الموقع الجغرافي لمملكة حمير
تتواجد مملكة حمير في الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية، حيث عُرفت الأراضي التي سكنها الحميريون بإسم (ذي ريدان)، المأخوذة من ريدان التي تم تغيير اسمها لاحقاً إلى ظفار. وقد اتخذت مملكة حمير هذه المنطقة عاصمة لها، مفضلة إياها على مأرب، التي كانت عاصمة مملكة سبأ القديمة. وبحسب ما ذكره ياقوت الحموي في كتابه “معجم البلدان”، فإن منازل الحميريون تقع في اليمن، فعلى سبيل المثال، يوجد في الجهة الغربية لمدينة صنعاء مكان يُطلق عليه اسم حمير. وتسمى مملكة حمير بأنها واحدة من أكبر الممالك التي استوطنت اليمن.
نظرة تاريخية على مملكة حمير
تشير المصادر التاريخية إلى أن قبيلة حمير كانت من أبرز القبائل العربية التي عاشت في المناطق الجنوبية، حيث تميزت بعدد سكانها الكبير نسبياً. ويُطلق الحبشيون اسم حمير على تلك القبيلة، الذي يعتبر من أكثر الشعوب الجنوبية شهرة في الكتابات العربية. وحمير هو ابن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، ويقال إنه كان ملكاً يتحكم بسبأ بعد أبيه. من المثير للاهتمام أن حمير هو أول من تم تتويجه بالذهب، حيث استمر حكمه لمدة تُقدّر بحوالي 50 عاماً، وعاش حوالي 300 سنة، وأنجب ستة أبناء، ومنهم نشأت قبائل مملكة حمير.
أصل تسمية حمير
يرتبط سبب تسمية مملكة حمير بهذا الاسم بالملك حمير، الذي كان يُعرف بارتدائه الملابس الحمراء، مما أسهم في إطلاق هذا الاسم. كما تدل الكتابات المسندية على أن كلمة حمير تعني التحالف القبلي أو التجمع. ومن الجدير بالذكر أن ملوك حمير كانت تسميتهم “التبابعة”، حيث كانوا يتبعون بعضهم البعض في الحكم. وقد أشار القرآن الكريم إلى هؤلاء فقال تعالى: ((أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ أَهْلَكْنَاهُمْ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ)).