الأعياد في الإسلام
حدد الله لنا في الإسلام أعياداً تعتبر مصدر فرح وسعادة، وتهدف إلى تعزيز هويتنا دون تقليد. حيث جاء الإسلام ليطرح عادات وتقاليد جديدة تتسم بالمحافظة على القيم الإنسانية، ويؤكد موافقته على ما هو صالح منها ويعزز الرقي بها، في حين يرفض ما لا يتوافق مع هذه القيم. الأعياد التي شرعها الإسلام هي عيد الفطر وعيد الأضحى، حيث ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله: (كان لكم يومانِ تلعبونَ فيهما، وقدْ أبدَلَكم اللهُ بهما خيرًا منهما: يومَ الفطرِ، ويومَ الأضحَى). عيد الفطر يأتي بعد شهر رمضان المبارك، وهو اليوم الأول من شهر شوال، ويحتفل به المسلمون لإتمام فريضة الصيام. أما عيد الأضحى، فهو اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، ويتزامن مع مناسك الحج، ويعتبر يوم شكر لله تعالى.
الفرح بالعيد كشعيرة من شعائر الله
الفرح والاستمتاع بمناسبة العيد هو أمر مشروع ومحبذ في الإسلام، وهو ما أقره الله -تعالى- لعباده. تشتمل الأعياد على شعائر دينية مهمة مثل صلاة العيد والخطبة وذبح الأضاحي، مما يتطلب من المسلمين تعظيم هذه الشعائر والتعبير عن الفرح بها، كما ورد في قوله تعالى: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ). وبالتالي، يُعتبر إظهار الفرح في العيد جزءًا من عبادة الله -عز وجل-.
طرق إظهار الفرح بالعيد
يظن البعض أن الاحتفال بالعيد يعني التهاون في الأمور المحرمة، مما يدفعهم لممارسة ما يتناقض مع تعاليم الدين. ولكن الدين الإسلامي يحرص على الوسطية والتوازن في جميع أموره. لذلك، هناك مظاهر معينة للاحتفال بالعيد وطرق لإظهار الفرحة سنستعرضها فيما يلي:
أداء صلاة العيد
صلاة العيد تعتبر شعيرة أساسية في الإسلام، وقد حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على تأكيدها. يُعتبر الحفاظ عليها واجباً على المسلمين كباراً وصغاراً، رجالاً ونساءً. من العادات المستحبة أن يذهبوا إلى الصلاة مشياً، ويُستحب أيضًا أن تُحضر النساء، حتى الحائض منهن، كما ورد في صحيح مسلم: (عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قالَتْ: أَمَرَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أَنْ نُخْرِجَهُنَّ في الفِطْرِ وَالأضْحَى).
الاهتمام بالمظهر
يعد التزين والظهور في أفضل صورة من مظاهر الفرح بالعيد، ومن السنة أن يرتدي المسلمون ثياباً جديدة أو نظيفة. كذلك يُستحب أن يُعطروا أنفسهم. وقد ذُكر عن الصحابة أنهم كانوا يظهرون فرحهم بالعيد من خلال لباسهم وزينتهم، وقد كانت هذه سنة متبعة بينهم.
الاستماع للغناء والدف
أجاز الرسول -صلى الله عليه وسلم- الغناء وضرب الدف في يوم العيد، حيث يُعد سبيلاً لإظهار الفرح، كما يظهر من حديث السيدة عائشة -رضي الله عنها-: (إنَّ عِيدَنَا هذا اليَوْمُ).
اللعب في يوم العيد
سمح النبي -صلى الله عليه وسلم- باللعب والنظر إلى الألعاب في يوم العيد كنوع من الترفيه، كما يظهر من قصة لعب الأحباش في المسجد في يوم العيد، حيث كانت أم المؤمنين عائشة تشاهدهم، مما يبرز أهمية الفرح وإدخال السرور.
تغيير طريق العودة من صلاة العيد
يُستحب للمسلم أن يُغير طريقه عند العودة من صلاة العيد، وهذا مستند إلى حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-، والذي يدل على أهمية احتفالات العيد في جميع الأماكن بين المسلمين.
ابتسامة وإدخال السرور
تُمثل الابتسامة قيمة كبيرة في الإسلام، وهي بمثابة صدقة. ينبغي أن نُظهر البشاشة في وجوه الآخرين، وخاصة في أوقات العيد. من المستحب إدخال السرور على الأهل وزيارة الأصدقاء والأقارب في العيد، لتعزيز مشاعر الفرح والسعادة.