الرخص الشرعية الممنوحة للمريض في الإسلام

الرخص الشرعية للمرضى

رخص الطهارة

سنستعرض بعض الرخص الشرعية المتعلقة بالطهارة للمرضى كما يلي:

  • التيمم

يسمح للمريض بالتحول من فرض الوضوء إلى التيمم، وذلك بسبب وجود عذر يُوجب الرخصة؛ مثل عدم القدرة على استخدام الماء عندما يكون ذلك سبباً لتلف النفس أو العضو، أو لزيادة المرض أو التأخير في الشفاء أو تشويه الجسم.

  • المسح على الجبيرة

يجوز للمريض المسح على الجبيرة في حالة كسر أو جرح أي عضو من أعضاء الجسم، خشية حدوث ضرر نتيجة استخدام الماء أو المسح بالتراب على الجرح، حيث قد يتسبب غسل الجروح والكسور في التهابات أو تسمم أو تقيح.

رخص الصلاة

سنناقش بعض الرخص الشرعية المرتبطة بالصلاة للمرضى كما يلي:

  • الصلاة قاعداً

قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (صَلِّ قَائِمًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ)، وهذا الحديث يدل على أن المريض له الحق في الترخص في الصلاة وفقاً لحالته الصحية.

  • ترك الجماعة وصلاة الجمعة

يسقط وجوب صلاة الجمعة بسبب عذر المرض الذي يخشى معه المريض على نفسه، كما يُسمح له بترك صلاة الجماعة. والدليل على ذلك حديث ابن عباس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن سمعَ النداء فلم يمنعه من اتباعه عذر، قالوا: وما العذر؟ قال: خوفٌ أو مرضٌ، لم تُقبَلْ منه الصلاة التي صلاها).

رخص الصوم

يجوز الإفطار في رمضان، والدليل على ذلك هو قوله -تعالى-: (فَمَن كَانَ مِنكُمْ مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ). ويرى العز بن عبد السلام أن الأعذار في الصوم تعتبر خفيفة، مثل السفر والمرض الذي يجعل الصوم شاقاً، وبهذين العذرين يُعتبر الإفطار مبرراً، أما من يعاني من مشاق أكبر مثل الخوف على الأرواح والأطراف، فيكون أولى بجواز الإفطار.

رخص الحج

سنشير إلى بعض الرخص الشرعية المتعلقة بالحج بالنسبة للمرضى كما يلي:

  • فعل المحظورات

يجوز للحاج أو المعتمر استخدام أدوية قد تقتضي القيام بأفعال محظورة خلال الإحرام، مثل حلق الشعر أو تغطية الرأس. ويُسمح أيضاً بارتداء الملابس المخيطة لتفادي البرد والحر، وكذلك حلق الرأس لتجنب المخاطر الصحية مثل الإصابة بالمرض أو القمل، وأيضاً استخدام الطيب والدهن وقلم الأظافر. والدليل على ذلك هو قوله -سبحانه وتعالى-: (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ).

  • النيابة عن المريض في رمي الجمار

يجوز للمريض أو الحامل توكيل شخص آخر للرمي بدلاً عنه، سواء كان النائب يتقاضى أجراً أو يتطوع، وسواء كان رجلاً أو امرأة.

معايير المرض التي تتيح الترخيص

اتفق العلماء على أن المعايير التي ترفع الحرج والإثم عن المريض تشمل كل مرض يزيد من شعور الألم أو الأذى، أو يؤخر الشفاء، أو يتسبب في إفساد أحد الأعضاء عند القيام بالواجبات الشرعية.

كما يُدعم ذلك حديث عمران بن حصين، والذي قال فيه: “كَانَتْ بي بَوَاسِيرُ، فَسَأَلْتُ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَنِ الصَّلَاةِ، فَقالَ: (صَلِّ قَائِمًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فإنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ)”. ويتوافق هذا مع قوله -تعالى-: (لا يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا).

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *