تُعتبر وسائل الإعلام من أكثر العوامل تأثيرًا على المجتمع والأفراد، سواء بشكل إيجابي أو سلبي. ومن هنا، نستعرض تعريف العنف في وسائل الإعلام، بهدف تقنينه بفاعلية.
تعريف وسائل الإعلام
- قبل الخوض في تعريف العنف في وسائل الإعلام، من الضروري التعرف على مفهوم وسائل الإعلام وأنواعها ووظائفها الأساسية، مما يساعدنا على تقييم هذه الوسائل بشكل دقيق.
- يشمل مصطلح وسائل الإعلام جميع الوسائل والتقنيات والمنظمات التجارية وغير التجارية، سواء كانت عامة أو خاصة، رسمية أو غير رسمية، التي تهتم بنشر الأخبار والمعلومات، والأفلام والمسلسلات.
- تؤدي وسائل الإعلام مجموعة من المهام، منها الإخبارية والترفيهية، خاصة مع انتشار الثورة التلفزيونية. كما أنها تمتلك تكنولوجيا للإعلام تديرها المؤسسات المتعلقة بها.
- يُطلق على وسائل الإعلام اسم “السلطة الرابعة” وذلك بسبب تأثيرها الواسع والعميق على المجتمع، مما يعكس أهميتها في تكوين الرأي العام.
وظائف وسائل الإعلام
- تتمثل وظيفة الإعلام في الدول الديمقراطية غالبًا في الصحافة، التي لديها الحق الأوحد في إعلام الجمهور وتشكيل الرأي العام.
- بشكل عام، تُؤدي وسائل الإعلام عدة وظائف حيوية، مثل توضيح الرأي العام وآراء المؤسسات، الإعلان التجاري، التسويق والدعاية، والتواصل السياسي مع الجمهور.
- كما توفر وسائل الإعلام التعليم السليم عبر القنوات التعليمية والتطبيقات الإذاعية التي تدعم الطلاب في فهم دروسهم.
- تُساعد وسائل الإعلام أيضًا في توجيه الجماهير نحو سبل التعايش السليم، وتقديم الإرشادات الطبية من أطباء متخصصين، بالإضافة إلى التعليم الديني من خلال البرامج العلمية.
- تسهم هذه الوسائل في توفير العديد من الخدمات للجمهور، وتسهيل الوصول إلى معلومات حول المنتجات المتنوعة.
- وضمن الجانب الترفيهي، تعرض وسائل الإعلام محتويات متنوعة من الأفلام والمسلسلات والأغاني وبرامج المسابقات والرياضة، مما يثري تجربة المتابعين.
أنواع وسائل الإعلام
- تتنوع وسائل الإعلام بشكل كبير في المجتمع، منها الإعلام المكتوب كالمجلات والجرائد التي تُوزع بشكل مطبوع.
- يوجد أيضًا الإعلام المرئي، المتوفر في معظم البيوت عبر التلفزيونات والحواسيب، بالإضافة إلى الإعلام المسموع الذي كان شائعًا قبل ظهور التلفزيون مثل الراديو.
- مع التقدم التكنولوجي الكبير، أصبح الإنترنت مصدرًا رئيسيًا للإعلام، مما ساعد على انتشار واسع، حيث تتوفر له مواقع وقنوات خاصة.
- في الآونة الأخيرة، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، واتساب، تويتر ويوتيوب، من أهم وسائل الإعلام وأكثرها سرعة في الانتشار.
- تتميز هذه الوسائل بكونها حديثة، حيث يُمكن للجميع رؤية المحتوى في آن واحد، مما يسهل تبادل المعلومات ويوفر الوقت والجهد.
تعريف العنف في وسائل الإعلام
- تُظهر وسائل الإعلام اليوم الكثير من الأفلام والمسلسلات التي تتضمن مشاهد عنف، وهذا يعد أمرًا خطيرًا، حيث تدخل هذه الوسائل إلى المنازل بسهولة.
- لا شك أن هذا العنف المنقول عبر الأفلام والمسلسلات يؤثر على الأطفال والمراهقين، ويظهر تأثيره على سلوكياتهم بشكل ملحوظ.
- كما يعزز هذا العنف بشكل كبير من تفشي العنف المجتمعي، مما يؤدي إلى جرائم القتل والسرقة والاغتصاب وغيرها من الجرائم بجميع أشكالها.
- لذا، يتحتم على الجميع تحمل المسؤولية للتخفيف أو إيقاف هذه الظواهر السلبية، التي قد تؤدي إلى آثار وخيمة على المجتمع ككل.
- لتوضيح مفهوم العنف في وسائل الإعلام، سنستعرض في الفقرات التالية بعض التعريفات والمواضيع ذات الصلة.
مفهوم العنف
- يُعد فهم مفهوم العنف من الأمور الأساسية لمعرفة تأثيره في وسائل الإعلام، مما يساعدنا على التمييز بين المحتوى المقدم.
- يشمل مفهوم العنف جميع أشكال السلوكيات العدوانية في التفاعل مع الآخرين، ويُعرف بأنه خروج عن الإطار الطبيعي للعلاقات الإنسانية.
- يظهر هذا الخروج عن الإطار الطبيعي من خلال الأفعال مثل الضرب، الشتم، والصراخ، وكلها تُعتبر تعبيرات عن العنف وقد تشير إلى حالات من السلبية أو حتى المرض النفسي.
- قد يساهم هذا العنف في نشوء ظواهر اجتماعية سلبية مثل الإحساس بالظلم الاجتماعي، ويؤدي إلى تغيير الثقافة السائدة في المجتمع بشأن العنف.
- في كثير من الحالات، قد يتحول المجتمع إلى مجتمع مُحب للعنف، أو قد يتقبل العنف كحالة طبيعية لا يمكن تغييرها.
أشكال العنف في وسائل الإعلام
- تتعدد أشكال العنف المقدمة عبر وسائل الإعلام بشكل يومي، والتي تصل إلى أعداد كبيرة من المراهقين والأطفال، وقد تؤثر على تكوين أفكارهم بشكل خاطئ.
- من بين هذه الأشكال، مشاهد القتل والعنف التي تتكرر في معظم الأفلام والمسلسلات وحتى في الأخبار، وتُعتبر من أكثر الصور انتشارًا.
- يتم عرض مشاهد القتل وكأنها أمر طبيعي، مما يؤثر على كيفية استجابة المجتمع تجاه هذه الأفعال، حيث يصبح تقبلها أمرًا اعتياديًا.
- وتكمن خطورة عرض هذه المشاهد في تأثيرها على نظرة الأجيال الجديدة للعنف، مما يؤدي إلى انحسار ردود الفعل تجاه هذه السلوكيات.
أنماط العنف المقدم في الإعلام
- أصبح عرض مشاهد الاغتصاب والعنف الجنسي شائعًا في الأفلام والمسلسلات، ما يجعلها وسيلة جذب للمشاهدين، ويعتمد عليها العديد من المنتجين لزيادة الأرباح.
- أدى انتشار الإنترنت إلى زيادة تداول مثل هذه المشاهد، مما يسهل نشر صور العنف الجنسي على مختلف المنصات.
- لقد ساهمت هذه المشاهد في تعزيز الانحطاط الأخلاقي في المجتمع واستباحة الأعراض، إلى جانب انتشار الرذيلة.
- أما العنف اللفظي، فقد أصبح متفشيًا في وسائل الإعلام بشدة، إذ يشمل الإهانات والتقليل من قيمة الآخرين، مما ساهم في تعميم هذه الانماط السلوكية في الشوارع ووسائل التواصل الاجتماعي.
واجب المجتمع تجاه العنف في وسائل الإعلام
- من الضروري أن تعمل الدولة على تعزيز الرقابة على المحتوى المقدم عبر وسائل الإعلام، بما في ذلك الأفلام والمسلسلات والبرامج الإخبارية، لضمان إعلام خالٍ من العنف.
- يجب محاسبة المسؤولين عن إنتاج ونشر المشاهد العنيفة، وتنفيذ تشريعات تجرم هذه الأفعال.
- تستوجب الحالة وضع نظام أخلاقي يهدف إلى الحفاظ على أخلاق المجتمع ونشر القيم والعادات الإيجابية.
توصيات لمعالجة العنف
- يجب أن تتضمن نظام الأخلاق مواجهة الظواهر السلبية في المجتمع، وتعليم الأجيال كيف ترفض هذه التصرفات.
- يجب أن يتم نشر الوعي الاجتماعي حول السلوكيات السلبية، مما يسهم في تكوين رأي عام يرفض العنف ويواجهه.
- لذا، فإنه من الضروري أن تتعاون الحكومة والمجتمع لتقنين العنف في وسائل الإعلام، بهدف تنشئة جيل واعٍ لا يعتبر العنف أمرًا عاديًا.