تعتبر الحجامة من العلاجات التقليدية التي تثير تساؤلات عديدة حول تأثيرها على الدورة الشهرية لدى النساء، حيث تقدم هذه التقنية فوائد ملحوظة في معالجة العديد من الأمراض.
وقد أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم كوسيلة فعالة لتحسين الصحة سواء للرجال أو النساء، إلا أن تأثير الحجامة يتباين بشكل ملحوظ بين الجنسين.
تأثير الحجامة على الدورة الشهرية
يمكن أن يكون لاستخدام الحجامة أثر سلبي على النساء خلال بعض الأوقات. فمن المهم أن نلاحظ أنها ممنوعة تماماً على النساء الحوامل لحماية الجنين.
كذلك يُنصح بتجنب الحجامة بالنسبة للأمهات المرضعات، حيث يمكن أن تؤثر سلباً على صحتهم وصحة أطفالهم. أما بالنسبة لمخاطر الحجامة خلال فترة الحيض، فهي كالتالي:
- تعاني المرأة أثناء فترة الحيض من ضعف في الجسم مقارنة بالأيام العادية، لذا يجب تجنب أي مجهود إضافي.
- تكون الحالة النفسية للمرأة متأثرة قبل موعد الحيض، مما يؤثر على توازن الهرمونات.
- خلال هذه الفترة، تفقد المرأة كميات كبيرة من الدم، وإذا تم إجراء الحجامة، فقد تؤدي إلى فقدان دم إضافي، مما يعرضها للإصابة بفقر الدم والهبوط المفاجئ، مما يؤثر سلباً على صحتها العامة.
- بشكل عام، تحتاج المرأة إلى أن تكون في حالة صحية جيدة قبل الخضوع للحجامة، وبالتالي ينصح بأداء الحجامة بعيداً عن موعد الحيض لتعزيز الاسترداد الصحي.
- يجب أن تركز المرأة على تناول الأطعمة الغنية بالحديد لتعويض فقدان الدم خلال الحيض وفترة الحجامة أيضاً.
- من المفضل عدم ممارسة الحجامة خلال فترة النفاس (بعد الولادة) بسبب ضعف الجسم.
- بالإضافة إلى ذلك، يُحذر من إجراء الحجامة أثناء فترة التعافي بعد الإصابة بالبرد، أو بعد الشفاء من أي مرض، أو بعد العمليات الجراحية، أو حالات العدوى.
ومع ذلك، هناك فترة تعتبر مثالية للنساء لإجراء الحجامة، وهي فترة سن اليأس، حيث ينقطع الطمث.
خلال هذه الفترة، يُسمح للمرأة بإجراء الحجامة بانتظام لتنقية الجسم من الدم الفاسد، مما يسهم في تجديد نشاط الدورة الدموية وتعزيز الصحة العامة.
فوائد الحجامة للمرأة
تتعدد فوائد الحجامة وتتضمن العلاجات التي يمكن أن تحصل عليها النساء كما يلي:
- تساهم الحجامة بشكل كبير في تقليل حدوث النزيف المهبلي.
- تُعتبر النساء في سن اليأس أكثر عرضة للإصابة بعدد من الأمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، وبالتالي فإن الحجامة تحميهم بشكل كبير من هذه الأمراض.
- تساعد أيضاً في الحد من مخاطر ضعف السمع وأمراض الكلى.
- تعمل الحجامة على معالجة الاضطرابات التي تصيب الدورة الشهرية.
- تساهم في علاج تكيسات المبايض وضعف وظائفها.
- تخفف الأعراض المرتبطة بالصداع النصفي المتكرر.
- تحارب الأمراض المناعية مثل الروماتيزم.
- تساعد على تخفيف التوتر والشد العضلي في منطقة الكتف والرقبة.
- تعالج تنميل الأطراف من خلال تعزيز الدورة الدموية في الجسم.
أضرار الحجامة لدى النساء
على الرغم من الفوائد العديدة التي توفرها الحجامة، إلا أن هناك بعض الأضرار المحتملة في ظروف معينة، مثل:
- إذا كانت المرأة تعاني من فقر الدم الشديد (الأنيميا)، يُمنع إجراء الحجامة.
- إذا كان جسم المرأة ضعيفاً جداً وقوتها البدنية هشة، يُحذر من القيام بالحجامة.
- يجب تجنب الحجامة للنساء المصابات بأمراض الكبد الوبائي.
- يحذر القيام بها إذا كانت المرأة تعاني من مرض الإيدز.
- في حالات الإصابة بأي أورام سرطانية، يجب الامتناع عن الحجامة.
مواضع إجراء الحجامة
تشبه مواضع الحجامة تلك المستخدمة في العمليات الجراحية، ويتوجب أن تتم على يد مختص أو طبيب مؤهل. وتكون هذه المواقع متشابهة بين الرجال والنساء، وتشمل:
- أعلى الرأس أو منتصفه.
- المنطقة الوسطى من الرأس.
- منطقة مؤخرة الرأس.
- جانبي العنق.
- المنطقة بين الكتفين وأعلى الظهر.
- المنطقة العليا من القدمين.
- الرقبة من الخلف.
تُعد هذه الأماكن هي النقاط التي يحدث فيها سحب الدم الفاسد.
أنواع الحجامة
هناك ثلاثة أنواع رئيسية من الحجامة، وكل نوع منها له استخدامات مختلفة، وهي كما يلي:
- الحجامة الجافة:
- تعمل على تعديل ضغط الدم في الجسم.
- لا تتطلب تشريط الجسم، بل تُستعمل كاسات الشفط.
- يتم وضع كأس زجاجي على المكان المستهدف ومن ثم تفريغ الهواء باستخدام جهاز خاص.
- الحجامة الرطبة:
- تشمل شق الجسم لسحب الدم من المناطق التي تم وضع كاسات الشفط عليها، مما يعزز تدفق الدم.
- تساعد في إنتاج كريات الدم الحمراء بكفاءة أعلى.
- الحجامة المتزحلقة:
- تجمع بين النوعين السابقين، حيث يُستخدم زيت مثل زيت الزيتون أو زيت النعناع.
- ثم يتم وضع كأس الحجامة بطريقة صحيحة لجمع الدم الفاسد.
للمزيد من المعلومات، يمكنك القراءة أكثر:
مدة العلاج بالحجامة
- تعتبر الحجامة من العلاجات الآمنة التي لا تسبب أية أضرار جسيمة.
- الآثار الجانبية التي قد تظهر تكون خفيفة وتزول مع مرور الوقت.
- عادة، يظهر على الجلد علامات شبيهة بالكدمات نتيجة عملية سحب الدم إلى الطبقات العليا للجلد، وينجم ذلك عن تمزق الأوعية الدموية تحت الجلد.
- تختفي هذه العلامات بعد فترة، وعادةً ما تختلف عدد الجلسات اللازمة للحجامة حسب حالة الفرد، فبعض الأشخاص قد يحتاجون من جلستين إلى ثلاث جلسات، تستغرق كل جلسة ما بين 60 إلى 75 دقيقة.
طريقة استخدام الحجامة لدى النساء
تُجرى الحجامة باتباع خطوات متتالية كما يلي:
- يبدأ بتدفئة مكان الحجامة.
- ثم يُطلب من المريض الاستلقاء على بطنه وإزالة الملابس من ظهره.
- يبدأ المعالج بإشعال شمعة وتثبيتها جانباً.
- يرتدي المعالج قفازاً طبياً معقماً للبدء في العملية.
- بعد تعقيم المكان، يوضع قمع ورقي في الكأس الزجاجي ويثبّت على الظهر.
- ثم يُثبت كأس آخر في الجهة المقابلة ويشدد الجلد لإخراج الدم الفاسد.
أدوات الحجامة لدى النساء
تتضمن الأدوات المستخدمة في الحجامة:
- كاسات الحجامة المعروفة بكاسات الهواء، والتي تكون مصنوعة من زجاج يدوي.
- معقمات طبية للجروح.
- قنديل أو شمعة للإشعال.
- أقماع ورقية قابلة للاشتعال بسهولة.
- قفازات طبية معقمة.
نصائح عامة حول الحجامة
توجد بعض النصائح الهامة حول إجراء الحجامة والتي تنطبق على النساء والرجال على حد سواء، منها:
- يجب الاستحمام قبل الحجامة بفترة تتراوح بين ساعتين إلى ثلاث ساعات، وارتداء ملابس قطنية مريحة.
- يفضل التوقف عن تناول الطعام والشراب لمدة لا تقل عن ثلاث ساعات قبل الحجامة، حيث أن تناول الطعام ينشط الدورة الدموية في الجهاز الهضمي.
- ينصح بعدم تناول اللحوم الحمراء ومشتقات الحليب ليوم كامل بعد الحجامة، وكذلك تجنب تناول الدجاج بشكل مفرط.
- شرب كميات كبيرة من الماء أمر ضرورى، حيث يساعد الجسم على طرد السموم والحفاظ على رطوبته.
- يجب الامتناع عن ممارسة التمارين الرياضية وممارسة الجماع لمدة يومين بعد الحجامة.