توضيح مفهوم الحوكمة

يعرف مفهوم الحوكمة بأنه المنظومة المتكاملة من القواعد والأنظمة التي تحكم مختلف الأفراد في القطاع الخاص بما في ذلك المساهمين، الموردين، الموظفين ومدراء المؤسسات. كما أنه يمتد ليشمل القطاع العام والمجتمع المدني.

تفسير مفهوم الحوكمة لغويًا

  • تُعتبر كلمة “الحَوْكَمَة” من المصطلحات الحديثة في اللغة العربية، وتم اعتمادها في مجمع اللغة العربية بالقاهرة عام 2002. وهذه الكلمة تُعتبر ترجمة للكلمة الإنجليزية “GOVERNANCE” التي تحمل عدة معاني، وأقربها هو “حكم”.
  • إذا عدنا إلى أصل الكلمة الإنجليزية، نجد أنها تعود إلى القرن الثالث عشر، من أصل الكلمة اليونانية “KUBERNAN” التي تعني “قيادة السفن الحربية”. وفي أوائل القرن الرابع عشر، تحولت في اللغة اللاتينية لتصبح “GUBERARE” بنفس المعنى.
  • في عام 1478 ظهرت الكلمة مجددًا باللغة الفرنسية تحت مسمى “GOUVERNANCE”، والتي كانت تعني “فن الحكم”. إلا أن استخدامها تم التوقف عنه باعتبارها من اللغة الفرنسية القديمة.
  • مع مطلع القرن السادس عشر، بدأت هذه الكلمة تُستخدم في اللغة الإنجليزية بالمصطلح الشائع حالياً “GOVERNANCE”.
  • بالتدريج، انتقل هذا المصطلح من سياق السياسة إلى المجال الاقتصادي، وأصبح مرتبطاً ارتباطًا وثيقًا بالشركات، الأمر الذي أطلق عليه عبارة “Corporate Governance” بمعنى “حوكمة الشركات”.
  • تم تطبيق قواعد الحوكمة في العديد من الشركات، وتوسع الأمر ليشمل مجالات مثل المؤسسات العامة والنقابات والجامعات وغيرها.

مفهوم الحوكمة

  • كان ظهور مصطلح الحوكمة وتطبيقه الفعلي على مختلف القطاعات ضرورة ملحة في الفترة الأخيرة، بهدف تنظيم العمل في مؤسسات القطاعين الخاص والعام.
  • يهدف تنظيم هذه القطاعات، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي، إلى وضع ضوابط وآليات لمراقبة وإدارة المؤسسات، سعياً لتطبيق أساليب الإدارة الرشيدة التي تتضمن قواعد ومبادئ العمل الصحيحة.
  • شمل تطبيق هذه القواعد مؤسسات القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني، ليظهر تأثير تطبيق مفهوم الحوكمة عبر إيجابيات متعددة في كافة القطاعات.

تعريف الحوكمة

يوضح مفهوم الحوكمة النقاط التالية:

  • الحكم؛ وهو ما يعبر عن الالتزام بالقواعد والأنظمة التي تحكم العمل، ويشكل سلوك الأفراد داخل المؤسسة، مع التأكيد على الدور الإشرافي والرقابي للقيادة بطريقة صارمة ومنظمة.
  • الحكمة؛ وهي الإرشادات والتوجيهات اللازمة، مع التركيز على دور التوعية لفهم الظروف الداخلية والخارجية للمؤسسة.
  • الاحتكام؛ ويعزز فكرة الالتزام بالقوانين الأخلاقية والإدارية والثقافية، كما يستفيد من التجارب والخبرات السابقة.
  • التقاضي؛ أي اللجوء للأنظمة القضائية لحل النزاعات المرتبطة بالعمل، لتفادي الانحرافات وأشكال الفساد الإداري أو المالي، وضمان تحقيق العدالة وخلق نظام شفاف.

المفهوم الاصطلاحي للحوكمة

  • يمكن تعريف الحوكمة كمجموعة القواعد والضوابط والقوانين التي تستند إليها إدارة المؤسسات.
  • يتضمن مفهوم الحوكمة الدور الرقابي الفعال، بالإضافة إلى مسؤولية تنسيق العلاقات بين جميع الأطراف داخل المؤسسة بشكل مهني ومنظم.
  • يساعد أصحاب المؤسسات والمستثمرين على تحديد أداء المؤسسة منذ البداية، مما يعزز حماية مصالحهم واستثماراتهم.
  • ينظم العلاقة بين الإدارة التنفيذية ومجلس الإدارة من جهة، والمساهمين وأصحاب المؤسسات من جهة أخرى، مما ينعكس إيجابًا على أرباح المنظمة.
  • يساعد مفهوم الحوكمة في توعية المعنيين بكيفية استغلال وإدارة الموارد المتاحة بطرق احترافية تضمن الكفاءة والفاعلية.

فوائد حوكمة الشركات

  • تهدف قواعد الحوكمة إلى وضع إطار للسلطة الإدارية واستخدامها لصالح المساهمين، من خلال تفعيل دور المجالس الإدارية للشركات.
  • تعزيز دور الرقابة ودعم الدور الإشرافي لضمان تنفيذ استراتيجيات العمل وتحديد مسؤوليات كل من المساهمين، ومجالس الإدارة، والإدارات التنفيذية.
  • تعزيز مفهوم الشفافية والمصارحة لتحسين أداء العمل.
  • تهدف حوكمة الشركات إلى إصلاح الأنظمة وتعزيز النزاهة في المعاملات المالية، من خلال وضع ضوابط تحمي حقوق المساهمين.
  • تعزيز الوعي الحقوقي والاستثماري.
  • تطبيق الحوكمة بشكل فعال يسهم في احترافية المنافسة وإدارة العمل.
  • يضمن الاستقرار في مواجهة التغيرات العالمية، مما يحمي حقوق جميع الأطراف المعنية بالمؤسسة، بما في ذلك المساهمين، الدائنين، المستهلكين، الموردين، الموظفين والمدراء.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *