وعندما عاد إلى قومه صباحًا، أُقيمت الاحتفالات احتفاءً بعودة الفرسان.
  • عند علم الدبيسي بما حدث، استشاط غضبًا وعاد للاشتباك مع بني هلال، ونجح في أسر العديد منهم، بينما قرر الأمير حسن أن بني هلال سيظلون في القتال حتى النهاية.
  • تمكن أبو زيد من قتل الدبيسي، مما أجبر جنوده على الفرار، لكن رجال بني هلال أدركوهم وأجبروهم على الاستسلام.
    • وبذلك حقق بني هلال النصر، وقد حرروا فرسانهم ثم توجهوا إلى بلاد العجم.

بنو هلال في بلاد العجم والشام

  • نزل بنو هلال في بلاد العجم وأطلقوا ماشيتهم لتأكل من المراعي، مما أدى إلى تأزم العلاقة معهم.
  • قرر العجم مطالبهم الهلاليين بعشر المال، وفي حال الامتناع، سيضطرون لمواجهتهم في القتال. لكن الهلاليين رفضوا دفع أي مال، واستعدوا للقتال.
  • استطاع الهلاليون تحقيق الانتصار على العجم بفضل قائدهم أبو زيد، وواصلوا مسيرتهم حتى وصلوا إلى الشام ثم إلى بلاد المغرب.

الأسلوب الأدبي لتغريبة بني هلال

  • تتواصل أحداث السيرة الهلالية، حيث تعرض التنقلات والتحديات التي واجهها الهلاليون، وقد اعتمدت التغريبة على أسلوب شيق يتضمن السجع، مما يجذب القارئ ويسهّل عليه متابعة القراءة.
  • تشمل التغريبة عددًا هائلًا من أبيات الشعر التي توثق الأحداث التي وقعت أثناء تنقل الهلاليين، وقد شكلت مصدر إلهام للعديد من الكتاب والشعراء في العصر الحديث.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *