الإسلام في البرازيل: تاريخ وتأثير الدين الإسلامي على المجتمع البرازيلي

الإسلام في البرازيل

يُقدّر عدد المسلمين في البرازيل بحوالي 200,000 نسمة تقريبًا، مما يجعلهم أكبر جالية مسلمة في منطقة أمريكا اللاتينية. ويمثل المسلمون في البرازيل غالبية من ذوي الأصول العربية، إلى جانب وجود عدد متزايد من البرازيليين الذين يعتنقون الإسلام.

تاريخ الإسلام في البرازيل

دخل الإسلام إلى البرازيل في القرن التاسع عشر نتيجة لعمليات الاستعباد التي طالت مناطق في إفريقيا. وقد انطلقت هذه العملية من غرب القارة الأفريقية، حيث جُمعت مجموعة من العرقيات، بما في ذلك الهوسا والمالينكيين واليوروبا، الذين استُعبدوا في فترة إنشاء دولة خلافة صُكُتُو. عانت هذه المجموعات من ظروف قاسية نتيجة النزاعات السياسية والحروب الداخلية، وخاصة تلك التي شهدتها إمبراطورية يوروبا، والتي تُعرف اليوم بشمال وغرب نيجيريا.

المجموعات العرقية في البرازيل

يجدر بالذكر أن الجالية المسلمة في البرازيل تتألف من عدة مجموعات عرقية متنوعة، حيث يعتنق العديد من البرازيليين والأفارقة الإسلام. كان المسلمون الأوائل يجتمعون للصلاة ولتعلم قراءة القرآن واستيعاب كتابته بلغة القرآن لأغراض روحية، في وقت كانت فيه نسبة الأمية عالية بين البرازيليين البيض.

أثرت ظروف الاستعباد في تلك الفترة على إمكانية ممارسة المؤمنين لشعائرهم الدينية، حيث واجه المستعبدون صعوبات في أداء الصلاة وصيام رمضان. إضافة إلى ذلك، حُرم بعض المسلمين من ممارسة شعائرهم، وفرضت عليهم قيود في تعلم اللغة العربية. رغم هذه التحديات، ظل المجتمع المسلم مزدهرًا في ستينيات القرن التاسع عشر.

الإسلام في البرازيل خلال القرن التاسع عشر

تظهر سجلات تاريخية أن إمامًا بغداديًا أقام في مدينة ريو دي جانيرو في عام 1866، حيث قُدّر عدد المسلمين في تلك الفترة بنحو 20,000. كان يقطن معظمهم في مدينة سلفادور، لكن على مر الوقت، تراجع عدد السكان المسلمين في البرازيل.

كان أحد الأسباب وراء هذا التراجع هو عودة بعض المسلمين الأفارقة إلى بلدانهم في إفريقيا. كما مثل الزواج المختلط والتعليم العام تحديات إضافية أمام زيادة أعداد المسلمين، لا سيما أن الأنشطة التبشيرية والنظام الكاثوليكي لعبا دورًا في هذا الانخفاض، إضافة إلى ظهور بعض المعتقدات المستمدة من التقاليد الأفريقية.

المسلمون في البرازيل حديثًا

تشكل اليوم أعداد كبيرة من المسلمين في البرازيل من أصول فلسطينية وسورية ولبنانية، بالإضافة إلى أحفادهم وقلة من الأفارقة المهاجرين، فضلاً عن عدد ملحوظ من البرازيليين الذين اعتنقوا الإسلام. حيث هاجر أغلب عرب الشام خلال فترة انهيار الدولة العثمانية هربًا من الاضطهاد السياسي في أوائل القرن العشرين، وبلغت موجة الهجرة ذروتها في العام 1920. يعيش معظم المسلمين البرازيليين اليوم في مدينة ساو باولو، حيث يديرون العديد من المساجد والمراكز الإسلامية المزدهرة.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *