تجربتي في علاج ابني الذي يعاني من التوحد

كانت تجربتي في علاج ابني من التوحد رحلة مليئة بالتحديات، لكنني تمكنت من مواكبة الصعوبات الكبيرة التي واجهتني وتحويل هذه التجربة إلى شيء ذو قيمة وفائدة. لقد حصلت على فهم عميق لمدى تعقيد العيش مع التوحد، وتعلمت العديد من الدروس من هذه التجربة.

تشعرني تلك المعرفة بمنح الرغبة لمشاركتها مع الآخرين الذين يواجهون تحديات مشابهة. لذا، أود أن أسلط الضوء على تجربتي معكم بهدف تحقيق أقصى استفادة وتحقيق نتائج إيجابية.

تجربتي في علاج ابني من التوحد

  • في البداية، كانت الأعراض الخفيفة والمتغيرة تحديًا كبيرًا في تشخيص حالة ابني والتكيف معها، حيث تطلب ذلك ملاحظة دقيقة وفهم عميق لسلوكياته وتفاعلاته مع محيطه.
  • عانى ابني من فرط الحركة، لكن سرعان ما ظهرت أعراض أخرى، مما استلزم مني الصبر والملاحظة المستمرة.
  • عندما تأكدت من تشخيص ابني وفهمت حالته، بدأت رحلة العلاج والتأهيل. على الرغم من مشاعر الإحباط التي كنت أواجهها بين الحين والآخر،
    • إلا أنني تمكنت من التغلب عليها بفضل دعم زوجي واعتقادنا بأن الله -عز وجل- قادر على منحنا القوة لتجاوز هذه التحديات.
  • على الرغم من صعوبة هذه الرحلة، فإنها علمتني الكثير وأعطتني دافعًا للتقرب إلى الله أكثر يومًا بعد يوم.
  • وفي النهاية قررت أن يكون ابني دائمًا في مركز اهتمامي وأن أكون دائمة الدعم له، حتى يتمكن من التطور والنمو بشكل إيجابي.
  • من خلال هذا الدعم، استطعت الاستمرار في حياتي والعمل على تحسين جودة حياة ابني، حيث إن الدعم النفسي والعاطفي يعد العنصر الأساسي للتعافي والنمو في حالات التوحد.

طرق التعامل مع الابن المصاب بالتوحد

  • منذ البداية، كانت تربية ابني المتوحد ضمن أولوياتي الأساسية؛ لذلك حرصت على تعلم أرقى الأساليب للتفاعل مع حالته بطريقة سليمة وصحية.
  • درست التربية الخاصة وحصلت على مؤهل عالٍ في هذا المجال، بالإضافة إلى دبلومة في السلوك التربوي الحديث للأطفال المصابين بالتوحد.
  • استخدمت هذه المعرفة والخبرة لرعاية ابني ومساعدة أطفال آخرين من ذوي الاحتياجات الخاصة.
  • كما كان المتابعة الطبية ضمن أولوياتي، حيث كنت أراجع الطبيب بانتظام وألتزم بالمواعيد والأدوية الموصوفة.
  • لقد كان العلاج الطبي جزءًا لا يتجزأ من خطتي العلاجية الشاملة، حيث كنت أحرص على تقديم الدعم النفسي والتربوي الذي يحتاجه ابني.
  • عملت على تلبية احتياجات ابني من التعليم والرعاية، وأنا فخورة بالتقدم الذي حققه مؤخرًا.
  • ومن خلال هذه التجربة، اكتسبت خبرات قيمة وأصبحت مستعدة لمساعدة الآخرين الذين يواجهون صعوبات في التعامل مع أطفالهم المصابين بالتوحد.

الصعوبات التي واجهتني خلال تجربتي

واجهت العديد من التحديات أثناء تربية ابني، ومنها ما يلي:

  • أحد أكبر التحديات كان التعامل مع النظرات السلبية التي يتعرض لها ابني من قبل المجتمع.
  • كان البعض يعتقد أن التوحد يتشابه مع متلازمة داون أو اضطرابات النمو الأخرى، وهو مفهوم خاطئ تمامًا، إذ يعتبر التوحد حالة ذهنية يمكن علاجها باستخدام الأساليب والتقنيات الصحيحة.
    • لهذا السبب، قررت تجاهل التعليقات السلبية والتركيز على علاج ابني.
  • نظرًا لأن التعامل مع هذه الحالة يتطلب الكثير من الحب والدعم، وجدت أن هذا هو الأسلوب الأكثر فعالية في تعزيز تقدم ابني.
  • لم يتأثر ابني بنظرات الشفقة أو المواقف السلبية المحيطة، حيث كنت أقدم له كل ما يحتاجه من الحب والدعم.
  • بدت إحدى العقبات التي واجهتها في البداية هي عدم فهمي لاحتياجات ابني، حيث كان من الصعب أحيانًا تحديد ما يريده، لكن مع التعليم والتثقيف اكتسبت فهمًا أوضح للتوحد.

كما يمكنكم التعرف على:

استراتيجيات خاصة للتعامل مع التوحد

استخدمت أساليب متعددة لتحسين حالة ابني بشكل كبير، ومن بينها:

  • الحنان والدعم المستمر؛ حيث تمكنت من خلق بيئة داعمة توفر الفرص اللازمة له لتعلم لغة الإشارة ومهارات التواصل الأخرى.
  • لاحظت أن فرص ممارسة الأنشطة الرياضية يمكن أن تحسن حالة الطفل بشكل كبير.
  • وفرت لابني فرصة ممارسة رياضة السباحة والفروسية، وكان هو الطفل الأول الذي يتدرب على ذلك بين أقرانه المصابين بالتوحد، ونتيجة لذلك حقق تقدمًا ملحوظًا في مهاراته الحركية والتواصلية.

اعتبارات هامة عند التعامل مع الطفل المتوحد

هناك عدة عوامل حيوية يتعين مراعاتها في خطة علاج الطفل المصاب بالتوحد، وهي كالآتي:

  • تحديد مواعيد النوم؛ حيث بدأت أعمل على جعل ابني ينام مبكرًا، رغم أن هذه المهمة كانت صعبة في البداية إذ كان يستغرق وقتًا طويلاً للنوم، لكن مع التدريب التدريجي، أصبح يعتاد النوم مبكرًا.
  • أدركت أهمية تقليل مشاهدة التلفاز؛ لذلك قررت عدم فتح التلفاز أثناء استيقاظه، واستمررت على ذلك لمدة عام كامل.
    • عندما قمت بتسجيله في الحضانة، كانت التجربة صعبة بالنسبة له، حيث بكا كثيرًا، ولكن مدة بكائه كانت تتناقص كل يوم.
  • قررت في العام التالي تسجيله في الروضة، وبدأ تدريجيًا بالاندماج مع الأطفال الآخرين والاستفادة من الأنشطة المتنوعة التي توفرها المدرسة.
  • الآن، يذهب إلى الروضة يوميًا ويستمتع باللعب مع أصدقائه، ويشعر بسعادة عند زيارة الأقارب والمشاركة في اللعب مع أطفالهم.

تعليم الطفل المتوحد

  • التعليم للطفل المتوحد يختلف تمامًا عن التعليم التقليدي، حيث يتطلب جهدًا كبيرًا في الوقت والأسلوب.
    • لذلك، كنت أستغل كل الفرص المتاحة لتعليم ابني الأساسيات مثل الألوان والأشكال والمفردات، باستخدام الصور والكتب المصورة.
  • استخدمت الألعاب والأشكال للمساعدة في تعليم ابني، وكنت أطلب منه الإشارة إلى الأشياء المألوفة من حوله.
    • في البداية لم يكن يبدى اهتمامًا، لكن مع مرور الوقت بدأ يظهر اهتمامه ويتعلم بفضل وجود أخيه الذي دعمه في التعلم.
  • كما اعتنيت بتنمية مهاراته الحركية والجسدية من خلال اللعب مثل القفز والجري، وكل ما يعزز تنسيق الحركة بين اليدين والعيون.
  • وقبل النوم، كنت أقرأ له القصص التي تساعد على تطوير خياله وتحسين مهاراته اللغوية.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *